أعلنت مملكة تايلاند عن تقديم مساهمة مالية جديدة بقيمة 50 ألف دولار لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، دعما لنداء الوكالة العاجل لعام 2025 لتوفير مساعدات إنسانية طارئة للفلسطينيين في قطاع غزة.

جاء الإعلان خلال مراسم رسمية في العاصمة الأردنية عمّان، حيث أكد سفير تايلاند لدى الأردن سوبارك برونغثورا، أن هذه المساهمة تندرج ضمن التزام بلاده الإنساني المستمر تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه في الحياة الكريمة.

وأوضح السفير أن هذه المساهمة الجديدة تأتي استكمالا لمساهمتين سابقتين قدمتهما بلاده استجابة لنداءات الأونروا العاجلة في العام الماضي، وشملتا 80 ألف دولار في تشرين الأول 2023، و50 ألف دولار في تموز من العام ذاته.

وشدد على أن الأونروا تمثل شريان حياة للاجئي فلسطين منذ أكثر من سبعين عاما، مشيرا إلى أن بلاده ظلت تقدم دعما ماليا منتظما للوكالة منذ عام 1978.

وأشار إلى أن تايلاند ملتزمة حاليا بتنفيذ تعهّد مالي طوعي متعدد السنوات بقيمة إجمالية تبلغ 200 ألف دولار، يتم تحويله على خمس دفعات سنوية متساوية بقيمة 40 ألف دولار لكل منها خلال الفترة الممتدة من عام 2022 إلى 2026، وذلك في إطار دعمها المستمر لعمل الوكالة الأممية.

وأكد السفير برونغثورا أن الهدف من المساهمة الخاصة المُعلنة اليوم هو المساعدة في التخفيف من المعاناة الشديدة التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون في غزة، والذين هم في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والماء والطاقة والإمدادات الطبية والمأوى. وقال إن بلاده تأمل أن تسهم هذه المساهمة في تمكين الأونروا من مواصلة عملها الإنساني الحيوي وفقا لتفويضها، من أجل خدمة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة أزمة إنسانية متفاقمة.

وفي ظل التصعيد المستمر منذ السابع من تشرين الأول 2023، أكد السفير أن استمرارية عمل الأونروا أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، مثنيا على جهود الوكالة في قيادة الاستجابة الإنسانية في غزة وما بعدها. ودعا باسم الحكومة التايلاندية المجتمع الدولي والأطراف المعنية كافة إلى استئناف التمويل ومواصلة دعم الأونروا بصورة فاعلة، مشددا على أن الدعم الدولي المنتظم هو السبيل لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين دون انقطاع خلال هذه الأوقات العصيبة.

وجدد السفير دعوته إلى جميع الأطراف للامتثال الكامل للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار الفوري، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان الوصول الإنساني المستدام، وحماية المدنيين والمرافق المدنية، بالإضافة إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة ومرافقهم وممتلكاتهم.

كما أكد أن هذا الموقف يتماشى مع سياسة وموقف المملكة الأردنية الهاشمية التي طالما دعت إلى دعم مهمة الأونروا في تقديم المساعدة للفلسطينيين المتضررين، لا سيما في قطاع غزة، مشيرا إلى تطابق الرؤى بين البلدين في ما يتعلق بدعم الوكالة الأممية ودورها في مواجهة الأزمة الإنسانية في المنطقة.

من جهته، أعرب أولاف بيكر، مدير الأونروا في الأردن، عن امتنان الوكالة العميق لتايلاند على مساهمتها الجديدة، وقال: "نحن ممتنون بشدة لسعادة السفير سوبارك برونغثورا على هذه المساهمة السخية البالغة 50 ألف دولار. إن الدعم المتواصل من تايلاند منذ عام 1978 يعكس التزاما طويل الأمد تجاه لاجئي فلسطين نُقدّره بشدة في هذه الأوقات الحرجة".

وأشار بيكر إلى أن هذه المساهمة تأتي في لحظة مفصلية تواجه فيها الأونروا تحديات غير مسبوقة تهدد قدرتها على الاستمرار، قائلا: "كل دولار يُحدث فرقا حقيقيا ويساعدنا على مواصلة تقديم الخدمات الحيوية للفلسطينيين في غزة، حيث لا تزال الأونروا تؤدي دورا حاسما في توفير الاحتياجات الأساسية".

وفي ختام تصريحاته، دعا بيكر الدول الأعضاء كافة في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الاستجابة لنداء تايلاند والانضمام إلى جهود دعم الوكالة، مؤكدا أن "الأونروا لا تستطيع تنفيذ تفويضها وحدها، فنحن بحاجة إلى تمويل مستدام كي نتمكن من الاستمرار في خدمة لاجئي فلسطين في مختلف أنحاء المنطقة".

المملكة