قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إنه "يمكن إيجاد حل" مناسب لكل من إسرائيل وإيران، مؤكدا أن الضربات الإسرائيلية "عززت" الدعم الشعبي للنظام في إيران.

وأضاف بوتين لصحفيين في حدث متلفز "هذه قضية حساسة، وبالطبع علينا أن نكون حذرين للغاية، لكنني أعتقد أنه يمكن إيجاد حل"، متحدثا عن اتفاق محتمل يصب في مصلحة كل من إسرائيل وإيران.

وتابع "نرى اليوم أن في إيران... تعزيزا للدعم الشعبي للقيادة السياسية للبلاد".

وأشار إلى أن إيران لم تطلب من روسيا مساعدة عسكرية.

لكن الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ عام 2022 والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتي انتقدتها موسكو، أضعفت العلاقات بينهما، في حين سعت روسيا إلى تعزيز العلاقات مع طهران في السنوات الأخيرة.

وعرض بوتين وساطة بلاده الجمعة، في اليوم الأول من المواجهة بين إسرائيل وإيران. وكرّر الكرملين هذا العرض الأربعاء، لكن الاتحاد الأوروبي استقبل الاقتراح بفتور، معتبرا أن روسيا "لا تستطيع أن تكون وسيطا موضوعيا".

كما أن الرئيس الأميركي الذي قال في البداية إنه "منفتح" على اقتراح مماثل، غيّر نبرته الأربعاء.

وصرّح ترامب للصحفيين في البيت الابيض "لقد عرض القيام بوساطة، فطلبت منه أن يسدي لي خدمة ويقوم بوساطة لنفسه. فلنهتم أولا بواسطة من أجل روسيا"، وأضاف مخاطبا بوتين "يمكنك أن تهتم بذلك (النزاع في الشرق الأوسط) لاحقا".

اغتيال خامنئي

قال بوتين إنه "لا يرغب حتى في مناقشة" احتمال اغتيال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي على يد إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وعندما سُئل عما إذا كانت روسيا مستعدة لتزويد إيران بأسلحة حديثة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإسرائيلية، قال بوتين إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الموقعة مع طهران في كانون الثاني لم تتضمن تعاونا عسكريا.

حلف شمال الأطلسي

قال بوتين إن مساعي حلف شمال الأطلسي (الناتو) لزيادة الإنفاق الدفاعي لا تشكل "تهديدا" لروسيا، قبل أيام من توقيع التحالف خطة لتعزيز قدراته العسكرية في أنحاء أوروبا.

وأضاف أن قواته ما زالت تتقدّم في أوكرانيا وتحقق نجاحات ميدانية.

ومن المقرر أن يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعا حاسما في لاهاي الأسبوع المقبل لمناقشة زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء، تحت ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويصف بوتين الهجوم الذي شنّته روسيا على أوكرانيا عام 2022 بأنه جزء من صراع أوسع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي يعتبره تهديدا "وجوديا".

وتابع "نحن لا نعتبر إعادة تسلّح حلف شمال الأطلسي تهديدا لروسيا الاتحادية، لأننا مكتفون ذاتيا من حيث ضمان أمننا". وأضاف أن روسيا كانت "تعمل باستمرار على تحديث قواتها المسلحة وقدراتها الدفاعية".

ومع إقراره بأن زيادة الإنفاق الدفاعي من جانب حلف شمال الأطلسي من شأنها أن توجد "تحديات معينة" لروسيا، قال بوتين إن هذا الأمر "لن يكون له جدوى".

وأضاف "سنتصدى لكل التهديدات التي قد تظهر، وليس هناك أي شك في ذلك".

وتسعى كييف للحصول على ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي كجزء من أي اتفاق لوقف القتال، بعد أكثر من 3 سنوات على بدء الحرب على أوكرانيا.

أوكرانيا

يبدو أن بوتين عازم على المضي قدما في هجومه. وقال "قواتنا تتقدم على طول خط المواجهة (...) تتقدّم كل يوم. وسيستمر هذا التقدم".

وسعى بوتين أيضا إلى تبرير حملته المستمرة منذ 3 سنوات ضد أوكرانيا، وشكك في شرعية زيلينسكي.

لكنّه أعرب عن استعداده للقاء نظيره الأوكراني، فقط خلال "المرحلة الأخيرة" من المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب التي بدأت في العام 2022.

وأشار إلى أن زيلينسكي ليس لديه الحق في توقيع اتفاق سلام نظرا إلى انتهاء فترة ولايته التي استمرت 5 سنوات.

ولم تتمكن كييف من إجراء انتخابات رئاسية بسبب الحرب على أوكرانيا وفرض الأحكام العرفية.

وقال بوتين "يجب إيجاد حل لا يضع حدا للنزاع الحالي فحسب، بل ينشئ أيضا الظروف اللازمة لمنع تكرار صراعات مماثلة على المدى الطويل".

وأضاف "أنا مستعد للقاء الجميع، حتى زيلينسكي (...) لا يهمنا من يفاوض، حتى لو كان الرئيس الحالي للنظام".

ورفض بوتين دعوات زيلينسكي إلى عقد اجتماع وجها لوجه لمحاولة التوصل إلى اتفاق سلام.

ورفضت موسكو أيضا مقترحات وقف إطلاق النار بشكل كامل وغير مشروط، وحددت مجموعة من المطالب من بينها أن تسحب كييف قواتها من 4 مناطق أعلنت روسيا ضمّها وأن تتخلى عن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تقلص حجم جيشها.

من جهاتها، ترفض كييف المطالب الروسية وتتّهم موسكو بتخريب جهود السلام عمدا لإطالة أمد الحرب.

وصعدت روسيا هجماتها الجوية على أوكرانيا فيما وصلت محادثات السلام إلى طريق مسدود.

وأسفرت ضربات روسية على العاصمة الأوكرانية الأربعاء عن مقتل 28 شخصا على الأقل.

ورغم الأدلة على سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين وتدمير مساكن ومدارس ومستشفيات وغيرها من المنشآت، أكّد بوتين الخميس أن قواته لم تستهدف مناطق مدنية.

وقبل ساعات من المؤتمر الذي عقده بوتين، شاهد صحافيو وكالة فرانس برس في كييف رجال إنقاذ ينقلون جثثا في أكياس خارج مبنى سكني مدمر عبر أكوام من الحطام.

ألمانيا

قال بوتين إن إرسال ألمانيا صواريخ توروس البعيدة المدى إلى أوكرانيا من شأنه تدمير العلاقات "تماما" مع برلين ولن يكون لها أي تأثير على سير القتال.

وأضاف "الجميع يعلم أن هذا الأمر إذا حدث، لن يؤثر على سير القتال (...) لكنه سيدمر علاقاتنا تماما" مع ألمانيا.

أ ف ب + رويترز