كانت بداية تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين من تغريدة، الخميس الماضي، أعلن فيها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار، من بداية سبتمبر/أيلول القادم، ثم قال لاحقاً إن هذه الرسوم قد تتجاوز 25%. القرار دفع بالأسهم الأميركية للتراجع بشكل سريع، فيما انخفضت أسعار عقود النفط أكثر من 6% في نفس اليوم.

الرد الصيني

تفاقم الأمر بتقارير صحفية ذكرت أن الصين طالبت شركائها وشركاتها الكبرى بوقف استيراد منتجات زراعية من الولايات المتحدة، رداً على القرار الأميركي بفرض تعريفات على سلع صينية.

وخفض البنك المركزي الصيني السعر المرجعي للعملة الصينية، يوان، وهبطت مقابل الدولار الى أكثر من 7 يوان، لتسجل بذلك أدنى مستوى منذ نحو  10 سنوات. ترامب وصف ذلك بأنه انتهاك كبير من قبل الصين وشن حرب عملات.

وبالرغم من نفي بنك الشعب الصيني تخفيض قيمة اليوان من أجل مواجهة التعريفات الجمركية الأميركية، وتأكيده بأن حركة العملة الصينية يحددها السوق، إلا أن تحديده نطاق تداول العملة المحلية عند 6.9225 يوان لكل دولار أدى إلى هبوط اليوان لأدنى مستوى أمام الدولار منذ أكثر من عقد.

تصاعد التوترات أدى الاثنين إلى حدوث موجة بيع عنيفة في أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية، وحدوث تقلبات كبيرة في أسواق السلع والطاقة.

الدولار يعمق خسائره

عمق الدولار الأميركي خسائره أمام العملات الرئيسية لأدنى مستوى في أسبوعين خلال تداولات يوم الاثنين، وسط تصاعد الحرب التجارية وزيادة توقعات الأسواق والمستثمرين بمزيد من خفض لمعدل الفائدة الأميركية.

وكان قد قام المركزي الأميركي الأسبوع الماضي بخفض معدل الفائدة لأول مرة منذ عشر سنوات.

ومع تجدد التوترات التجارية، ارتفعت تكهنات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) سيتخذ مزيدا من الإجراءات لتخفيض الفائدة، مما شكل مزيدا من الضغط على الورقة الخضراء.

موجة بيع قوية

عمقت مؤشرات الأسهم الأميركية خسائرها خلال تعاملات يوم الاثنين، إذ تجاوز داو جونز أكثر من 800 نقطة، وتراجعت معظم المؤشرات بأكثر 3%، مستكملة رحلة الهبوط التي بدأتها نهاية الأسبوع الماضي.

وتشير توقعات محللين عالميين بأن تطبيق تعرفات ورسوم جديدة على الصين بنسبة 10% لمدة أطول من 5 أشهر، "ستبقي النمو العالمي ضعيفًا في نطاق 2.8%-3%"، محذرين من أن الركود العالمي سوف يحدث عندما "يتباطأ نمو الاقتصاد العالمي لأقل 2.5%".

أسعار النفط تنخفض

في نفس الوقت، انخفضت أسعار النفط الاثنين، ولم تدعهما التوترات الجيوسياسية في مضيق هرمز، فيما قد تعني الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تباطؤ نمو الطلب على النفط في أكبر مستهلكيه في العالم. خام برنت فقد مستوى 60 دولارا للبرميل خلال التداولات الاثنين، ليهبط بأكثر من 3%، كما انخفض الخام الأميركي بنسبة 2%، ليبقى متداولا دون 55 دولارا للبرميل.

أسعار الذهب تقفز

كان المعدن الأصفر أكبر الرابحين، إذ وصل سعر الذهب خلال تداولات الاثنين إلى 1469 دولارا للأونصة، مرتفعا بحوالي 2% عن إغلاقه يوم الجمعة الماضي، وهي أعلى مستويات للذهب منذ أيار/مايو 2013، مدعما مكاسبه التي حققها نهاية الأسبوع الماضي وسط هبوط الأسهم العالمية. وأدت المخاوف المستمرة بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى زيادة شهية المستثمرين لأصول الملاذ الآمن، وكانت الأسعار مدعومة أيضًا بضعف الدولار الأميركي، وتزايد شراء المعدن الأصفر من قبل البنوك المركزية العالمية خلال النصف الأول من هذا العام.

*محلل مالي

المملكة