أكّد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل، أن المنطقة المتوسطية لطالما كانت أكثر من مجرد بحر، بل شكلت جسرا يربط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، ومجالا للتلاقي بين الثقافات دون حدود فاصلة بينها.
وشدد كامل، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط برئاسة الأردن والاتحاد الأوروبي، على أهمية مرور 30 عاما على انطلاق إعلان برشلونة، الذي أرسى روابط التعاون والتبادل بين دول المنطقة، مشيرا إلى دور الاتحاد في تعزيز الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني ودعم قدرات الصمود، إلى جانب اختيار مدينتين متوسطيّتين لتمثيل الهوية المشتركة للمنطقة.
وأوضح الأمين العام أن الرؤية الجديدة للاتحاد تعتمد على تغذية الاستراتيجيات القائمة وتطويرها، إلى جانب الإصلاحات التي نفذتها الأمانة العامة في إطار استعدادها لرفع التحديات المقبلة.
وأشار إلى المشاورات الواسعة التي جرت مع الدول الأعضاء والشركاء الإقليميين والدوليين، والتي أسهمت في صياغة الوثائق والرؤية التي تم اعتمادها اليوم من قبل كبار المسؤولين.
وبيّن كامل أن مبادرات الاتحاد، ومنها المبادرات الاقتصادية المؤثرة، تعكس قدرة المؤسسات المتوسطة على توحيد الجهود وتأمين الاحتياجات والبنى التحتية اللازمة لتطوير منظومة التعاون الإقليمي.
وأضاف أن الرؤية الجديدة تشكل خريطة طريق استراتيجية، تقوم على تعزيز الترابط في مجالات التعليم، والتبادلات الثقافية، والحماية المدنية، وتشجيع الاقتصادات عبر التجارة والاستثمارات، بما يوسع من النماذج الإقليمية المشتركة.
وشدد الأمين العام على أن الاتحاد من أجل المتوسط تطوّر بالتوازي مع التحديات المتنامية في المنطقة، مؤكدا أن الاجتماع الحالي يعكس الثقة التي تحظى بها هذه المنصة القادرة على جمع دول المتوسط ضمن إطار واحد رغم التعقيدات السياسية.
وأكّد كامل أن المرحلة المقبلة ستركّز على تعزيز التوافقات، ورفع القدرات السياسية والمؤسسية للاتحاد، وتحفيز الاستثمارات بما يعزز دور الاتحاد فاعلًا إقليميًا في المستقبل.
المملكة
