رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، الأحد في مجمّع الملك الحسين للأعمال، الاحتفال السنوي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، الذي أقيم تحت شعار "مستمرون في تحقيق التنمية".

واشتمل الاحتفال على عرض لإنجازات الصندوق ونماذج لقصص نجاح شباب مستفيدين من برامج الصندوق الذي تأسس عام 2001، لدعم الأنشطة الهادفة إلى تحفيز التنمية الشاملة في المجتمع، وزيادة الإنتاجية، والمساهمة في تأسيس مشاريع وشركات تنموية ريادية في مختلف مناطق المملكة وتحفيز الإبداع والتميز، ودعم برامج الابتكار والبحث والتطوير، وتوفير فرص التدريب المهني للشباب الأردني.

وسلم الملك، خلال الاحتفال بحضور رئيس مجلس أمناء الصندوق علاء البطاينة، الشاب الأردني ليث أبو طالب جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي، عن مشروع "ورقامي" المختص بالفنون الورقية، إذ تقدم إلى الجائزة نحو 1362 شابا من 16 دولة عربية تأهل 10 منهم للمرحلة النهائية.

ويعد مشروع "ورقامي" الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويختص بالفنون الورقية "الأوريجامي والكويلينج"، ويسعى إلى نشر الفنون الورقية بثقافاتها المختلفة لما لها من أهمية في تطوير الإبداع والصبر والمهارات الحركية عند ممارسيها، وتسهم في تطوير قدرات ذوي التحديات الحركية على التركيز والإبداع. 

وعرض شباب مستفيدون من برامج الصندوق، أمام الملك، قصص نجاحهم وتجاربهم، وأثر برامج ومشاريع الصندوق عليهم والتحديات التي واجهتهم وكيف استثمروها لتطوير أفكارهم.

وتحدثت المستفيدة هلا أبو غوش عن أهمية استثمار الطالب وقته، وهو على مقاعد الدراسة بأن يحصل على دورات تدريبية تفيد على الصعيدين الشخصي والعملي، إذ حصلت على تدريب عملي من خلال مشروع درب في أحد البنوك الأردنية، ومن ثم حصلت على وظيفة في البنك نفسه.

فيما أشار عامر أبو دلو إلى مشروع "قصتنا" الذي يهدف إلى تدريب الأطفال على كيفية إعداد قصص قصيرة تتضمن رسومات تراثية تعكس الهوية الوطنية، بالإضافة إلى تأسيسه مؤسسة مجتمع مدني استطاع من خلالها تنفيذ مشاريع ريادية والحصول على تمويل لدعم وتمكين السيدات في محافظة إربد.

وعرض رعد أبو تايه من محافظة معان تجربته مع مختبر الألعاب الأردني، وكيف أصبح مطور ألعاب مستقل، حيث اكتسب مهارات في البرمجة والتصميم ساعدته على نشر 5 ألعاب على Google Play، و3 ألعاب على  Apple Store؛ مما وفرت له مردودا ماليا، لافتا النظر إلى أن الأفكار لا ترتبط بمنطقة جغرافية محددة بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة أمام الجميع.

أما دينا عبدالمجيد، فتحدثت عن تجربتها مع مولودها الأول وسبل التعامل معه، مما دفعها إلى التفكير لتأسيس مشروع يساعد الأمهات للحصول على معلومة عن طرق وأساليب التعامل مع الأطفال والمواليد الجدد، حيث حصلت على تمويل من أويسس 500، الذراع الريادية للصندوق، لتأسيس منصة (360 Moms)، لتكون أول منصة باللغة العربية تقدم معلومات حول رعاية صحة الطفل الجسدية والنفسية.

وتطرق الرائد علي العقرباوي إلى مشاركته في مشروع تطوير الخدمة المدنية، حيث اكتسب من التدريب عدة مهارات منها القيادة والعمل بروح الفريق واتخاذ القرار، وهو يشغل اليوم رئيس شعبة المواد الخطرة في المديرية العامة للدفاع المدني.

وعرض يحيى مقابلة رحلته مع الصندوق، التي بدأت منذ عام 2008، حيث حصل على دعم من مشروع دعم البحث والإبداع لطلبة الجامعات لمشروع تخرجه، مما أهله لاستكمال درجة الماجستير والدكتوراة في هندسة الكهرباء وعلم النانو تكنولوجي في الولايات المتحدة الأميركية، كما أنه أصبح عضوا في اللجنة الفنية لتقييم المشاريع المتقدمة لمشروع دعم البحث، والإبداع لطلبة الجامعات الأردنية.

وعرض الشاب رمزي الخرشة، أحد المستفيدين من مشروعي محاربة الفكر المتطرف والتربية الإعلامية، تجربته وأثرها على شخصيته، بعد خضوعه إلى تدريبات.

وشاهد الملك والحضور فيديو يستعرض مفهوم التنمية من منظور البرامج والخطط والمشاريع التي يقدمها الصندوق، حيث سلط الضوء على الفرص التي وفرها الصندوق منذ تأسيسه التي وصلت إلى نحو  مليوني فرصة مباشرة وغير مباشرة.

واشتمل الاحتفال على استعراض مسيرة 10 سنوات من عمر الأكاديمية الملكية لفنون الطهي، إحدى المشاريع التنموية التابعة للصندوق، والتي أحدثت تغييرا إيجابيا في مفهوم التعليم المهني، وتغيير النظرة المجتمعية تجاه مهنة الطهي.

وترتبط الأكاديمية باتفاقية مع جامعة لوزان الفندقية العالمية التي تعد من أعرق الأكاديميات في هذا المجال، إذ أصحبت الأكاديمية الملكية لفنون الطهي عضوا مشاركا في شبكة المدارس المعتمدة في مجموعة لوزان. 

وقدّم الشيف علي الغزاوي أحد خريجي الأكاديمية تجربته أمام الملك، وكيف أثرت دراسته في الأكاديمية على مساره المهني، وأهلته للفوز في برنامج "توب شيف" العالم العربي، مشيرا إلى أن 45%من خريجي الأكاديمية يحصلون على وظائف مباشرة بعد تخرجهم، و30%يباشرون أعمالهم الخاصة و15% منهم يستكملون دراساتهم العليا.

ووجه شباب عرب من خلال فيديو تهنئتهم  للملك بمناسبة مرور 20 عاما على تولي جلالته سلطاته الدستورية، كما تحدثوا أيضا عن أثر حصولهم على الجائزة في تطوير مشاريعهم وأفكارهم التي لاقت طريقها للتنفيذ وانعكست على مجتمعاتهم المحلية.

وأشار الحائزان على جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي في دورته الأولى والرابعة، يورغي تيروز من لبنان وسراج حدادين من الأردن، إلى أن حصولهما على الجائزة ساهم بشكل مباشر في تطوير مشاريعهم التي تركت أثرا مباشرا على مجتمعاتهم.

وقد منح اللبناني يورغي تيروز في عام 2009، وهو طالب في الجامعة اللبنانية الأميركية، هذه الجائزة لإبداعه الإنساني، وفكرته في العمل على إنشاء بنك معلومات للمتبرعين بالدم، يتضمن أسماء المتطوعين الراغبين بالتبرع بدمهم للمرضى المحتاجين.

أما سراج حدادين فحازت على الجائزة في عام 2015 عن مشروعها في تأسيس مجموعة سراج، وهي مظلة لثلاثة مشاريع تهتم بتعليم الأطفال في مجال الريادة، وتستهدف دعم الفتيات والسيدات في المجتمع من خلال تدريبهن على إعادة استخدام الأخشاب والأثاث وتصنيعه ودمجه مع الأقمشة والألبسة المستخدمة وبيعها في السوق المحلية؛ مما يساهم في تحسين المستوى الاقتصادي للسيدات والفتيات.

وينبثق عن الصندوق، جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي الهادفة إلى تكريم الرياديين الاجتماعيين في الأردن والوطن العربي ممن تمكنوا من تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها مجتمعاتهم المحلية، وتقديم الدعم للشباب العربي لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم الناجحة والمتميزة، وتحسين جودتها وتعزيز أثرها على المجتمع وتشجيع التعاون والتشبيك بين الشباب العربي.

ويعد الصندوق من أوائل المؤسسات التنموية، التي أوعز الملك عبدالله الثاني بتأسيسه كمؤسسة تدعم الجهود التنموية في المجتمع.

المملكة