توقع مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر، الجمعة، تدشين الكنيسة الكاثوليكيّة – كنيسة معموديّة السيّد المسيح في موقع معموديّة السيّد المسيح (المغطس) نهاية العام الحالي.

ووضع البابا الراحل بندكتس السادس عشر حجر الأساس للكنيسة في 10 أيار/مايو 2009، وزارها البابا فرنسيس في مراحل إنشائها الأولى، وصلى فيها في 24 أيار/مايو 2014.

وسيكون هناك ديران، وحد للرهبان وآخر للراهبات في مكان الكنيسة، وفق بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا.

وقال الأب رفعت بدر، الجمعة، لـ"المملكة"، إن عدد حضور يوم الحج السنوي والوطنيّ 23، إلى موقع المغطس، تجاوز 5 آلاف شخص.

وأقلت 55 حافلة كبيرة و130 حافلة صغيرة وكذلك مركبات صغيرة الزوار القادمين للمغطس، وفق الأرب رفعت بدر الذي قال إن حضور أساقفة من كندا والولايات المتحدة وبلدان أوروبا ميز الحج هذا العام، ويدل على تقدير العالم للمكان واعترافهم بشرعية المكان المقدس كمكان لمعمودية السيد المسيح وسيشجع السياحة للأردن.

وأشار إلى أن عدد زوار موقع المغطس في 2022 بلغ نحو 200 ألف.

وتحدث الأب بدر في مؤتمر صحفي على ضفاف نهر الأردن، عن مشاركة 50 من الكهنة والأساقفة في يوم الحج، بالإضافة إلى الرهبنيات الموجودة في الأردن.

وأحيت الكنائس الكاثوليكية في الأردن، الجمعة، يوم الحج 23 إلى موقع المغطس، وترأس بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا القداس الاحتفالي في الكنيسة الكاثوليكيّة – كنيسة معموديّة السيّد المسيح.

ترأس بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا القداس الاحتفالي في الكنيسة الكاثوليكيّة – كنيسة معموديّة السيّد المسيح. (صلاح ملكاوي/ المملكة)


واعتمد البابا يوحنا بولس الثاني هذا الموقع موقعاً للحج المسيحي، في عام 2000، ضمن خمسة مواقع أردنية رئيسية إلى جانب جبل نيبو ومار الياس ومكاور وسيدة الجبل في عنجرة.

"مزدهرة وستزدهر"

وقال الأب رفعت بدر إن السياحة الدينية مزدهرة وستزدهر خصوصا بعد الإعلان عن مشروع تطوير المنطقة المجاورة لموقع عمّاد السيد المسيح عليه السلام (المغطس).

وستكون هناك قرية سياحية جديدة في السنوات المقبلة تضم فنادق ومتاجر ومنتجعات ومتاحف تحكي قصة الأردن، ومسرحا لإقامة الحفلات الموسيقية والدينية يتسع لخمسة آلاف شخص، بحسب مدير المركز الكاثوليكي.

وسيصل الأردن العشرات من الوفود السياحية الدينية من فرنسا، بدءا من آذار/مارس، كما سيقام نهاية العام مؤتمر مهم للسياحة، وهو اجتماع كل رؤساء الحج في فرنسا بجمعيتهم العمومية في الأردن لأول مرة، بحسب الأب رفعت بدر.

بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا استذكر في مؤتمر صحفي البابا بندكتس السادس عشر، وطلب له الرحمة، وعبر عن تشجيعه لمشروع تطوير المنطقة المجاورة لموقع عمّاد السيد المسيح عليه السلام (المغطس).

ولفت البطريرك إلى أنّ مشروع تطوير موقع المعمودية سيشجع الحجاج والمؤمنين من مختلف أنحاء العالم على القدوم إلى هذا المكان ويمضون فيه أيام وليال وليس ساعات خصوصاً أنه سيتم توفير الخدمات كافة التي يحتاجها الحجاج.

ويُقام موسم الحج المسيحي في كانون الثاني/يناير من كل عام؛ عبر استقبال حجاج الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، وحجاج من كنائس الأقباط والسريان والكنيسية اللوثرية والأرمن وغيرهم من الكنائس المختلفة.

ويعتبر المغطس المكان المخصص للأعياد السنوية لحجاج الطوائف المسيحية، ويسمى عيد الغطاس أو عيد الحج المسيحي الكبير، الذي يعد موروثا تقليديا يمثل كيفية تعميد السيد المسيح من يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه السلام)، وفق هيئة المغطس.

ويُعد المغطس وجهة لمسيحيي الدول الأوروبية والعربية؛ للقيام بعملية التعميد في المياه المقدسة.

ويوجد في موقع المغطس 5 برك؛ الأولى في المنحدر الغربي السفلي للتل؛ وتعود للعهد الروماني، وهناك بركتان تقع الأولى على قمة الطرف الشمالي لتل الخرار. وبركة جنوبية مستطيلة الشكل ولها درج داخلي على الجهة الشرقية وأربع درجات تمتد على امتداد عرض البركة.

وتوجد بركتان مربعتان تعودان إلى الفترة الرومانية نفسها، وأضيفت الحجارة المربعة المنحوتة إلى الزاوية الجنوبية الغربية للبركة الشمالية الغربية من فترات لاحقة، وفق وكالة "بترا".

ويبعد المغطس عن شمال البحر الميت نحو 9 كيلو مترات، ويحتوي على منطقتين أثريتين رئيسيتين هما تل الخرار، المعروف باسم "تلة مار إلياس" أو "النبي إليا" ومنطقة كنائس "يوحنا المعمدان" قُرب نهر الأردن.

ويتميز المكان بآثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد.

صور من داخل كنيسة معموديّة السيّد المسيح في المغطس. (صلاح ملكاوي/ المملكة)


المملكة