أحيت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الأردن، برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال، الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة ويوم الأغذية العالمي، تحت شعار "يداً بيد من أجل مستقبل أفضل" والدعوة إلى تعاون عالمي لبناء مستقبل يسوده السلام والاستدامة والازدهار والأمن الغذائي.
ويشكل الاحتفال بذكرى تأسيس المنظمة هذا العام اعترافا بجهودها نحو تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة "القضاء على الجوع"، وزيادة الوعي بأهمية الأمن الغذائي والزراعة.
وقالت سمو الأميرة بسمة بنت طلال، إن منظمة الفاو أصبحت اليوم مؤسسة رائدة على الساحة الدولية في تعزيز الأمن الغذائي، وترسيخ مبادئ الزراعة المستدامة، ودعم تنمية المجتمعات الريفية، إلى جانب دورها في التصدي لتحديات كبرى مثل تغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي.
وأعربت سموها عن التقدير للشراكة المستمرة لمنظمة الفاو مع الأردن في مواجهة التحديات المحلية وفي مقدمتها شح المياه وحماية المراعي، ودعم المحاصيل المحلية الأصيلة وتمكين المجتمعات الريفية.
وأكدت سموها أن دعم المنظمة من خلال برنامج الأغذية العالمي ساعد الأردن على الصمود أمام أزمات إقليمية صعبة، في الوقت الذي عززت فيه الرؤية المشتركة بناء نظم غذائية أكثر استدامة وشمولا وقدرة على التكيف.
وبينت أن منظمة الفاو مثلت عبر مبادراتها الريادية من أنظمة الإنذار المبكر، إلى تطبيقات الزراعة الذكية مناخيا، حجر الزاوية في العمل متعدد الأطراف، إذ استطاعت أن تربط بين المعرفة العلمية والسياسات والعمل المجتمعي. ولفتت سموها إلى التحديات غير المسبوقة التي ما زالت تواجهه أنظمتنا الزراعية والغذائية، في ظل المخاطر التي تهدد الأراضي الزراعية والمياه والتنوع الحيوي، وهشاشة سلاسل الإمداد حول العالم.
وأكدت أهمية دور المنظمة الأممية في تقديم المساعدات الطارئة ودعم التعافي في المناطق المتضررة من النزاعات والحروب والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية، مبينة أن هذا الدور أصبح اليوم أكثر الحاحا في قطاع غزة، التي تواجه انهيارا في النظام الغذائي، وتعطل سلاسل التوريد، وتضرر الأراضي الزراعية والبنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي.
وشددت سموها على ضرورة الاستجابة السريعة وبناء جسور أقوى، وتعزيز العمل المشترك في مواجهة المعاناة التي خلفتها الحرب في غزة، وفي كل جزء يعصف به الصراع في عالمنا اليوم، من أجل ضمان صون الأمن الغذائي باعتباره حقا عالميا لكل إنسان وليس امتيازا.
وأكد وزير الزراعة صائب خريسات، التزام الوزارة بأهداف يوم الأغذية العالمي والشراكة الاستراتيجية مع منظمة الأغذية والزراعة. وقال إن شعار المنظمة لهذا العام ينسجم مع استراتيجية الأردن المتمثلة في العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لتطوير أنظمتنا الزراعية والغذائية، وضمان أنظمة غذائية وفرص أفضل لكل أردني، وصولا إلى تحقيق الاعتماد على الذات واستقرار الغذاء، باعتبار ذلك هدفا وطنيا.
وبين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الأردن نبيل عساف، أن شعار المنظمة هذا العام يؤكد أن تحويل أنظمة الأغذية الزراعية يتطلب عملا جماعيا، بدءا من الحكومات التي تضع السياسات ووصولا إلى النساء المستفيدات من البرامج التنموية. ودعا إلى أهمية مواصلة العمل على تعزيز الابتكار، وبناء سلاسل قيّمة وشاملة، وتوطيد الشراكات لضمان توفير غذاء صحي بأسعار معقولة ومُنتَج بشكل مستدام للجميع، بما يُرسي أسس مستقبل مزدهر وسلمي في الأردن.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة شيري ريتسيما- أندرسون، "بمناسبة يوم الأغذية العالمي نجدد التزامنا بتحويل الطريقة التي تنتج بها مجتمعاتنا الأغذية وتوزعها وتستهلكها. ويظلّ دعم عملية تحوّل النُظُم الغذائية أولوية رئيسة للأمم المتحدة في الأردن. وبالتعاون مع الحكومة، نعمل على تعزيز الزراعة المستدامة، وتقوية الأمن الغذائي، ودعم سُبل العيش القادرة على الصمود في إطار رؤية التحديث الاقتصادي".
وشهد الاحتفال تسليط الضوء على قصة نجاح ملاك القيسي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإحدى المستفيدات من برامج منظمة الفاو. وأطلقت القيسي 28 عاما من محافظة مأدبا، بعد حصولها على تدريب فني وتمويل أولي من خلال مشروعٍ تابعٍ للمنظمة، مشروعها الناجح "لمسة ملاك" في مجال تجهيز الأغذية، لتصبح بذلك شخصية ملهمة للنساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة. وتُبرز قصة القيسي، التحسينات الملموسة في سبل العيش وريادة الأعمال الزراعية الناتجة عن الدعم الشامل الذي تقدمه منظمة الفاو.
وتضمن الحفل عرضا للمنتجات الزراعية لعدد من المستفيدات من مشاريع المنظمة من مختلف محافظات المملكة، ما أظهر أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة وزيادة القدرة على الصمود على مستوى الأسر.
المملكة