بيّنت دراسة مسحية جديدة أن 5.9% من اللاجئين السوريين يرغبون في العودة إلى بلادهم عام 2019، فيما لا يرغب 19.3% من اللاجئين في العودة.

وأضافت الدراسة، التي أطلقتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مارس الحالي، أن الذين يرغبون بالعودة استندوا في قرارهم على عوامل أبرزها تحسّن الوضع الأمني في مكان سكنهم الأصلي، ولمّ شمل الأسرة.

الأردن يستضيف أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، منهم 671.148 لاجئا مسجلا لدى الأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن ودول مجاورة.

وأجرت المفوضية الدراسة في الفترة بين نوفمبر 2018 وفبراير 2019، في دول مصر ولبنان والأردن والعراق، حيث أجاب 2.016 لاجئين سوريين على الأسئلة، فيما لم تشارك تركيا في المسح الاستقصائي.

والأمر المثير للاهتمام في الدراسة، أن وجود ضغوط على الموارد والبنية التحتية في بلدان مضيفة لم يكن سبباً رئيسياً لعودة لاجئين برغم ذكرها من مجيبين على الاستطلاع، فيما برّر البعض عدم عودتهم إلى الأوضاع الأمنية ومحدودية الوصول إلى سبل عيش والإعفاء من الخدمة العسكرية. 

وأوضحت الدراسة أن 69.3% من المستطلعين يرغبون في العودة يومًا ما، لكن لا يخططون لذلك في غضون الأشهر الـ 12 المقبلة، مبرّرين ذلك بانعدام الأمن والسلامة في سوريا، وقلة أو عدم إمكانية الوصول إلى مسكن.

ومن المستطلعين الذين لا يخططون للعودة خلال الـ 12 شهرًا المقبلة، فإن نحو 75% منهم يعتزمون البقاء في البلد المضيف، فيما يطمح 20% منهم للانتقال إلى بلد ثالث، ويفكّر 3% في العودة إلى سوريا بعد سنة أو أكثر.

وتمكنت المفوضية في عام 2017 من إعادة توطين نحو 4987 ممن لجأ من سوريا إلى الأردن في بلد ثالث خلال 2017".

ووفق الدراسة، فإن 19.3% من المستطلعين قالوا إنهم لا يأملون بالعودة إلى سوريا، بسبب تضرر مسكنهم في وطنهم، فيما أشار 12% منهم إلى أنهم لم يحسموا أمرهم بعد بالعودة كونهم ليس لديهم أفراد من العائلة في سوريا.

وتصدّرت الأوضاع الأمنية في سوريا أسباب عدم التفكير بالعودة، يتبعها محدودية الوصول إلى سبل العيش ومعوقات حرية تنقل، ثم الرغبة في الحصول على إعفاء عسكري، ومخاوف من الاحتجاز. 

والنسبة الأخيرة من المستطلعين، والبالغة 5.5%، لم يحسموا أمرهم بعد بشأن خطط عودتهم، وأشار نصفهم إلى أهمية زيارة سوريا والاطمئنان على مسكنهم قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن العودة.

ويشجع الأردن، الذي يبلغ عدد سكانه 9.7 ملايين نسمة تقريبا، عودة طوعية للاجئين السوريين، التي لا تزال استضافتهم تمثل تحديا يواجه البلاد.

وبحسب الأمم المتحدة، اختار 12373 لاجئا سوريا العودة إلى بلادهم من الأردن، منذ منتصف أكتوبر الماضي حتى 20 فبراير 2019، حيث تبين أرقام المفوضية أن 8% من اللاجئين السوريين في الأردن يرغبون في العودة إلى بلادهم عام 2019.

"يحتمل أن ترتفع نسبة الراغبين في العودة من 8% إلى 66%"، حسبما قال الناطق باسم المفوضية في الأردن، محمد الحواري، لـ "المملكة"، دون ذكر الأسباب.

نتائج الاستطلاع دعت إلى الحفاظ على استراتيجية شاملة للحماية وحلول تدعم مرونة البلد المضيف، من خلال تمكين اللاجئين الاعتماد على الذات، أو إعادة التوطين أو توفير مسارات آمنة تمكّنهم الذهاب إلى بلد ثالث، إضافة إلى دعم خطط عودة آمنة وطوعية للاجئين.

وأضافت النتائج أن تسهيل الوصول إلى وثائق السجل المدني، وخدمات أساسية، بما في ذلك التعليم، يساعد اللاجئين على اتخاذ قرارات أكثر قناعة قد تسهم تدريجياً تمكينهم من العودة بسلامة وكرامة.

نحو 71% من اللاجئين في الأردن يخشون العودة بسبب "أوضاع أمنية ومعوقات حرية تنقل"، فيما يخشى 33% و26% منهم من شحّ مصادر الدخل، ونقص خدمات عامة، بحسب المفوضية.

يعيش 126 ألفا من اللاجئين السوريين داخل 3 مخيمات في الأردن، هي الأزرق 40533 لاجئا، والإماراتي الأردني 6903 لاجئين، والزعتري 78605 لاجئين، في حين يعيش 81.2% من اللاجئين وعددهم 545609 لاجئين خارج مخيمات.

وشدّدت الدراسة على دعم وتمكين منظمات إنسانية للوصول إلى معلومات موثوقة وموضوعية حول المناطق الأصلية للاجئين قبل العودة لطمأنتهم قبل اتخاذ أي قرار.

وأظهرت ارتفاع عدد الأشخاص الراغبين في العودة إلى وطنهم مع مرور الوقت، حيث ارتفعت من 51% في أواخر عام 2017 إلى حوالي 75% في أواخر عام 2018، فيما انخفض عدد الأشخاص الذين لا يعرفون ما إذا كانوا سيعودون أو لم يحسموا أمرهم بشأن قرار العودة، من 28% في أواخر عام 2017 إلى 5.5% فقط في الاستطلاع الحالي.

المملكة