أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، أهمية المهارات الرقمية لمستقبل الوظائف وسوق العمل الذي سيعتمد عليها، ودور التعلم المستمر وتطوير المهارات في مجال التكنولوجيا.
وبيّن الهناندة، أن الأردن استطاع خلال المئة عام الماضية التغلب على التحديات رغم قلة موارده، بفضل قوته المتمثلة بالإنسان القادر على العطاء وتجاوز التحديات.
جاء ذلك خلال حواره الخميس، مع مجموعة من طلبة جامعة اليرموك من كليات "الحجاوي للهندسة التكنولوجية، وتكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب والعلوم"، ضمن برنامج (Co-Teaching) الهادف إلى توفير فرصة للشباب للتواصل مع المحترفين المتفوقين في مجال التكنولوجيا، والسعي للحصول على الإرشاد.
وأشار الهناندة إلى أن الأردن كان صاحب الريادة والسبق في قطاع تكنولوجيا المعلومات على مستوى المنطقة، وكان من أوائل الدول التي بادرت إلى إنشاء صندوق استثماري لتكنولوجيا المعلومات بقيمة مليوني دولار عام 1988، مبينا أن هذا يدلل على أن الأردن كان سباقا في الإبداع والابتكار وتطويع التكنولوجيا الحديثة لخدمة المجتمع.
وأضاف، وفي عام 2000 تم إنشاء ثاني صندوق استثماري يخص تكنولوجيا المعلومات، مؤكدا أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني استندت إلى قدرة الريادة والاستثمار في حل الكثير من التحديات والمشكلات التي تواجهنا، مشيرا إلى أن الأردن كان أول دولة تؤسس محرك بحث باللغة العربية "مكتوب"، وأول دولة تُطلق منصة بريد إلكتروني عربي.
ولفت الهناندة إلى مساهمة الكفاءات الأردنية الفاعلة في قطاع تكنولوجيا المعلومات على مستوى المنطقة العربية وخارجها، لافتا إلى وجود ما يقارب 50 ألف شخص أردني يعملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات بشكل مباشر، وما يقارب 80 ألف شخص يعملون في هذا القطاع بشكل غير مباشر من خلال المشاريع التي تعتمد على التكنولوجيا في عملها كالنقل الذكي والمطابخ المنزلية.
وأشار إلى وجود ما يقارب 70 ألف طالب جامعي مسجلين في "الضمان الاجتماعي" يعملون بوظائف دائمة، جُلهم يتمتعون بالمهارات الرقمية الحديثة، مؤكدا وجود ما يقارب 4 آلاف أردني يعملون في قطاع تكنولوجيا المعلومات عام 2018 كانوا يعملون من داخل المملكة لشركات خارج الأردن، ليرتفع هذا الرقم إلى 25 ألف شخص يعملون في هذا القطاع اليوم مطوري برامج وفي مراكز الاتصال أو الدعم الفني المتقدم.
وعرض الهناندة لجهود الوزارة فيما يخص طلبة الجامعات، والمتمثل بتطوير كفاءاتهم على صعيد المهارات الرقمية، بهدف تعزيز جاهزية الطلبة على مقاعد الدارسة والخريجين لمتطلبات سوق العمل في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤكدا أن مستقبل العالم رقمي وإنسان المستقبل رقمي أيضا.
وأشاد بخريجي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من الجامعات الأردنية الذين باتوا ينافسون عالميا من خلال ما تمتلكه هذه الجامعات من نظام تعليمي يمتلك القدرة العلمية على تخريج كفاءات تمتلك المعرفة والجودة، وهذا بشهادة الشركات التي توظفهم.
من جهته، أكد رئيس الجامعة إسلام مسّاد، أن الموارد البشرية تُمثل رأس مال التنمية الأردنية المستدامة، ونجح الإنسان الأردني بفضل جهود القيادة الهاشمية في صياغة أبجديات الإبداع في شتى المواقع التي شغلها، مشيرا إلى أن مسؤولية الجامعة هي في إعداد الكفاءات العلميــة التي تسـهم فـي بناء اقتصـاد المعرفـة عبر بيئـة جامعيـة محفـزة للإبداع ومستجيبة لمتطلبــات المجتمع.
وقال، إن الجامعة تحرص على تطوير مهارات طلبتها وتعزيزها والبناء عليها، وخطت في سبيل ذلك خطوات بناءة، حيث عمدت إلى إدماج حزم مساقات لعدد من اللغات الأجنبية كالفرنسية والإسبانية والتركية والألمانية والصينية في الخطط الدراسية لبرامج البكالوريوس اعتبارا من العام الجامعي الماضي.
وأكد مسّاد، أن الجامعة كانت أول من استجاب لبرنامج تطوير مهارات الطلبة تماشيا مع متطلبات سوق العمل ومواكبة التطورات التكنولوجية السريعة من خلال إضافة مواد إجبارية في التأهيل الوظيفي هدفها تعزيز المهارات الوظيفية للطلبة، لافتا إلى مادة "الذكاء الاصطناعي في الهندسة" الذي استحدثتها كلية الحجاوي مادةً إجبارية لجميع تخصصاتها الهندسية.
بترا