اتفقت الحكومة اليمنية والحوثيون على تبادل حوالى 3 آلاف أسير، على ما أفاد مسؤولون من الجانبين الثلاثاء، في أكبر تبادل للأسرى بين الجانبين منذ اندلاع النزاع.
وجاء الإعلان عن هذا الاختراق بعد مناقشات استمرت نحو أسبوعين بين مسؤولين من الجانبين في مسقط، عاصمة سلطنة عمّان، وهي وسيط رئيسي في النزاع المستمر منذ أكثر من عشرة أعوام.
ولم يفصح الجانبان عن جدول زمني أو مزيد من التفاصيل عن موعد الإفراج عن الأسرى أو أي خطوات مقبلة في الاتفاق، فيما حث مراقبون الطرفين على تكثيف الجهود لوضع حد لهذه الحرب المدمرة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وأعلن عضو الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات التبادل ماجد فاضل الاتفاق مع الحوثيين على صفقة جديدة تُفضي إلى إطلاق سراح "آلاف" الأسرى.
وأكّد فاضل لوكالة فرانس برس أنّ "هذه أكبر صفقة لتبادل الأسرى"، وتابع "سيتم تبادل الكشوفات والقوائم من الآن وخلال فترة لا تتجاوز الشهر".
بدوره، أفاد عبد القادر المرتضى، مسؤول الوفد الحوثي المعني بالمعتقلين، في منشور على إكس "وقعنا اليوم اتفاقا مع الطرف الآخر على تنفيذ صفقة تبادل واسعة تشمل 1700 من أسرانا مقابل 1200 من أسراهم (...) "
- "التنفيذ الفعّال للاتفاق" -
ورحبت الأمم المتحدة بالصفقة مؤكدة على لسان المبعوث الخاص لأمينها العام إلى اليمن هانس غروندبرغ "الأهمية الإنسانية" لإحراز تقدم في ملف الإفراج عن المحتجزين.
وقال غروندبرغ في منشور على منصة إكس إنّ "التوصل إلى اتفاق حول مرحلة أخرى من الإفراج عن المحتجزين على خلفية النزاع خطوة إيجابية ومهمة، من شأنها أن تُسهم في التخفيف من معاناة المحتجزين وأسرهم في مختلف أنحاء اليمن".
وأضاف "سيتطلب التنفيذ الفعّال للاتفاق استمرار انخراط الأطراف وتعاونها، ودعم إقليمي منسق، وبذل جهود متواصلة للبناء على هذا التقدم نحو مزيد من عمليات الإفراج".
بدوره، رحب الصليب الأحمر لدولي بالاتفاق ودعا جميع الأطراف إلى ترجمة هذه الالتزامات إلى أفعال.
قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن كريستين سيبولا في بيان "نحن مستعدون ومصممون على تنفيذ إطلاق سراح المحتجزين ونقلهم وإعادتهم إلى أوطانهم حتى يتمكن الأشخاص المنفصلون عن عائلاتهم من لم شملهم بطريقة آمنة وكريمة".
في الأثناء، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء الحوثيين للإفراج عن عشرات موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لديهم "فورا ومن دون شروط".
وأدى اتفاق مصالحة في آذار/مارس 2023 إلى إطلاق سراح ما يقرب من 900 سجين في نيسان/ابريل من ذلك العام مع تجدد الجهود لإنهاء الحرب.
وأدّت الحرب في اليمن إلى مقتل الآلاف منذ العام 2015، وأغرقت أفقر دول شبه الجزيرة العربية في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في العالم. وقسّمت البلاد إلى مناطق خاضعة للحوثيين، وأخرى للحكومة التي تتخذ من مدينة عدن في جنوب البلاد مقرا.
أ ف ب + المملكة
