خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء في شوارع هونج كونج الأحد في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ الانتخابات المحلية التي جرت الشهر الماضي ودعمت الحركة المطالبة بالديمقراطية التي تسعى لتقليص سيطرة الصين على المدينة.

ومنحت السلطات الضوء الأخضر للجبهة المدنية لحقوق الإنسان، وهي الجهة التي نظمت مسيرات مليونية سلمية إلى حد كبير في يونيو/حزيران، لتنظيم المسيرة وهي المرة الأولى التي تحصل فيها الجبهة على تصريح للاحتجاج منذ 18 أغسطس/آب.

وقدرت الهيئة عدد المشاركين في المظاهرات بنحو 800 ألف في حين قالت الشرطة أنهم 183 ألفا.

وتجمع نشطاء مناهضون للحكومة من الشباب والمسنين يرددون هتافات تقول "حاربوا من أجل الديمقراطية، قفوا إلى جانب هونج كونج" وخرجوا في مسيرة من متنزه فيكتوريا بارك في منطقة التسوق المزدحمة في خليج كوزواي إلى الحي المالي.

وبحلول الظلام كتب بعض المتظاهرين عبارات مناهضة للصين على جدران بنك الصين المركزي. ووقفت قوات مكافحة الشغب في حالة تأهب وتحلت بضبط النفس في مواجهة هتاف المتظاهرين الذين وصفوا أفراد تلك القوات "بالكلاب" و"الصراصير".

وعادت هونج كونج، المستعمرة البريطانية السابقة، لحكم الصين عام 1997. وتحكمها الصين بصيغة "دولة واحدة ونظامان" التي تعطي المدينة حريات أكبر من المتاحة في البر الرئيسي لكن الكثيرين يخشون من أن تكون بكين تشدد قبضتها على المدينة وتتدخل بشكل متزايد في شؤونها.

وقال لورانس (23 عاما) وهو طالب "اقترب عيد الميلاد لكننا لسنا في حالة احتفال".

وكان يحمل لافتة كتب عليها "أمنيتي لعام 2020 هي اقتراع عام" في إشارة إلى إجراء انتخابات عامة لاختيار زعيم للمدينة التي ترأسها حاليا كاري لام المدعومة من بكين والتي تراجعت شعبيتها.

وتلقي الصين باللوم في الاضطرابات على حكومات أجنبية منها الولايات المتحدة وبريطانيا.

ومنع مسؤولان من غرفة التجارة الأمريكية من دخول مدينة ماكاو الصينية يوم السبت دون تفسير.

لام تتعرض لضغوط

تقول لام إنها استمعت للناس لكنها لم تقدم تنازلات على الرغم من الفوز الساحق للأحزاب المطالبة بالديمقراطية في انتخابات محلية قبل أسبوعين. وحصلت تلك الأحزاب على نحو 90 بالمئة من مقاعد المجلس البالغ عددها 452 مقعدا وشهدت الانتخابات نسبة مشاركة قياسية.

وترددت أصداء شعار يقول "خمسة مطالب لا تقل واحدا" في الشوارع في إشارة إلى مطالب تتراوح بين استقالة لام والعفو عن المعتقلين.

وقالت امرأة تبلغ من العمر 40 عاما وكانت ترتدي ملابس سوداء وتجلس على العشب في فيكتوريا بارك "سأقاتل من أجل الديمقراطية حتى أموت لأنني مواطنة من هونج كونج".

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 11 شخصا تتراوح أعمارهم بين 20 و63 عاما وصادرت أسلحة بينها سكاكين وألعاب نارية و105 طلقات ومسدس نصف آلي وهي أول مرة يتم فيها ضبط أسلحة خلال الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر.

وتصاعدت أعمال العنف في الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر وقام المحتون بإحراق مركبات ومباني وألقوا قنابل حارقة على الشرطة كما ألقوا ركاما من فوق الجسور على السيارات وخربوا مراكز تسوق وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومدافع الماء واستخدمت الذخيرة الحية في بعض الأحيان.

وشهدت هونج كونج حالة من الهدوء النسبي منذ انتخابات 24 نوفمبر/تشرين الثاني التي حقق فيها الديمقراطيون فوزا كاسحا.

واعتقلت السلطات نحو ستة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات في يونيو/حزيران.

رويترز