حثّت الأمم المتحدة إسرائيل الأربعاء، على فتح كلّ المعابر "فورا" لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمدمّر، في وقت تتواصل عملية تبادل جثث القتلى بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال توم فليتشر مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مقابلة مع وكالة فرانس برس في القاهرة، "نطالب بالوصول من دون عوائق"، مضيفا "نريد أن يحصل ذلك الآن في إطار اتفاق" وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

ويتوجه فليتشر الخميس إلى معبر رفح من الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المقفل منذ أشهر عدة.

والإثنين، وقّع قادة الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر في شرم الشيخ وثيقة اتفاق غزة الذي توسّط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، مع التأكيد على الالتزام "بمستقبل يسوده السلام الدائم".

ورأى فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنّ "اختبار هذا الاتفاق ليس من خلال الصور والمؤتمرات الصحافية والمقابلات... الاختبار هو أن نُطعم أطفالنا، وأن نوفر التخدير في المستشفيات للأشخاص الذين يتلقّون العلاج، وأن ننصب خيما فوق رؤوس الناس".

وقال "نريد أن تكون جميع المعابر مفتوحة، وأن يكون الوصول إليها متاحا بشكل كامل. يجب أن نتمكن من إيصال المساعدات على نطاق واسع".

- كارثة إنسانية -

وفي وقت سابق الأربعاء، ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان) أنّ إعادة فتح معبر رفح أصبحت وشيكة.

ولا يزال هذا المعبر الحيوي لتدفّق المساعدات الإنسانية التي تنتظر الدخول من الجانب المصري مغلقا.

ودعت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية مرارا إلى إعادة فتحه في وقت تواجه غزة أزمة إنسانية حادّة.

وفي نهاية آب، أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في مناطق عدة من القطاع.

والأربعاء، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل "ستُرسَل 600 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة (الأربعاء) من الأمم المتحدة ومنظمات دولية معتمدة والقطاع الخاص وبلدان مانحة"، من دون أن تكشف عن مصادرها.

وتسمح إسرائيل حاليا بدخول المساعدات الإنسانية بشكل أساسي عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، غير أنّ المنظمات الإنسانية تشكو من التأخير على المستوى الإداري وعمليات التدقيق الأمني التي تعيق وصول الإمدادات الحيوية.

وفي قطاع غزة، يعترض السكان الجائعون بانتظام شاحنات المساعدات حيث يستحوذون على الطعام، ممّا يمنع التوزيع المنظّم للفئات الأكثر تضرّرا، بحسب ما أفاد مصدر إنساني وكالة فرانس برس الأربعاء.

- "لا تتطابق" -

وتنصّ الوثيقة التي تم توقيعها في شرم الشيخ والمكوّنة من 20 بندا على جعل غزة منزوعة السلاح وعدم اضطلاع حماس بأي دور في حكم القطاع.

وبموجب الاتفاق، كان مقررا أن تسلّم حماس جميع المحتجزين، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيّز التطبيق.

وأفرجت حماس عن جميع الأحياء في الوقت المحدد، لكنها لم تُسلم إسرائيل سوى جثث قالت إنها لثمانية فقط من 28 لقوا حتفهم.

وأكدت عائلات ثلاثة من المحتجزين تحديد هويات أبنائها، وذلك بعد تأكيد صادر عن المعهد الوطني للطب الشرعي.

لكن الجيش الإسرائيلي قال الأربعاء، إن الجثة الرابعة لم تكن لأحد المحتجزين.

وجاء في بيان للجيش "بعد استكمال الفحوص في معهد الطب العدلي تبين أن الجثة الرابعة التي سلمتها حماس إلى إسرائيل، لا تتطابق مع أي من الإسرائيليين"، مطالبا الحركة "ببذل كافة الجهود" لإعادة جثث جميع المحتجزين الذين لقوا حتفهم.

ومساء الأربعاء، أعلنت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ستسلم رفات إسرائيليين في غزة عند الساعة العاشرة مساء، أي الساعة 19,00 بتوقيت غرينتيش.

ويأتي ذلك غداة تهديد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الثلاثاء بقطع إمدادات المساعدات عن غزة إن لم تُعد حماس رفات الجنود من القطاع.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة استلام رفات 45 فلسطينيا أعادتها إسرائيل.

وقالت الوزارة في بيان إنها استلمت "45 جثمانا لشهداء تم الإفراج عنهم اليوم (الأربعاء)من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 90 جثمانا".

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الصحة العالمية، سمحت إسرائيل في الأيام الماضية بدخول مساعدات إنسانية وطبية، ولا سيما غاز الطبخ، للمرة الأولى منذ آذار، وكذلك عددا من الخيم للنازحين، والفاكهة الطازجة واللحم المجلد، والطحين والأدوية.

أ ف ب