انطلق الثلاثاء، في العاصمة البلجيكية، بروكسل، مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي يهدف إلى ضمان استمرار تدفق مساعدات دولية لملايين اللاجئين والنازحين بسبب أزمة بلادهم التي دخلت عامها التاسع، وأثرت بشكل مباشر على جيرانها، بما في ذلك الأردن.

ويهدف المؤتمر، الذي يشترك في رئاسته الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى الحفاظ على انخراط المجتمع الدولي في دعم الاستجابة للأزمة السورية، وفق بيان للرئاسة المشتركة.

مسؤول حكومي أردني توقّع أن يجدد المؤتمر "تعهدات والتزامات دولية من قبل جهات تمويلية ومانحة لتوفير دعم أكبر للنازحين داخل سوريا، ودعم دول جوار مستضيفة لهم، مثل الأردن".

وأضاف لـ "المملكة" أن المؤتمر "يؤكّد مواصلة الاتحاد الأوروبي توفير دعم إنساني وسياسي، ومساندة إلى حين التوصل إلى حل سياسي".

ويستضيف المؤتمر أكثر من 1000 مشارك يمثلون المجتمع المدني في سوريا والمنطقة، إضافة إلى وزراء وصناع قرار من دول إقليمية، ومانحة، ومنظمات دولية، ووكالات الأمم المتحدة، وجمعيتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

من الأردن، الذي يعيش فيه نحو 1.3 مليون سوري، منهم 671 ألف لاجئ مسجّل لدى الأمم المتحدة، يشارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي، ماري قعوار، وفق برنامج المؤتمر.

فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، قالت في بيان: "أُجريت اتصالات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، حول دعم إبقاء تعهّد إنساني للسوريين، إضافة إلى كيفية دعم التحول السياسي في سوريا".

"خلق توازن"

ويحتاج إلى مساعدات إنسانية، أكثر من 11 مليون نازح سوري، وأكثر من 5 ملايين لاجئ، وفقا للبيان، الذي قال إن المؤتمر "يجدد تأكيده على التخفيف من تبعات الأزمة السورية على النازحين واللاجئين السوريين".

يعيش 126 ألفا من اللاجئين السوريين داخل 3 مخيمات في الأردن، هي الأزرق 40533 لاجئا، والإماراتي الأردني 6903 لاجئين، والزعتري 78605 لاجئين، في حين يعيش 81.2% من اللاجئين وعددهم 545609 لاجئين خارج المخيماتالأمم المتحدة

الصفدي، دعا إلى "ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء الأردن لمساعدته" على تلبية احتياجات ضيوفه من سوريا، خلال لقائه مفوض شؤون الجوار في الاتحاد الأوروبي يوهانس هان، حول استعدادات مؤتمر "بروكسل 3".

وقدّر الأردن حاجته إلى نحو 2.4 مليار دولار، لدعم متطلبات خطة استجابته للأزمة السورية لعام 2019، التي أطلقها في فبراير مع دول ومنظمات مانحة.

وزارة التخطيط والتعاون الدولي قالت، إن الخطة تهدف إلى سد عجز في تمويلها، والتخفيف من آثار الأزمة على الأردنيين واللاجئين السوريين، استنادا على "فرضيات تتعلق بارتفاع عدد سكان الأردن ... مع توقعات بنمو نسبته 2% لعام 2019".

عبلة عماوي، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان، التي تشارك في المؤتمر، قالت إنها ستقدم "دراسات الفرصة السكانية المتعلقة بدعم الشباب والتمكين الاقتصادي للمرأة لخلق توازن في النوع الاجتماعي، ودعم اللاجئين لتحقيق مستقبل أفضل لسوريا وبلاد الجوار".

وأضافت لـ "المملكة" أن الدراسات تبرز "دورا كبيرا يلعبه الأردن في استضافة اللاجئين، والاستثمار في تعليمهم وإشراكهم في العمل، وبحث الحصول على منح لدعم صمود مجتمعات مضيفة للاجئين وغيرهم".

"نأمل أن تدعم مخرجات مؤتمر بروكسل خطة استجابة الأردن، وأن تحقق توازنا بين احتياجات اللاجئين في الحصول على عيش كريم وخدمات تعليمية وصحية، وبين دعم مجتمعات مستضيفة دون الضغط على مواردها"، وفق عماوي.

"تحصين" اللاجئين

وزارة التخطيط، أشارت في تقرير خطة الاستجابة إلى أن الكلفة المباشرة للأزمة السورية منذ بدايتها في عام 2011 بلغت نحو 11 مليار دولار، شملت تكاليف تعليم، صحة، مياه وغيرها من خدمات، إضافة إلى توفير كهرباء وسلع أساسية.

وقالت مديرة وحدة تنسيق المساعدات الإنسانية في الوزارة فداء غرايبة، إن الحكومة، خلال مشاركتها في بروكسل 3، تدعو المجتمع الدولي إلى تجديد تعهداته واستمرار توفير دعم وتمويل لازمين لخطة الاستجابة ودعم اقتصاد الأردن المتأثر من تبعات الأزمة.

في القمة العربية الأوروبية التي عقدت في نهاية فبراير في شرم الشيخ، قال الصفدي: "نأمل أن يثمر مؤتمر بروكسل التزاما عمليا إزاء لاجئين سوريين ودول مستضيفة لهم ... توفير تعليم وخدمات صحية، وفرص عمل للاجئين ليس واجبا إنسانيا فقط، بل هو تحصين لهم ضد الجهل واليأس والاستغلال من متطرفين، وهو استثمار في أمننا المشترك".

وتعهدت وفود مشاركة في مؤتمر "بروكسل 2" في أبريل 2018، بتأمين نحو 4.4 مليارات دولار أميركي لتلبية احتياجات أكثر من 5.6 ملايين لاجئ سوري في الشرق الأوسط، فيما أعلنت مؤسسات مالية دولية ودول قروضاً بقيمة 21.2 مليار دولار.

ووفق بيان الرئاسة المشتركة حول تقرير المتابعة المالية لمؤتمر بركسل 3، قدّمت دول مانحة والاتحاد الأوروبي 6 مليارات دولار، بزيادة قدرها 38% عن تعهّدات أبريل 2018.

بلغ حجم تمويل خطة استجابة الأردن لعام 2018 نحو 1.587 مليار دولار، من أصل 2.543 مليار دولار، وبنسبة تمويل بلغت 63.9% وزارة التخطيط والتعاون الدولي

سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريا فونتانا، قال لـ "المملكة" إن "مؤتمر بروكسل سيكون للتذكير بأن الأزمة السورية لم تنته، ويجب الاستمرار في دعم دول في تحمل أعباء اللجوء".

وأضاف: "لدينا برامج لدراسة دعم دول ومجتمعات مستضيفة للاجئين، إضافة إلى دراسة تحديات تواجهها دول مستضيفة مثل الأردن، ودعم خطط استجابة أكثر فعالية".

والأردن واحد من أكثر البلدان تضررا من الأزمة السورية؛ إذ يستضيف ثاني أعلى حصة من اللاجئين في العالم، مقارنة مع عدد السكان البالغ 10.357 ملايين شخص، بواقع 89 لاجئا لكل 1000 نسمة، وفقا للأمم المتحدة.

المملكة