أظهر تقرير صادر أخيراً عن منظمة العمل الدولية أن نسبة النساء القياديات في عملهن في الأردن ممن لديهن أطفال بعمر أقل من ست سنوات أقل من نظرائهم الرجال بنسبة 24%.

التقرير المعنون بـ "قفزة نوعية نحو تحقيق المساواة بين الجنسين: من أجل مستقبل عملٍ أفضل للجميع"، والصادر بالتزامن مع يوم المرأة العالمي أوضح أن 38% من النساء القياديات في عملهن في الأردن لديهن أطفال بعمر أقل من 6 سنوات، في حين أن 49% من الرجال الذين يشغلون منصباً قيادياً في عملهم لديهم أطفالاً بعمر أقل من 6 سنوات.

مشاركة القيادية الأم في العمل في الأردن تفوقت على النسبة العالمية التي بلغت 25.1% للقياديات الأمهات لأطفال بأقل من عمر 6 سنوات.

وتتفوق أيضاً على الدول ذات الدخل المتوسط التي تشمل الأردن بحسب المنظمة، إذ تبلغ نسبة مشاركة المرأة الأم لأطفال بعمر أقل من ست سنوات في تلك الدول 23.1%.

التقرير يرى أن النساء يكافحن للموازنة بين حياتهن العملية والخاصة في ظل عدم كفاية أنظمة الرعاية أو انعدامها.

وتشير دراسات إلى أن احتمالية نجاح المرأة في عملها وحيازتها لراتب مرتفع تقل عند زواجها وامتلاكها أطفالاً، وفقاً للمنظمة.

منظمة العمل الدولية ترى أن تقاسم الرجال عبء الرعاية غير المدفوعة الأجر بالتساوي مع النساء، من شأنه أن يرفع نسبة النساء في المناصب الإدارية.

وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ماري قعوار قالت الخميس إن الحكومة عملت على إدخال تعديلات جوهرية على قانون العمل ليشمل مفهوم العمل المرن وإجازة الأبوة وتوفير بيئة عمل صديقة للمرأة، من خلال التأكيد على ضرورة إنشاء حضانات في أماكن العمل في القطاع الخاص، فضلاً عن تعديل مواد ضمن القانون لضمان تحقق المساواة في الأجور.

التقرير وجد أن المرأة عالمياً تصل للمناصب القيادية بشكل أسرع من الرجل، الأمر الذي ينسحب على الأردن الذي يبلغ فيه معدل أعمار النساء القياديات في العمل 44.1 عام، مقابل 74 عاماً للرجل.

عالمياً تصل المرأة بشكل أسرع من المرأة في الأردن إلى تلك المناصب، إذ يبلغ متوسط عمر المديرة أو القيادية في العالم 42.2%، و 40.8% في الدول ذات الدخل المتوسط..

عالمياً، عزا التقرير تفوق المرأة في سرعة الوصول لتلك المناصب إلى كون النساء الأصغر سناً لديهن مسؤوليات أقل، كما أن المرأة لديها تحصيل علمي أعلى من الرجل في المناصب القيادية.

المرأة لا تحصل على الفوائد عينها التي يحصل عليها الرجل ذو المستوى التعليمي ذاتهمنظمة العمل الدولية

ووجد التقرير أن 86.7% من النساء القياديات في عملهن يمتلكن تحصيلاً جامعياً متقدماً، إلا أن النسبة تبلغ لدى الرجال 97.8%، ما يظهر تفوق الرجل في التحصيل العلمي في تلك الوظائف في الأردن، الأمر الذي يتناقض مع النسبة العالمية.

عالمياً 44.3% من القياديات في عملهن يمتلكن تحصيلاً جامعياً متقدماً، مقابل 38.3% للرجل.

مديرة قسم ظروف العمل والمساواة في منظمة العمل الدولية مانويلا تومي كشفت عن وجود عوامل تعرقل تحقيق المساواة في العمل أقواها "الرعاية".

وقالت تومي "في السنوات العشرين الماضية، بالكاد انخفض ما تقضيه المرأة من وقت على الرعاية غير المأجورة والعمل المنزلي، بينما الزمن الذي يقضيه الرجل 8 دقائق فقط يومياً".

وأضافت "بوتيرة التغيير هذه، سيستغرق الأمر أكثر من 200 عام لتحقيق المساواة في الوقت المستغرق في أعمال الرعاية غير المأجورة".

ويقل أجر المرأة بنسبة 20% عن أجر الرجل، كمتوسط ​​عالمي، أما في الأردن ووفقاً لمسح أجرته دائرة الإحصاءات العامة في 2016 فإن متوسط الأجر للمرأة في القطاعين العام والخاص معاً، بلغ 458 دينارا أردنياً مقابل 507 دنانير للرجل، أي بفارق 49 ديناراً أردنياً لصالح الذكر.

15.2% نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة في الأردن في 2018دائرة الإحصاءات العامة

المنظمة اعتبرت الأردن من الدول التي سنت تشريعات تُحسن ظروف العمل، قائلةً "في الأردن، ألزمت التشريعات التي سُنت في عام 2018 المدارس الخاصة بتحويل الرواتب إلكترونياً؛ الأمر الذي يحمي صاحب العمل والموظف من الاحتيال في الراتب ويضمن عدم حصول المرأة على أجر يقل عن الحد الأدنى للأجور".

المملكة