يصادف 14 فبراير من كل عام "يوم الحب"، لكن تحديات اقتصادية تمنع أردنيين من الاحتفال به وشراء أحد رموزه، الورد الأحمر، الذي يشهد سوقه ركودا، مقارنة بأعوام مضت.

وتشير إحصائية أولية صادرة عن تجار ومزارعين في 2019 إلى توفر نحو 500 ألف وردة جورية مستوردة ومحلية في الأسواق تحضيراً لـ "يوم الحب"، في حين لم تتوافر معلومات حديثة من جمعية أزهار القطف ونباتات الزينة.

"اشتريت نصف كمية الورد التي كنت أشتريها في سنوات سابقة، خوفاً من عدم بيعها وتلفها نتيجة ضعف الحركة الشرائية"، يقول رامي المصري، صاحب محل لبيع الورود في منطقة الرابية في العاصمة عمّان.

ويضيف لـ "المملكة" أنه خسر "الكثير العام الماضي؛ بسبب قلة الإقبال على شراء الورد في يوم الحب".

"يلجأ الناس الآن إلى تبادل التهاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدلا من شراء ورد" يتابع المصري، ويرى ذلك سببا لانخفاض مبيعات الورد.

مع ذلك، لم تختف مظاهر "يوم الحب" تماما، وظهرت على محلات بيع ورد في عمّان زينت واجهاتها الداخلية والخارجية باللون الأحمر.

"شراء خبز وحليب لأطفالي أهم لي من يوم الحب" يصر رائد السالم، وهو أب لـ 5 أطفال، 4 منهم على مقاعد الدراسة.

"زمان الحب ولى بعد أن أصبحنا نعمل مثل الآلات لتوفير لقمة العيش"، يقول السالم.

أما علاء الصمادي، الباحث عن عمل منذ أكثر من عام من حصوله على شهادة جامعية، فيلوم الظروف الاقتصادية. "لا يمكنني شراء الورود لعيد الحب، وهمي حالياً هو تحسين وضعي الاقتصادي"، يبين الصمادي.

لكن محمد كمال لم يسمح لغلاء الأسعار بحرمانه من الاحتفال بـ "يوم الحب".

"ما زلت أشتري الورد لوالدتي وخطيبتي، وأحاول مفاجأتهما كل عام في مثل هذا اليوم"، يقول كمال. "إلا أني أضطر لشراء ورد أحمر من باعة متجولين نظراً لارتفاع أسعاره في المحلات التجارية".

لكن حتى بعض الباعة المتجولين يشتكون.

"السلطات تلاحقني في الشوارع وتعتبرني متسولا بالرغم من بيعي للورد، الأمر الذي أدى لإضعاف نسبة شراء الناس مني في يوم الحب"، يشرح محمود، في أحد شوارع العاصمة.

وزارة الزراعة قررت فتح باب استيراد الورد الجوري "بعد التوافق مع كافة الجهات المختصة من بينها جمعية أزهار القطف ونباتات الزينة"، وفق الناطق باسم وزارة الزراعة، لورانس المجالي.

"الجمعية رأت فتح باب الاستيراد مدة 3 أشهر ابتداء من شهر فبراير؛ نظرا لتدني كميات الورد المحلية الواردة للأسواق بسبب انخفاض درجات الحرارة التي أثرت سلباً على أزهار القطف"، يقول المجالي.

لكن ذلك لم يساعد كثيرا على تشجيع الشراء.

"تدني الإقبال على شراء الورد يعود للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يعيشها الأردني"، يقول أحمد سليم، وهو تاجر ورد. "استورد تجار الورد 300 ألف وردة حمراء، بينما قطف مزارعون محليون 200 ألف وردة حمراء استعداداً ليوم الحب".

الورد الجوري، انتوريوم، جربيرا، وزنبق ليليوم، وألستروميريا هي أكثر أنواع الورد طلباً في يوم الحب، بحسب التاجر أحمد الخلايلة، الذي يقول إن هذه الأنواع تستورد من إثيوبيا، وكينيا، والإكوادور، والهند، وهولندا، وكولومبيا.

"سعر الوردة الجورية التي تباع بالجملة في بورصة الورد يتراوح بين نصف دينار إلى دينار، لكن في محلات الورد تباع الوردة الجورية بـ 4 دنانير؛ بسبب يوم الحب"، يضيف الخلايلة.

"أتوقع تراجع الطلب على مختلف أنواع الورود؛ بسبب أوضاع الناس المتردية".

تعددت الروايات حول الأصل التاريخي لـ "يوم الحب"، لكن إحداها تقول، إن التسمية تعود إلى القس المسيحي فالنتين الذي عاش في القرن الثالث، تحت حكم الإمبراطورية الرومانية.

وكان رجل دين يعمل على إتمام الزواج بين مسيحيين بشكل سري، في وقت كانت فيه تعاليم المسيحية ممنوعة آنذاك.

أعدم الرومان فالنتين نتيجة ذلك، وخلّد اسمه، لتحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع كنائس بروتستانتية بذكراه في 14 فبراير، فيما تحيي كنائس أرثوذكسية المناسبة في 30 يوليو.

"الحب غير مرتبط بيوم محدد، لكن لا بأس من تعزيز حبنا لمن نحبهم في هذا اليوم ... بخل المشاعر أقسى من البخل بالنقود، وهدايا عيد الحب يمكنها أن تكون معنوية ..." يقول أبو خالد.

المملكة