قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنّ ما يعانيه أهالي قطاع غزة من حصار وتجويع وحرمان من أبسط مقومات الحياة، جريمة لا يمكن السكوت عليها.
وأضاف عباس في كلمة متلفزة موجهة إلى أبناء أهالي قطاع غزة، بثها تلفزيون فلسطين، الخميس، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأكبر كارثة إنسانية في هذا الزمان، في ظل تحركات دولية لم تتمكن من ردع المحتلين، متسائلا: كيف يمكن للعالم أن يتخلى عن إنسانيته؟.
وتابع: ما يتعرض له أهالي غزة من تجويع وقتل أمام مراكز المساعدات، يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي إن لم يتحرك فورا لوقف هذه الإبادة الجماعية، مؤكدا أن استمرار هذا الوضع يعد جريمة حرب يتحمل الاحتلال مسؤوليتها الكاملة.
وطالب بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وبإدخال المواد الغذائية والطبية فورا، وبالإفراج عن أموال الضرائب المحتجزة لدى الحكومة الإسرائيلية.
ودعا، الرئيس الأميركي، إلى التدخل للسماح لمنظمات الأمم المتحدة بإدخال المساعدات الغذائية والطبية، مطالبا المجتمع الدولي بإيجاد وسائل فورية لإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية الموجودة في محيط قطاع غزة.
وجدد رفض كل أشكال التهجير، مطالبا بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وتمكين دولة فلسطين لتحمل مسؤولياتها كاملة ومساعدة سكان قطاع غزة للعودة إلى أماكن سكناهم، والحفاظ على الأمن وفرض سيادة القانون، والذهاب إلى عملية إعادة الإعمار، بمساعدة عربية ودولية.
وأكد أن محاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الأماكن الاستيطانية في الضفة الغربية، تمثل تصعيداً خطيراً وتقويضاً لحقوق الفلسطينيين في دولته المستقلة وذات السيادة، داعيا المجتمع الدولي لرفض هذه الانتهاكات، والاعتراف بدولة فلسطين.
ودعا الفلسطينيين إلى التلاحم والتضامن وأن يواصل صبره وصموده ووحدته تحت راية منظمة التحرير، لكي نفشل كل محاولات التهجير والتصفية، مؤكدا أن دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة سيتم تجسيدها على أرض فلسطين، بفضل الوحدة والثبات والتماسك بالحقوق الشرعية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الفلسطيني:
أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد والصابر،
أخاطبكم اليوم وقلبـي يعتصر ألماً لما يعانيه أهلنا في قطاع غزة من حصار وتجويع وحرمان من أبسط مقومات الحياة. إن ما يجري في غزة جريمة لا يمكن السكوت عليها، جريمة ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق شعب أعزل يسعى إلى الحرية والكرامة والاستقلال.
وإن ما يجري في الضفة الغربية والقدس الشرقية بحق أبناء شعبنا على أيدي المستوطنين الإرهابيين، وقوات الاحتلال في المخيمات والقرى والمدن، من جرائم القتل والهدم والتهجير والاستيطان ومحاولات الضم، والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، هي جرائم حرب وانتهاكات تخالف القانون الدولي تستوجب تدخلاً دولياً لردع ومحاسبة المعتدين.
وإن محاولات فرض قوانين، وقرارات حكومية عنصرية، تحت مسمى، فرض السيادة الإسرائيلية على الأماكن الاستيطانية في الضفة الغربية، تمثل تصعيداً خطيراً وتقويضاً لحقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وذات السيادة. وندعو المجتمع الدولي لرفض هذه الانتهاكات، والذهاب إلى الاعتراف بدولة فلسطين، وفق قرارات الشرعية الدولية.
أقول لكم يا أهلنا في قطاع غزة وفي كل شبر من وطننا الحبيب بكل صدق: أشعر بمعاناتكم وأتألم لكل لحظة وجع تمرون بها، وأؤكد أن صبركم وصمودكم هو شرف لنا جميعاً، وسيبقى مصدر قوتنا وإرادتنا.
أيتها الأخوات.. أيها الأخوة،
لقد أطلقنا حملة اتصالات واسعة مع قادة العالم والمنظمات الدولية، وأبلغناهم أن استمرار هذا الوضع جريمة حرب يتحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليتها الكاملة، وأننا لن نخضع لسياسات الخنق والتجويع.
إن ما يتعرض له أطفال غزة ونساؤها وشيوخها من تجويع وقتل أمام مراكز المساعدات، يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي إن لم يتحرك فوراً لوقف هذه الإبادة الجماعية.
نطالب بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، بإدخال المواد الغذائية والطبية فوراً لإنقاذ الأرواح، ونطالب بالإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية المحتجزة لدى الحكومة الإسرائيلية، والتي تجاوزت ملياري دولار، حتى نتمكن من الوفاء بالتزاماتنا تجاه أهلنا وصون كرامتهم.
أبناء شعبنا الأبيّ،
إننا نمر بمرحلة شديدة الصعوبة سيسجلها التاريخ، ضد احتلال يرتكب جرائم حرب مشينة وكارثية، يتسبب فيها بتجويع أكثر من مليوني فلسطيني معرضين للموت، فهل يتحمل العالم هذه المسؤولية؟ وهل ذنبهم هو أنهم فلسطينيون يريدون البقاء في أرضهم؟
أستغيث بك يا الله، أن تغيث شعب فلسطين في كل مكان، أستغيث بك يا الله بأن تحمي شعب فلسطين الذي يتعرض لأكبر كارثة إنسانية في هذا الزمان، في ظل تحركات دولية لم تتمكن من ردع المحتلين، ولا حتى إيصال حليب للأطفال الرضع في غزة، ولم تتمكن من الاستجابة للأمهات والآباء الذين يلهثون جاهدين لإنقاذ أطفالهم من الموت جوعاً. هل هذا معقول، كيف يمكن للعالم أن يتخلى عن إنسانيته؟.
أدعو الرئيس الأمريكي ترامب، التدخل للسماح لمنظمات الأمم المتحدة بإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وأدعو المجتمع الدولي لإيجاد الوسائل الفورية لإدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية الموجودة في محيط قطاع غزة.
ولا ابالغ عندما أقول، بأن كل عائلة فلسطينية هنا مستعدة للذهاب مشياً على الأقدام حاملة على ظهورها حليب الأطفال، والطحين، والمواد الغذائية والطبية لإخوتهم في غزة.
كما أدعو إلى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين دولة فلسطين لتحمل مسؤولياتها كاملة ومساعدة أهلنا في قطاع للعودة إلى أماكن سكناهم، والحفاظ على الأمن وفرض سيادة القانون، والذهاب إلى عملية إعادة الإعمار وكل ذلك بمساعدة عربية ودولية مشكورة. ونرفض وبشكل قطعي كل أشكال التهجير من بلادنا.
في هذه اللحظات الصعبة والمصيرية، أدعو شعبنا إلى التلاحم والتضامن، وأؤكد بأن شعبنا الفلسطيني لن ينكسر، وأدعوه في كل مكان لأن يواصل صبره وصموده ووحدته تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، لكي نفشل كل محاولات التهجير والتصفية، وأننا نؤكد بأن دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة سيتم تجسيدها على أرض فلسطين، بفضل الله أولاً، ثم بفضل وحدتنا وثباتنا وتمسكنا بحقوقنا الشرعية.
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". صدق الله العظيم