تعقد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اجتماعا الأسبوع المقبل في الأردن، يبحث تفشي الجراد الصحراوي في دول مطلة على البحر الأحمر، الآفة المدمرة للمحاصيل الزراعية. 

وقالت المنظمة الدولية في بيان "ستعقد الفاو اجتماعاً في الأردن الأسبوع القادم (17-21 فبراير) مع الدول المتأثرة لاستعراض الوضع الحالي وتكثيف عمليات المسح والمراقبة".

وتسببت أمطار غزيرة وأعاصير، منذ أكتوبر الماضي، في تكاثر جيلين من الجراد الصحراوي في السودان وإريتريا، الذي انتشر بسرعة على امتداد جانبي البحر الأحمر ليصل جيل منها منتصف يناير الماضي إلى السعودية ومصر، تبعته هجرات إضافية بعد حوالي أسبوع. 

وساعد هطول غير معتاد للأمطار الغزيرة نتيجة لإعصاري مكونو ولبان في مايو وأكتوبر 2018 على التوالي، في تكاثر جيلين من الجراد جنوب شرق الربع الخالي في السعودية بالقرب من الحدود اليمنية العُمانية، فيما وصل عدد قليل من هذه الأسراب بالفعل إلى الإمارات وجنوب إيران مع خطر اتساع رقعة انتشارها نحو الحدود الهندية الباكستانية.

غير أن المنظمة دعت البلدان المتضررة إلى "تعزيز إجراءات اليقظة والسيطرة لاحتواء التفشي المدمر وحماية المحاصيل من أخطر الآفات المهاجرة في العالم".

ونفذت المنظمة عمليات رش جوية في السودان والسعودية مدعومة بتدابير سيطرة أرضية في كلا البلدين، وكذلك في إريتريا ومصر، حيث تم معالجة أكثر من80.000 هكتار منذ ديسمبر.

كيث كريسمان، مسؤول تنبؤات الجراد الصحراوي في الفاو قال: "ستكون الأشهر الثلاثة القادمة حاسمة في السيطرة على حالة الجراد قبل بدء عملية التكاثر في الصيف. ويعتمد اتساع الرقعة الحالية على عاملين رئيسيين وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان وإريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس ومايو على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية".

وتتوقع المنظمة استمرار التكاثر في شهر فبراير على ساحل البحر الأحمر في السودان وإريتريا، ما يؤدي إلى زيادة أخرى في مجموعات الجراد النطاط والبالغ.

ويسهم جفاف الغطاء النباتي بحسب المنظمة في تحرك مجموعات من الجراد البالغ وبعض الأسراب شمالًا على امتداد ساحل البحر الأحمر في إريتريا إلى السودان، ومن ساحل البحر الأحمر في السودان إلى وادي النيل في شمال السودان. وهناك خطر متوسط من استمرار بعض الأسراب في عبور البحر الأحمر إلى المناطق الساحلية والداخلية في السعودية.

والجراد الصحراوي هو جنادب قصيرة القرون يمكن أن يشكل أسراباً كبيرة ويشكل تهديدًا خطيراً للإنتاج الزراعي وسبل المعيشة والأمن الغذائي والبيئة والتنمية الاقتصادية، خاصة في مناطق ضعيفة.

ويمكن لأسراب الجراد البالغ أن تطير لمسافة تصل إلى نحو 150 كم في اليوم باتجاه الريح، وتستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها، في حين أن الجرادة البالغة تلتهم يومياً ما يعادل وزنها تقريباً من الغذاء الطازج- نحو غرامين يومياً، بينما يستهلك سرب صغير جداً من الجراد في اليوم الواحد ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها نحو 35000 شخص.

المملكة