دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد أن أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن الخطوات الأولى لعملية للسيطرة على مدينة غزة.
وقال غوتيريش من اليابان، حيث يشارك في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا "من الضروري التوصل فورا إلى وقف لإطلاق النار في غزة... لتجنب الموت والدمار اللذين ستسببهما حتما أي عملية عسكرية تستهدف مدينة غزة".
وتمضي إسرائيل، التي استدعت عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش، قدما في خطتها للسيطرة على أكبر مركز حضري في القطاع على الرغم من الانتقادات الدولية لعملية من المرجح أن تجبر الفلسطينيين على مزيد من النزوح.
ودعا غوتيريش إلى الإفراج غير المشروط عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)،.
* إدانة بناء مستوطنات جديدة
وأدان غوتيريش، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية، التي اتخذته اللجنة العليا للتخطيط بالموافقة على بناء أكثر من 3400 وحدة سكنية في المنطقة إي 1 (E1) في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام مساء الأربعاء إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تنتهك القانون الدولي وتتعارض بشكل مباشر مع قرارات الأمم المتحدة.
وأضاف أن المضي قدما في هذا المشروع يعد تهديدا وجوديا لحل الدولتين.
وأشار إلى أن المشروع سيفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها وسيخلف عواقب وخيمة على التواصل الجغرافي للأرض الفلسطينية المحتلة.
وأعلنت إسرائيل عن مشروع المستوطنة الأسبوع الماضي وحصلت على الضوء الأخضر النهائي من لجنة تخطيط تابعة لوزارة الدفاع الأربعاء. وستؤدي المستوطنة إلى تقسيم الضفة الغربية المحتلة وعزلها عن القدس الشرقية.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن المستوطنة ستعزل السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة وتقوض إمكانية حل الدولتين.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته للحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية والامتثال الكامل لالتزاماتها وفق القانون الدولي والعمل بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبما يتماشى مع الرأي الاستشاري (الفتوى) لمحكمة العدل الدولية والصادر في 19 تموز 2024.
* إدانة للسيطرة على مدينة غزة
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إن ما أفادت به التقارير عن قرار إسرائيل بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة وتهجير سكانها قسرا، سيؤدي إلى عمليات قتل جماعي للمدنيين وتدمير البنية الأساسية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
وذكر المكتب، في بيان صحفي: "نرى تكرارا لاستخدام لأساليب وسبل الحرب التي أدت إلى قتل جماعي وإصابات جسيمة وتهجير قسري واعتقالات تعسفية وتجويع ودمار هائل، في عمليات عسكرية سابقة في شمال غزة ورفح".
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي صعـّد خلال الأيام القليلة الماضية هجماته على عدة مواقع في شرق وجنوب مدينة غزة، وخاصة في حي الزيتون.
وذكر أن مئات الأسر أجبرت على الفرار، بما في ذلك الكثير من الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين بدون أي مكان آمن يمكن أن يتوجهوا إليه وفي ظل ظروف إنسانية صعبة، فيما بقي آخرون عالقين ومنقطعين تماما عن الإمدادات الغذائية والماء والدواء.
وقال مكتب حقوق الإنسان: "باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، يتعين على إسرائيل عدم تدمير الممتلكات المدنية إلا إذا كان مثل هذا التدمير ضروريا للعمليات العسكرية"، مضيفا أن التدمير الواسع للمباني السكنية في شرق وجنوب مدينة غزة لا يبدو أنه حدث بسبب ضرورة عسكرية ملحة أو مقتضيات العمليات العسكرية.
وذكر المكتب أن النزوح الجماعي لا يلبي المتطلبات الصارمة التي يمليها القانون الدولي الإنساني التي تسمح بإجلاء المدنيين في ظروف محددة فقط وتحت ظروف صارمة.
وبالنظر إلى الخطر الوشيك "لارتكاب مزيد من الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني"، كما قال المكتب، فإن على الدول الأطراف في معاهدات جنيف التزاما عاجلا ببذل أقصى ضغوط على إسرائيل للوقف الفوري لهذه العملية التي "تهدد بالتسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد الحياة" وتقضي بشكل دائم على الوجود الفلسطيني في أكبر المناطق الحضرية في قطاع غزة.
* زيادة هائلة لسوء التغذية بين الأطفال
قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن حالات سوء التغذية بين الأطفال في غزة زادت بمقدار 3 مرات خلال فترة تقل عن ستة أشهر.
وذكر أن واحدا تقريبا من بين كل 3 أطفال في مدينة غزة مصاب بسوء التغذية، وهو معدل يزيد بمقدار 6 مرات عما سُجل قبل انهيار وقف إطلاق النار.
وقد أجرت فرق الوكالة فحوصات سوء التغذية لما يقرب من 100 ألف طفل تحت سن الخامسة في غزة منذ آذار.
وقال لازاريني، على موقع إكس، إن ذلك ليس ناجما عن كارثة طبيعية ولكنه تجويع بفعل البشر يمكن منع حدوثه. وذكر أن الأونروا وغيرها من جماعات الإغاثة، قد منعت منذ 6 أشهر من جلب الإمدادات إلى غزة.
وذكر أن مستودعات الأونروا في مصر والأردن بها مساعدات يمكن أن تملأ 6000 شاحنة، بما في ذلك غذاء يكفي لمدة 3 أشهر.
وجدد نداءه بالسماح بمرور المساعدات المنقذة للحياة عبر الأونروا والمنظمات الإنسانية الأخرى. وحذر من أن عدم فعل ذلك سيؤدي إلى مصرع مزيد من الأطفال.
المملكة