زار الرئيس التونسي قيس سعيّد الأحد، الجزائر في أوّل زيارة رسمية للخارج منذ توليه منصبه قبل ثلاثة أشهر، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون حول الوضع في ليبيا خصوصا.
وقال تبّون في ختام اللقاء مع سعيّد إنه بالنسبة للأزمة في ليبيا، إن "حل الملف الليبي ينبغي أن يكون ليبيا-ليبيا"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وأكد ضرورة "إبعاد ليبيا عن كل ما هو أجنبي عنها، ومنع تدفق السلاح".
وشدد تبّون على ضرورة أن تكون تونس والجزائر هما "بداية الحل" للأزمة الليبية من خلال "عقد لقاءات مع كل الليبيين وكل القبائل الليبية إما في الجزائر أو في تونس".
وأوضح أن الهدف من ذلك هو "الانطلاق في مرحلة جديدة لبناء مؤسسات جديدة تؤدي إلى انتخابات عامة، وبناء أسس جديدة للدولة الليبية الديمقراطية شرط أن يقبل هذا الاقتراح من طرف الأمم المتحدة".
تأتي الزيارة الرسمية للرئيس التونسي بعد أسبوع من اجتماع في الجزائر لوزراء خارجية من دول المنطقة حول الأزمة في ليبيا.
وكان سعّيد صرح مساء الخميس في أول مقابلة تلفزيونية أنه سيغتنم زيارته للجزائر "لمناقشة القضية الليبية" و"الاتفاق على نهج مشترك يضع الشعب الليبي كمصدر الحل".
وعزا تأخير زيارته للجزائر إلى انتظار نهاية المسار الانتخابي في هذا البلد الجار، كما أوضح في اللقاء التلفزيون.
وقال في هذا السياق "كان هناك انتخابات في الجزائر ثم جاءت مسألة تشكيل الحكومة في تونس منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر إلى الآن".
وفي حين يتبنى سعيّد قيم ثورة 2011 التي أسقطت زين العابدين بن علي وانتخب على أساس ذلك، يواجه الرئيس الجزائري معارضة شديدة من الحراك الشعبي المستمر منذ نحو سنة، ورفض الانتخابات التي فاز بها تبون.
ولم يحضر الرئيس التونسي حفل أداء اليمين لتولي تبون الرئاسة.
على صعيد العلاقات الثنائية، أعلن تبون إيداع مبلغ 150 مليون دولار لدى البنك المركزي كضمان، مع مواصلة تيسير الدفع بالنسبة للتموين بالغاز والمحروقات نظرا لصعوبات الدفع، وذلك ريثما تتجاوز الشقيقة تونس هذه الصعوبات".
وأضاف أن الطرفين اتفقا خلال محادثاتهما على "تنمية المناطق الحدودية والتكامل الاقتصادي بين البلدين".
وأعلن الرئيس الجزائري عن زيارة مرتقبة يقوم بها إلى تونس "ريثما يتم تعيين الحكومة التونسية الجديدة".
وتتعاون تونس والجزائر في ملف محاربة الإرهاب لمواجهة المجموعات المسلحة النشطة في الجبال الحدودية حيث قامت بهجمات متكررة.
أ ف ب