أكد أستاذ النظرية السياسية محمد أبو رمان أن سوريا تسير في مسار إيجابي نحو الاستقرار، رغم التحديات الداخلية الكبيرة التي لا تزال تواجهها.
وأشار أبو رمان خلال حديثه في برنامج "صوت المملكة" إلى أن أبرز التحولات الخارجية الأخيرة تمثلت في رفع العقوبات عن سوريا، وهو ما يُنظر إليه داخليًا كخطوة محورية تفتح آفاقًا جديدة أمام السوريين، وتمنحهم أملًا بمستقبل أفضل للنظام السياسي في البلاد.
وأوضح أبو رمان أن رفع العقوبات من شأنه تحسين الخدمات العامة والبنية التحتية، مشيرًا إلى أن الموقف العربي تجاه سوريا كان داعمًا في هذه المرحلة، في حين شهد الموقف الأميركي تحولًا واضحًا تمثل في شقين أساسيين.
وبيّن أن الشق الأول يخص تخفيف العقوبات وتقديم المساعدات، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في السياسة الأميركية تجاه سوريا، ويمثل دعمًا غير مباشر للنظام، ويمنحه شرعية داخلية عبر تحفيز الاستثمار، وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية.
أما الشق الثاني، الذي وصفه أبو رمان بـ “التحدي الداخلي والخارجي" فيتمثل في فك الولايات المتحدة ارتباط موقفها من سوريا بالمنظور الإسرائيلي.
وأوضح أن هذا التحول دفع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التراجع عن ربط السياسة الأميركية بالأجندة الإسرائيلية في سوريا، خاصة بعد تبني واشنطن لوجهات نظر كل من الأردن والسعودية وتركيا بشأن الملف السوري.
وأشار أبو رمان إلى أن هذه التغييرات دفعت نتنياهو إلى توقيع اتفاق مع تركيا حول بعض المناطق في سوريا، معتبرًا هذه الخطوة تطورًا مهمًا على طريق استقرار الأوضاع في البلاد.
من جانبه، قال مدير مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، عمار قحف، إن سوريا بدأت تخطو في طريقها نحو الاستقرار، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تتطلب وقتًا لبناء الثقة بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، إضافة إلى وضوح الرؤية لدى القائمين على الدولة.
وأوضح قحف أن عملية الاستقرار تواجه تحديات تتعلق بالتمويل، إلا أن بعض المؤشرات الإيجابية بدأت بالظهور، من بينها ما وصفه بـ"الدعم المعنوي الكبير" الذي نتج عن لقاء جمع بين الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب.
وأشار إلى أن اللقاء بين الشرع وترامب ساهم في تحفيز خطوات عملية، من بينها توقيع اتفاق في مجال الكهرباء مع شركات تركية وقطرية.
وأضاف أن الحراك الاقتصادي والدبلوماسي تزامن مع زيارة وفد سوري إلى المملكة العربية السعودية، مما يعكس توجهاً جديداً نحو الانفتاح الإقليمي، واستثمار الدعم العربي في مسار التعافي والاستقرار.
المملكة