اعتقل نحو 7 آلاف فلسطيني من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال 2022، وفق رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد الناصر فروانة.

وقال فروانة، لـ"المملكة" إن قائمة من مضى على اعتقالهم 20 عاما وما يزيد على التوالي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ارتفع بشكل لافت خلال العام 2022 لتصل إلى 330 أسيرا؛ بعدما كانوا 112 أسيرا مطلع العام الماضي.

وبحسب مؤسسات الأسرى الفلسطينيين (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطينيّ، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز وادي حلوة – القدس)، فإن العام الماضي كان أكثر الأعوام دموية وكثافة في الجرائم وعمليات التنكيل مقارنة مع العشر سنوات الأخيرة.

وأوضحت المؤسسات، في بيان، أنّ عام 2022، شهد العديد من التّحولات على صعيد عمليات الاعتقال التي نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيليّ، والتي ارتبطت بشكلٍ أساسي بتصاعد الحالة النّضالية، والكفاحية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وبين البيان أن عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال هذا العام، بلغ 882 حالة اعتقال، ومن بين النساء 172 حالة اعتقال، فيما بلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ التي صدرت ما بين أوامر جديدة وتجديد، أكثر من 2409 أمر اعتقال إداريّ بما فيهم أوامر صدرت بحق مقدسيين وفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948، حيث شكّلت قضية الاعتقال الإداريّ المحطة الأبرز في التحوّلات التي شهدها هذا العام، وذلك مع توسيع الاحتلال لدائرة الاعتقال الإداريّ، وبلغ عدد الجرحى الذين تعرضوا للاعتقال أكثر من 40 جريحًا، وكان جزء منهم من الأطفال.

وكانت أعلى الأشهر التي تركزت فيها عمليات الاعتقال شهر نيسان/ أبريل وبلغت 1228، يليه شهري أيار / مايو، وأكتوبر/ تشرين الأول بـ690 حالة اعتقال، بحسب البيان.

وعلى صعيد أعداد حالات الاعتقال في المحافظات الفلسطينية، أشارت إلى أن القدس بقيت الأعلى ما بين المحافظات، وبلغت حالات الاعتقال قرابة 3 آلاف حالة، فيما سجل 106 حالات اعتقال من قطاع غزة، منهم 64 حالة كانت من نصيب الصيادين، حيث لوحظ تصاعدا لافتًا في استهداف الصيادين.

فيما فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحبس المنزلي بحق 600 مواطن، شملت كافة فئات المجتمع، وتركزت بشكل خاص في القدس، وفق البيان.

أما على صعيد واقع الحركة الأسيرة في السّجون، فلقد واجهت الحركة الأسيرة تحوّلات كبيرة على صعيد مستوى السّياسات التّنكيلية، ومحاولات إدارة السّجون المستمرة لسلبهم ما تبقى لهم من حقوق، وشكّلت هذه التّحولات امتدادًا للإجراءات التّنكيلية الممنهجة التي حاولت فرضها بعد عملية (نفق الحرّيّة) في شهر أيلول / سبتمبر من العام الماضي، وامتدت معارك الأسرى مع نهاية العام الماضي، وبداية عام 2022، والتي فرضت فعليًا واقعًا جديدًا ومرحلة جديدة، على صعيد قدرة الأسرى على العمل، والتنظيم على قاعدة الوحدة، خاصّة في ظل التّحديات الكبيرة التي واجهتهم مع تصاعد عمليات التحريض الإسرائيليّ على الأسرى، ووصول حكومة اليمين الأكثر تطرفًا على مدار هذه العقود، وفقا للبيان.

وأوضح البيان أن إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 4700 أسير وأسيرة يقبعون في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، من بينهم 29 أسيرة يقبعنّ في سجن "الدامون"، و150 طفلاً وقاصراً، موزعين على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون)، وبلغ عدد المعتقلين الإداريين قرابة 850 معتقًلا إداريًا، بينهم 7 أطفال، وأسيرتان.

وبلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن المؤبد 552 أسيراً، أعلاها حُكمًا من بينهم صدرت بحقّ الأسير الأردني في سجون الاحتلال عبد الله البرغوثي، ومدته 67 مؤبداً.

وارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة خلال عام 2022 إلى 233 شهيدًا منذ عام 1967، وذلك باستشهاد 6 أسرى ومعتقلين، أربعة منهم اعتقلهم الاحتلال بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم أو إعدامهم بعد الاعتقال وهم: الشهيد داود الزبيدي الذي استشهد في مستشفيات الاحتلال، والشهيدة الأسيرة سعدية فرج الله، والمعتقل محمد حامد (16 عامًا)، والشهيد رفيق غنام الذي أعدم بعد اعتقاله فورًا، ومحمد ماهر تركمان (17 عامًا)، الذي اُستشهد في مستشفيات الاحتلال، والشهيد الأسير القائد ناصر أبو حميد.

كما وارتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم إلى 11 وهم: أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر خلال العام 2020، والأسير سامي العمور الذي استشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي استشهد عام 2022، إضافة إلى الشهيد محمد ماهر تركمان الذي ارتقى في مستشفيات الاحتلال، إضافة إلى الأسير ناصر أبو حميد.

وبلغ عدد الأسرى المرضى، أكثر من 600 أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 24 أسيرًا ومعتقلًا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.

كما وارتفع عدد الأسرى المعزولين انفراديًا، حيث تعرض 70 أسيرًا للعزل، ولا يزال حتى نهاية هذا العام يقبع في العزل الانفراديّ أكثر من 40 أسيرًا، وهذه النسبة هي الأعلى منذ ما قبل عام 2012.

وبلغ عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين 5 نواب وهم: مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن يوسف، الذي لا يزال موقوفًا، واثنان رهنّ الاعتقال الإداريّ، وهما: محمد أبو طير، وناصر عبد الجواد.

أما الصحفيون المعتقلون بلغ عددهم، 15 صحفيا، من بينهم خمسة رهنّ الاعتقال الإداريّ.

المملكة