الخصانة: إنتاج ظروف تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين القسري من قبل إسرائيل بمثابة إعلان حرب على الأردن

اعتبر رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أن غياب تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، "سينقلنا دائما من دوامة عنف إلى دوامة عنف أسوأ إلى انفجار أكبر".

وتحدث الخصاونة خلال مقابلة مع قناة "العربية"، عن "غياب الأفق السياسي المفضي لتجسيد حل الدولتين الذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة والناجزة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتحيا بأمن وسلام إلى جانب شعوب ودول المنطقة كافة بما فيها إسرائيل".

وقال: "بغياب هذا الحل وتجسده، كما نبه وينبه جلالة الملك عبدالله الثاني على الدوام، سنبقى في أتون هذه الدوامات المتتالية والمتصاعدة من العنف ومن القتل ومن العدوان ومن الاعتداء ومن التقتيل".

حمل الخصاونة، إسرائيل، مسؤولية غياب الأفق السياسي في هذا الصراع، مشيرا إلى أن غياب الاستثمار في حل الدولتين "لن يقودنا إلى شيء إلا إلى عبثية تكرار" ما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي.

وتطرق الخصاونة إلى جهود جلالة الملك المنصبة على وقف الحرب، مشيرا إلى "الموقف العربي الأخلاقي" الذي "أدان استهداف المدنيين ... بغض النظر عن جنسياتهم وعرقهم أو ديانتهم أو أعمارهم".

لكنه قال إن "الدم الفلسطيني والطفل الفلسطيني والمدني الفلسطيني حياته ليست أقل من حياة أي مدني آخر ومن حياة أي طفل آخر".

حصانة لإسرائيل

ولفت النظر إلى مخاطبة جلالة الملك الضمير العالمي بـ "خطاب قانوني يدعو إلى عدم تجزئة القانون الدولي وعدم جواز أن نجزئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب وخصوصا فيما يتعلق بالحماية التي يجب أن تؤمن للمدنيين والمؤسسات المدنية والصحية التي جرى قصفها".

الخصاونة قال في هذا الصدد، إن هذه المنشآت التي انتهكت هي وكوادرها "محمية بموجب قواعد لاهاي للحرب واتفاقيات جنيف الأربعة وبموجب الملحقين الإضافيين لاتفاقية جنيف".

وأوضح: "كأن هناك حصانة ممنوحة لإسرائيل لكي لا تلتزم وتخرق منظومة القوانين الناظمة للعمليات العسكرية والحرب ... بخلاف بقية دول العالم التي إن قارفت شيء من هذه المخالفات انبرى العالم وبشكل مصيب للتصدي لهذه الخروقات".

الخصاونة قال إن مساع قادها جلالة الملك أدت إلى تغير تدريجي في مواقف الكثير من الدول الوازنة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، "أفضت لتأسيس هدن إنسانية وإجراء عمليات لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها قطاع غزة" إضافة إلى وقف إطلاق النار.

وقال إن إنتاج ظروف تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين القسري من قبل إسرائيل بمثابة إعلان حرب على الأردن، وهو "يشكل خرقا ماديا" لاتفاقية السلام.

وأشار الخصاونة في هذا الصدد إلى أن الأردن سيستخدم كل الوسائل الموجودة أمامه لمنع أن يتحقق هذا السيناريو الذي يفضي إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلى الإضرار بالأمن القومي للمملكة.

وأكد أن السلام بالنسبة للأردن "المؤسس على الحق وإحقاق الحق هو خيار الدولة الاستراتيجي" لكن "عندما يتعلق الأمر باختراقات مادية للإطار التعاقدي واتفاقيات السلام من قبل إسرائيل بشكل قد يؤسس إلى هذه المخاطر على الأمن القومي الأردني عندها كل خياراتنا موجودة على الطاولة ومتاحة".

المملكة