• صندوق النقد: عام 2025 مرحلة انتقالية تتسم بتصاعد التوترات التجارية وتفاوت السياسات النقدية بين الاقتصادات الكبرى

  • صندوق النقد: التضخم العالمي ينخفض إلى 4.2% في 2025 و3.7% في 2026

  • صندوق النقد: أسعار النفط مرشحة للانخفاض إلى 68.9 دولارا للبرميل في 2025 و65.8 دولارا في 2026

رفع صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر، الثلاثاء، معظم توقعاته للنمو العالمي مقارنة بتقريره السابق في نيسان الماضي، بعد أن كانت تقديرات الربيع قد تأثرت بتصاعد التوترات التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وبحسب جدول المقارنات في التقرير التي رصدتها "المملكة"، ارتفع تقدير النمو العالمي لعام 2025 بمقدار 0.4 نقطة مئوية ليصل إلى 3.2%، كما ارتفع توقع عام 2026 بمقدار 0.1 نقطة إلى 3.1%.

ورُفعت توقعات الاقتصادات المتقدمة بواقع 0.2 نقطة لعام 2025 و0.1 نقطة لعام 2026، بينما ارتفعت تقديرات الاقتصادات الصاعدة والنامية بمقدار 0.5 نقطة و0.1 نقطة على التوالي.

كما زادت توقعات النمو في الولايات المتحدة واليابان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين شهدت بعض الاقتصادات الأوروبية تعديلات طفيفة في توقعات عام 2026 فقط.

المشهد العالمي العام

يصف التقرير، عام 2025 بأنه مرحلة انتقالية تتسم بارتفاع حالة عدم اليقين، وتزايد التوترات التجارية، وتفاوت مسارات السياسة النقدية بين الاقتصادات الكبرى.

ويتوقع الصندوق أن يبلغ النمو العالمي 3.3% في 2024، و3.2% في 2025، و3.1% في 2026، بينما يُتوقع للناتج العالمي بأسعار السوق أن يرتفع بمعدل 2.6% في كل من عامي 2025 و2026 مقارنة بـ 2.8% في 2024.

ويشير التقرير إلى أن هذه المعدلات لا تزال دون متوسط ما قبل جائحة كورونا الذي بلغ 3.7%، وأن النشاط الاقتصادي في 2025 يعكس مزيجًا من التباطؤ في الاقتصادات المتقدمة واستمرار الزخم في الأسواق الناشئة.

وتُظهر افتراضات الصندوق أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيبدأ خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع قليلا مما كان متوقعا في نيسان، لتتراوح بين 3.5% و3.75% بنهاية عام 2025، وتستقر بين 2.75% و3% قرب نهاية عام 2028.

أما في منطقة اليورو، فمن المتوقع أن تستقر أسعار الفائدة عند قرابة 2%، بينما تواصل اليابان رفعها التدريجي لتصل إلى 1.5% على المدى المتوسط.

ويشير التقرير إلى أن الموقف المالي في الاقتصادات المتقدمة يميل نحو الحياد أو التوسع المعتدل. كما يُتوقع أن يرتفع الدين العام الأميركي من 122% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024 إلى 143% في 2030، بينما سيبلغ في منطقة اليورو 92% في 2030 بعد أن كان 87% في 2024.

وفي الاقتصادات الصاعدة والنامية، يتوقع أن يستمر الدين في الارتفاع ليصل إلى 82% من الناتج المحلي في 2030 مقابل أقل من 70% في 2024، رغم الجهود المبذولة لضبط الأوضاع المالية.

أسعار السلع والطاقة

يتوقع الصندوق أن يبلغ متوسط سعر النفط 68.92 دولارا للبرميل في عام 2025، انخفاضا من 79.17 دولارا في عام 2024، على أن يتراجع أكثر إلى 65.84 دولارا في عام 2026، وفقا لمنحنيات العقود الآجلة لخام برنت ودبي وغرب تكساس.

أما أسعار السلع غير النفطية فتشير التوقعات إلى تراجع أسرع من التقديرات السابقة، مدفوعة بانخفاض أسعار الغذاء والمشروبات من مستوياتها المرتفعة في العام الماضي.

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

توقّع التقرير تحسن آفاق النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يُقدّر أن يرتفع معدل النمو من 2.1% في 2024 إلى 3.3% في 2025 و3.7% في 2026.

ويُعزى هذا التحسن إلى زيادة الإنفاق الاستثماري في الدول المصدّرة للنفط، وتعافي النشاط الاقتصادي في الدول المستوردة، وتراجع معدلات التضخم واستقرار أسعار الطاقة.

أما على مستوى الإقليم الأوسع، فمن المتوقع أن يرتفع النمو في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى 3.5% في 2025 و3.8% في 2026، مدفوعًا بالإنفاق الحكومي على المشاريع الاستثمارية وتحسن التجارة الإقليمية.

وفي أداء الاقتصادات الكبرى، يتوقع الصندوق أن يسجل الاقتصاد الأميركي نموًا بنسبة 2% في 2025 و2.1% في 2026، بينما يبلغ النمو في منطقة اليورو 1.2% و1.1% على التوالي.

أما اليابان فمن المرجح أن تحقق نموًا نسبته 1.1% في 2025 يتباطأ إلى 0.6% في 2026. وفي آسيا الصاعدة، ستنمو الصين بنسبة 4.8% في 2025 و4.2% في 2026، فيما تحافظ الهند على نمو قوي يبلغ 6.6% في 2025 و6.2% في 2026.

التضخم العالمي

يُقدّر أن يتراجع معدل التضخم العالمي من 5.8% في 2024 إلى 4.2% في 2025 ثم 3.7% في 2026.

وفي الاقتصادات المتقدمة، من المتوقع أن يبلغ التضخم 2.5% في 2025 و2.2% في 2026، بينما يُقدّر في الاقتصادات الصاعدة والنامية بنحو 5.3% و4.7% على التوالي.

ويرجّح التقرير أن يشهد الاقتصاد الأميركي ارتفاعا مؤقتا في التضخم خلال النصف الثاني من 2025 مع انتقال أثر الرسوم الجمركية إلى المستهلكين، قبل أن يعود إلى هدف 2% في عام 2027.

كما يتوقع أن يسجل التضخم في المملكة المتحدة ارتفاعا طفيفا في 2025 لأسباب تنظيمية، يعقبه انخفاض تدريجي إلى المستوى المستهدف بحلول نهاية 2026.

التجارة العالمية

ويرى الصندوق أن التجارة العالمية ستتراجع تدريجيا خلال السنوات المقبلة، إذ تشير التقديرات إلى أن حجم التجارة (سلع وخدمات) سينمو بنسبة 3.6% في 2025 مقارنة بـ 3.5% في 2024، قبل أن يتراجع إلى 2.3% في 2026.

وستبلغ واردات الاقتصادات المتقدمة نموًا قدره 3.1% في 2025 و1.3% في 2026، بينما تنمو واردات الاقتصادات الصاعدة والنامية بنسبة 4.3% و4.0% على التوالي.

أما الصادرات فيُتوقع أن تسجل 2.1% في الاقتصادات المتقدمة و5.9% في الاقتصادات النامية خلال عام 2025، قبل أن تتباطأ قليلاً في العام التالي.

ويُرجع التقرير هذه التباينات إلى ظاهرة "السحب المسبق للطلب" نتيجة الرسوم التجارية، ما أدى إلى تحفيز مؤقت في الطلب العالمي خلال 2025 يعقبه تباطؤ في 2026.

المملكة