مع بدء موسم قطف الزيتون في منتصف شهر أيلول/سبتمبر، وتدفقه إلى المعاصر لإنتاج الزيت وتوريده للأسواق، يُنصح المستهلكون بالحذر من شراء زيت مغشوش بزيوت أخرى، أو مخلوط بمواد غير طبيعية.

وأجمع مزارعون ومختصون أن قلة معرفة وخبرة مستهلكين تساعد البعض على التلاعب في زيت الزيتون، مستغلين أوضاع الناس الاقتصادية الصعبة.

خلال هذا العام، أتلفت المؤسسة العامة للغذاء والدواء 600 تنكة زيت غير صالحة للاستهلاك، وحولت 8 أشخاص، ومشغل للمحكمة، والعام الماضي 1390 تنكة زيت، وضبطت 48 شخص و4 مشاغل.

مدير مديرية المناطق في المؤسسة العامة للغذاء والدواء موسى العبادي قال لـ "المملكة" إن غش الزيت يكون من خلال طريقتين.

"الأولى خلط زيت الزيتون بزيت نباتي معد للطهي مع إضافة مواد غير طبيعية وملونات، بعد عصر كمية من أوراق الزيتون فيها لإعطاء الزيت طعم حرورة في أول الحلق، كالزيت الأصلي،" بحسب العبادي.

أما في الطريقة الثانية، "فيستعاض فيها عن زيت الزيتون الأصلي بزيت نباتي للطهي، مع إضافة مواد لجعله يشبه الزيت الأصلي."

ووضح العبادي أن التلاعب في زيت الزيتون "يتركز في محافظات الشمال، والزرقاء"، مبينا أن خلط الزيت يتم في مشاغل ومنازل تستخدم وتستأجر لهذه الغاية، "بعيدا عن الأنظار".

تضبط المؤسسة العامة للغذاء والدواء حالات الغش بفضل شكاوى مستهلكين، أو حين يراجع هؤلاء المؤسسة لفحص زيت الزيتون قبل أو بعد الشراء.

أحمد العواودة، وهو موظف في شركة، اشترى زيتا مغشوشا هذا العام لعائلته المكونة من 7 أفراد والتي تستهلك نحو 3 تنكات زيت زيتون سنويا.

"لجأت إلى مواقع تواصل اجتماعي للحصول على الزيت لأني وجدته على هذه المنصات أرخص ويناسب وضعي المالي، واشتريت تنكات 3 بالأقساط من شخص في إحدى محافظات الشمال،" يقول العواودة لـ "المملكة".

"الزيت الذي اشتريته كان مخلوطا بزيت نباتي،" يضيف العواودة.

وتحتوي كل تنكة على 16 كيلو من زيت الزيتون. في حالة غشها، تصبح مكوناتها 15 كيلو زيت نباتي للطهي، وكيلو من زيت الزيتون، بحسب مختصين.

ويرجح أن يبلغ ثمن تنكة زيت الزيتون الواحدة هذا الموسم 85-95 دينارا، فيما تقدر كلفة إنتاجها بين 50-55 دينارا، بحسب الناطق الإعلامي للنقابة العامة لأصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية، نضال السماعين.

"يرفد قطاع الزيتون الاقتصاد الأردني بـ 100-130 مليون دينار سنويا، ويشكل مصدر دخل لأكثر من 300 ألف أسرة أردنية،" يبين السماعين لـ "المملكة".

ويوجد في الأردن نحو 17 مليون شجرة زيتون، و136 معصرة زيتون مرخصة في مختلف المحافظات.

مديرة مديرية الزيتون في وزارة الزراعة، نهاية المحيسن، قدرت كميات زيت الزيتون المتوقع إنتاجها الموسم الحالي، بحوالي 26 ألف طن زيت مقارنة بـ 21 ألف طن أنتجت العام الماضي.

وتشير التقديرات الأولية هذا العام إلى إنتاج نحو 200 ألف طن من ثمار الزيتون، مقارنة بـ 120 ألف طن الموسم الماضي، "مما يبشر بموسم وفير،" بحسب المحيسن.

مدير عام اتحاد المزارعين، محمود العوران، حذر أن طرق غش زيت الزيتون تشمل خلطه بمواد تهدد صحة المستهلك.

"قد يخلط الزيت بمواد كيميائية وأصباغ تشكل خطرا على صحة الإنسان،" يقول العوران، الذي دعا المستهلكين إلى شراء الزيت مباشرة من المزارعين أو المعاصر المرخصة.

"أحيانا لا يستطيع المستهلك تمييز الزيت الأصلي من المغشوش بسبب تعدد وتطور أساليب الغش،" يضيف العوران.

صفات سلبية

المؤسسة العامة للغذاء والدواء نشرت سابقاً صفات سلبية لزيت الزيتون تظهر عند التقييم الحسي له وهي طعم العفن، وطعم الرطوبة، والطعم المعدني، وطعم الخل، والطعم الترابي، ونكهة ماء الزيبار، ونكهة الخيار.

وينجم طعم العفن عن التخمر اللاهوائي نتيجة حفظ الزيتون في أكياس مكدسة فوق بعضها البعض قبل استخراج الزيت منه، أما طعم الرطوبة يظهر نتيجة تخزين الزيتون في جو رطب لعدة أيام.

وينتج الطعم المعدني عن اتصال الزيت مع أسطح المعادن لفترة طويلة خلال عملية استخراج الزيت في المعصرة وأحيانا ينجم عن حفظ الزيت في عبوات معدنية غير مطلية.

"نصائح"

المؤسسة نصحت المستهلكين بتجنب الشراء عن طريق الإعلانات مجهولة المصدر، مع التأكيد على الشراء بسعر يتوافق مع سعر السوق، وعدم الاعتماد على اللون في شراء الزيت كونه لا يُشكل معيارا لجودة الزيت .

ونصحت المؤسسة بشراء عبوات زيت تحمل بطاقات بيان تشير إلى إسم المعصرة وعنوانها وتاريخ العصر، وفحص العبوات عند شراء كميات كبيرة.

وذكرت المؤسسة أنه يُفضل استخدام عبوات الصفائح المعدنية المطلية من الداخل بدلاً من العبوات البلاستيكية.

المؤسسة أطلقت في وقت سابق حملة "افحص زيتك قبل ما يدخل بيتك"، حددت فيها 4 مختبرات معتمدة لإجراء الفحوصات الكيميائية لزيت الزيتون، وهي مختبرات المؤسسة العامة للغذاء والدواء، والمركز الوطني للبحوث الزراعية، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، والجمعية العلمية الملكية.

المملكة