أكد محللون، الخميس، أن الأردن استخدم كل وسائل الضغط المتاحة لإدخال المساعدات لقطاع غزة، وأن المساعدات الأردنية ساهمت في كسر الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال الكاتب الصحفي سامح المحاريق، إن الجهد الإغاثي الأردني أعاد الأمل إلى قطاع غزة من جديد، وكسر عزلة القطاع.

وأضاف المحاريق لـ"المملكة" أن غزة كانت قد وصلت إلى مرحلة عميقة من الإحباط، واحتاجت إلى جميع أنواع المساعدة.

وأشار إلى أن الشيء المهم هو أن آلاف الأسر في غزة ابتعدت عن شبح الجوع، بسبب المساعدات التي وصلت من الأردن.

وأوضح أن هناك مغرضين ينتقدون الدور الأردني، مشيرا إلى أن النقد لا يؤثر على معنويات الأردنيين، وأن من ينتقد الجهود الأردنية لا يفعل شيئا في إغاثة غزة.

وتطرق إلى الجهود الأردنية السياسية في السعي نحو حل الدولتين، مشددًا على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية.

من جانبه، قال الصحفي بسام عبدالله من غزة، إن الأردن يسهم بشكل كبير في إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة، خاصة في المناطق الشمالية من القطاع، التي تشهد كثافة سكانية أكبر من غيرها.

وأضاف أن الأردن أوصل المساعدات بشكل مكثف، مع التركيز على مادة الطحين التي يحتاجها الفلسطينيون في غزة.

وأشار عبدالله إلى أن الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تسهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الأزمة في القطاع، من خلال المساعدات التي ترسلها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي منذر الحوارات، إن الدبلوماسية الأردنية ضغطت على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال المساعدات.

وأضاف الحوارات أن الفلسطينيين في غزة يقدرون من يقدم لهم الغذاء والماء والدواء، والأردن فعل ذلك.

وأشار إلى أن تدخل الأردن يأتي لمصلحة الأهل في غزة والقضية الفلسطينية، وأن الدور الأردني له أبعاد متعددة في غزة، منها الإنساني والدبلوماسي.

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية، الحارث الحلالمة، إن الأردن يستخدم الوسائل المتاحة كافة للضغط على إسرائيل، خاصة في الجانب الإنساني المتعلق بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، إضافة إلى الجوانب السياسية الأخرى، وعلى رأسها حل الدولتين.

وأضاف أن الدور الأردني يبرز في ظل الإصرار الإسرائيلي على فرض حالة تجويع على الشعب الفلسطيني، من خلال منع إدخال المساعدات إلى القطاع.

وأشار إلى أن الأردن وظف علاقاته مع الدول الأوروبية والغربية، التي تربطها علاقات قوية مع إسرائيل، في محاولة لوقف العدوان، لا سيما من الناحية الإنسانية.

وبيّن أن الأردن وجه رسائل واضحة إلى إسرائيل، مفادها أن الأعمال الجبانة لن تثنيه عن أداء دوره الإنساني، ولن تمنعه من الوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين.

من جهته، أوضح محلل السياسات والاستراتيجيات راكان الشوبكي، أن التقارير الميدانية تؤكد وصول المساعدات الإنسانية الأردنية إلى قطاع غزة.

وأكد الشوبكي أن الأردنيين يعتزون بالجهد الذي بذل لإرسال المساعدات.

ويواصل الأردن تنفيذ جهوده الإغاثية والإنسانية لدعم سكان غزة، في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول 2023، إذ عبرت قبل قليل قافلة المساعدات الإنسانية التي سيّرتها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية صباح الخميس إلى قطاع غزة، عبر معبر "زيكيم" شمال القطاع.

وأشارت الهيئة إلى أنه تم تسيير القافلة بالتعاون مع منظمة "المطبخ العالمي" (WCK) وبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، وتضم 50 شاحنة محملة بمواد غذائية أساسية، منها الطحين، حليب الأطفال، ومكونات لإعداد وجبات ساخنة تُوزَّع داخل القطاع.

وتعد هذه القافلة الخامسة التي يتم إرسالها بالتعاون مع المنظمات الدولية في غضون 10 أيام، إذ تم إرسال 147 شاحنة في القوافل الأربع الأولى، إذ تمكنت الهيئة الأربعاء من إدخال قافلة واحدة من المساعدات إلى القطاع عبر معبر "زيكيم" الحدودي وكانت تضم 36 شاحنة، بعد أن أبدى المطبخ المركزي العالمي استعداده تأمين دخول المساعدات إلى غزة وتوزيعها على الأهالي بالقطاع.

وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة، محمد المومني، إن جهود الأردن الدبلوماسية والسياسية مستمرة للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وبلغت كمية المساعدات التي تم نقلها إلى غزة منذ بدء الحملة في 7 تشرين الأول 2023 وحتى 23 تموز 2025، قرابة 108,390 طنا، نُقلت عبر 53 طائرة إلى مطار العريش و125 عملية إنزال جوي أردني، إضافة إلى 266 عملية إنزال بالتعاون مع دول صديقة، و102 طائرة عمودية ضمن الجسر الجوي.

وأوضح وقف "ثريد"، أن 750 ألف وجبة جاهزة لإدخالها إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه الكمية تمثل جزءا من المساعدات التي تُعد شريان حياة للعديد من العائلات المتضررة.

المملكة