قال رئيس لجنة أمانة عمّان الكبرى يوسف الشواربة، إنّ الأمانة تؤكد التزامها بالعمل المناخي الشامل، وتعزيز العدالة المناخية، من خلال مشاركتها كعضو مؤسس في فريق عمل رؤساء البلديات العالمي المعني بالمناخ والهجرة، الذي أطلقته شبكة C40 بالتعاون مع مجلس رؤساء البلديات المعني بالهجرة (MMC).
وجاء ذلك في مداخلته في جلسة المدن والمناخ والتنقل C40 و MMC، التي عقدت ثاني أيام قمة عمداء المدن العالمية C40 في ريو دي جانيرو في البرازيل، و التي شارك في اجتماعاتها محافظ العاصمة ياسر العدوان.
وأضاف الشواربة، أن عمّان تستضيف اللاجئين، وتتعرض لتحديات مناخية حادة مثل الجفاف ارتفاع درجات الحرارة الفيضانات المفاجئة، وشح المياه مما يجعل دمج سياسات المناخ والهجرة ضرورة استراتيجية لضمان حماية جميع السكان وتوفير فرص عادلة.
وأكّد أن مشاركة عمّان في هذا الفريق تعكس رؤيتها لتعزيز صمودها وبناء مستقبل حضري مستدام وشامل يضع الإنسان في صميم التنمية الحضرية، من خلال الاستفادة من المعرفة والخبرات و كيف يمكن للمدن أن تتحول من متأثرة بالأزمات إلى محرك رئيسي للانتقال الحضري المستدام والعادل.
وإشار إلى أن الأمانة تسعى إلى دمج اعتبارات الهجرة المناخية ضمن السياسات الحضرية لتعزيز قدرة المدينة على التكيف وتوفير بيئة داعمة تمكن الفئات المتأثرة من الوصول إلى فرص اقتصادية واجتماعية عادلة.
وأوضح الشواربة أن عمّان تقوم بمعالجة تحديات المناخ واللجوء والهجرة، حيث قامت بإعادة تأهيل البنية التحتية الخضراء من خلال برنامج "النقد مقابل العمل" من خلال تطوير المساحات العامة لتعزيز التكيف مع التغير المناخي والحفاظ على التنوع البيولوجي وخلق مساحات ترفيهية تعزز التماسك الاجتماعي ، وقد شمل البرنامج أكثر من 5,000 عامل، من بينهم الأردنيون واللاجئون من الفئات الضعيفة والمهمشة، مما يعكس دمج البعد الاجتماعي مع البيئي.
كما أنشأت أول حديقة وأكاديمية المناخ للأطفال بدعم من صندوق المدن العالمي MMC، حيث اعادت تأهيل مساحة مفتوحة بالقرب من مخيم الحسين للاجئين لتوفير مساحة آمنة للأطفال الأردنيين واللاجئين للعب والتفاعل والتعلم، مع تعزيز ثقافة المسؤولية البيئية والعمل المناخي الشامل .
وعملت على انشاء مركز تدريب وتطوير مهارات النساء في حديقة الملكة رانيا العبدالله الذي يوفر برامج متكاملة لتطوير مهارات النساء، بما في ذلك اللاجئات لإنتاج وبيع المنتجات، مما يعزز الاستقلال الاقتصادي وفرص الدخل المستدام.
"افتتحت الأمانة مركز الزراعة الحضرية في حديقة التفوق عام 2024، الذي يقدم فرص تعلم وتطبيق مهارات الزراعة الحضرية للنساء من المجتمع المحلي واللاجئين بما يعزز الأمن الغذائي والتمكين الاقتصادي."، وفقا لأمين عمّان.
ولفت الشواربة إلى أن الأمانة تعمل بالاتساق مع الجهود الوطنية الأردنية في مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني التي أطلقها خلال COP27 والخاصة بمترابطة المناخ باللاجئين (CRN) ، مما يبرز أهمية التعاون والشراكة بين الحكومات المحلية والوطنية في تنفيذ عمل مناخي شامل.
وتساهم الأمانة في تنفيذ أجندة رؤساء البلديات العالميين حول المناخ والهجرة، التي تهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص من خلال التخطيط الحضري المستجيب للهجرة، وبناء البنية التحتية المرنة والمستدامة، والعمل المناخي الشامل.
واضاف ان الأمانة تعمل بالتعاون مع شبكة C40 ومجلس MMC على تطوير سياسات حضرية دامجة للهجرة المناخية، تعزز قدرة المدينة على التكيف،وتشجع الاقتصاد الأخضر، وتدعم المساواة الاجتماعية والفرص العادلة لجميع السكان.
وقال الشواربة إنّ عمّان تحتاج إلى تمويل مستدام لدعم مشاريع المناخ والدمج الاجتماعي، بما في ذلك البنية التحتية المرنة ومراكز التدريب والمساحات التعليمية البيئية، اضافة الى تبادل الخبرات والتقنيات مع المدن العالمية لتسريع حلول مبتكرة في إدارة المياه والطاقة والنفايات والزراعة الحضرية.
كما شارك الشواربة في جلسة "التخطيط الحضري: المفتاح لمدن قابلة للعيش"، التي عرض فيها تجربة امانة عمان في الحد من الهشاشة المناخية من خلال التخطيط القائم على إدارة المخاطر و الطبيعة والشمول، قائلا: "الأمانة ملتزمة برؤية تنموية متوازنة تراعي الإنسان والبيئة، وتستشرف المستقبل من خلال خطط حضرية عصرية تستند الى الأدلة والمسؤولية والمشاركة المجتمعية، في ظل التحولات الحضرية المتسارعة التي تشهدها مدينة عمّان."
وبين أن الأمانة أجرت من خلال مشروع "تعزيز المنعة الحضرية" المدعوم من الحكومة اليابانية، والذي يهدف إلى تحسين جاهزية البنية التحتية في مواجهة الفيضانات والكوارث المناخية، دراسة شاملة لتقييم مخاطر الفيضانات ورسم خرائط الهشاشة المناخية، والتي أسفرت عن تحديد 120 موقعاً لتنفيذ تدخلات للحد من مخاطر الفيضانات.
كما تعمل الأمانة، بدعم من الحكومة الهولندية، على تعزيز الإدارة الذكية للمياه الحضرية ضمن مشروع متكامل لتحويل تحديات الفيضانات إلى فرص للتنمية المستدامة وتعزيز الأمن المائي.
وتابع أن الأمانة أطلقت نظام التخطيط والتنظيم الحضري الجديد الذي يقوم على نهج حديث وتكاملي يعزز كفاءة التخطيط ويواكب احتياجات السكان المتزايدة، ويتسق مع السياسة الوطنية الحضرية التي تم اعتمادها في مطلع عام 2024، حيث يولي اهتماما خاصا بالفئات الأكثر تأثرا بتغير المناخ كالنساء وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تبني نهج أكثر شمولا وعدالة في التخطيط، مع إلزامية نشر جميع الخطط والقرارات إلكترونيًا بما يعزز المشاركة المجتمعية في صنع القرار.
كما يعمل النظام على دمج العمل المناخي في صميم عمليات التخطيط على 3 مستويات تخطيطية، من خلال استخدام خرائط المخاطر المناخية لتوجيه النمو الحضري بعيداً عن المناطق عالية الخطورة، وضمان أن تكون الاستدامة والعمل المناخي أساسيين في التنمية المستقبلية.
وأضاف أن عمّان ساهمت، بالتعاون مع شبكة C40 ومؤسسة جميل المجتمعية، في إعداد دليل العمل المناخي للمخططين الحضريين، كما تعمل الأمانة من خلال مختبر جميل C40- للتخطيط الحضري المناخي على مواءمة خطة العمل المناخي مع النظام التخطيطي الجديد لضمان أن تكون المنعة المناخية والاستدامة محورا رئيسيا في التنمية الحضرية المستقبلية.
وأشار الشواربة إلى أن الأمانة زرعت أشجار في الأحياء الكثيفة عمرانيا وأنشأت 5 غابات حضرية مصغرة بتقنية مياواكي اليابانية للمساعدة في مواجهة آثار التغير المناخي وتحسين جودة الهواء وتوفير الظل و تقليل درجات الحرارة.
وتطرق إلى مشروع بركة الرصيفة الطبيعية الذي يعتمد على حلول قائمة على الطبيعة لإعادة تأهيل حوض مياه راكدة كان يشكل بؤرة بيئية وصحية.
وأكّد الشواربة أن ما نشهده اليوم من تحديث في منظومة التخطيط الحضري في عمان يعكس إرادة حقيقية لبناء مدينة أكثر استدامة وعدالة ومنعة، من خلال تعاوننا الوثيق مع شبكة C40 ، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) ، ومؤسسة جميل من خلال تحويل الخطط إلى أفعال، والسياسات إلى مشاريع واقعية
وعلى صعيد متصل، شارك الشواربة في الجلسة الإقليمية المشتركة لعمداء مدن شرق وجنوب شرق آسيا واوقيانوسيا وجنوب غرب اسيا بعنوان " دعوة للتحرك بشأن موجات الحر".
وقال في مداخلته إن إمانة عمّان تعمل على إعادة تفعيل برنامج الأبنية الخضراء كأداة رئيسية لتعزيز المنعة الحرارية في المدينة. مشيرا الى ان عمان تتعاون مؤسسة التمويل الدولية (IFC) لتطوير منظومة حوافز البناء الأخضر لعام 2024 بهدف تشجيع الاستثمار المستدام وتنظيم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية وتبسيط الإجراءات من خلال أدلة فنية موحدة، وستمكننا هذه المنظومة من إدماج الاستدامة في الممارسات العمرانية اليومية، وتوسيع نطاق التطبيق ليشمل تحديث المباني القائمة وتحسين كفاءتها الطاقية والمائية.
وأضاف الشواربة أن الأمانة أدركت أن نجاح التحول نحو الأبنية الخضراء يتحقق من خلال دمج الحوافز التنظيمية والمالية ضمن نظام التخطيط العمراني الجديد الذي أطلقته عمان هذا العام، بشكل يضمن شمولية أكبر في تطبيق معايير الاستدامة ويحفز مشاركة أوسع من القطاع الخاص والمجتمع المحلي.
وعلى هامش القمة، وقع الشواربة ومديرة المناطق والمشاركة مع رؤساء البلديات في شبكة C40 للمدن شروتي ناريان، والمدير التنفيذي لشبكة الC40 مارك واتس، على وثيقة انضمام عمّان إلى مبادرة مسرع التخطيط الحضري، التي أطلقتها شبكة المدن C40 وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وتعد مبادرة تجمع المدن الرائدة في تطوير بيئات حضرية مستجيبة لمتطلبات التغير المناخي.
المملكة
