استغرق الأمر سكان قرية شق النوم في ولاية شمال كردفان يوما كاملا لدفن قتلى سقطوا في هجوم مدمّر شنّته السبت قوات الدعم السريع.

وقال صالح عبد الرحيم (اسم مستعار خوفا من أعمال انتقامية) في تصريح لوكالة فرانس برس "الأحد جمعنا الجثث من طرقات القرية ومن داخل المنازل ودفننا 200 جثة في قريتنا فقط".

عبد الرحيم أدلى بتصريحاته عبر جهاز اتصال يعمل عبر القمر الاصطناعي من منطقة قريبة من مواقع قوات الدعم السريع، للالتفاف على قطع الاتصالات.

ويندرج هجوم قوات الدعم السريع التي تخوض منذ نيسان 2023 حربا ضد الجيش، في إطار سلسلة هجمات شنّتها في الأيام الأخيرة ضد قرى في المنطقة التي تبعد قرابة 250 كلم إلى جنوب غرب الخرطوم.

ووفق مجموعة "محامو الطوارئ" التي توثّق الجرائم المرتكبة قُتل قرابة 300 مدني بين السبت والأحد في شمال كردفان.

ويتعذّر التحقّق من أرقام القتلى بشكل مستقل، نظرا إلى القيود المفروضة على عمل وسائل الإعلام في المنطقة.

وقال عبد الرحيم "كان الأمر لا يوصف"، مضيفا "تحت القصف المدفعي، احترقت المنازل وسكانها بداخلها".

وأشار إلى وصول مركبات قوات الدعم السريع "تحت وابل من نيران المدافع الرشاشة وهجمات الطائرات بدون طيار"، وقال "لم يكن لدينا خيار سوى المقاومة للدفاع عن أنفسنا".

واتّهمت مجموعة "محامو الطوارئ" قوات الدعم السريع بأنها قتلت "نساء وأطفالا واختطفت مدنيين ونهبت الماشية بالقرب من بارة"، البلدة الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت المجموعة عن فرار جميع سكان الريف من المنطقة.

وتشهد ولاية شمال كردفان ذات الأهمية الاستراتيجية لقوات الدعم السريع نظرا لتهريب الوقود الذي يتم عبرها إلى ليبيا، اشتباكات عنيفة منذ أشهر عدة.

وتحاول قوات الدعم السريع محاصرة مدينة الأبيّض الواقعة في وسط ولاية شمال كردفان والتي تعدّ آخر صلة وصل بين الخرطوم وإقليم دارفور في غرب السودان والذي تسيطر عليه هذه القوات على نحو شبه كامل.

وعلى الرغم من حصار مستمر منذ أكثر من عام، لا تزال مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، خارج سيطرة قوات الدعم السريع.

ووفق المحلّلة السودانية خلود خير فإنّ "قوات الدعم السريع تسعى إلى السيطرة على محور الفاشر-الأبيّض قبل موسم الأمطار".

ويبلغ موسم الأمطار ذروته في آب، ما يجعل غالبية الطرق غير سالكة حتى أيلول ويفرمل أيّ تقدّم عسكري.

المملكة + أ ف ب