قال مدير دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، الاثنين، إن الوكالة "خصصت نحو 145 مليون دولار لتمويل خدماتها في الأردن في العام 2020"، موضحا أن "هذا التمويل البالغ نسبته 18% من موازنة الوكالة لا يتناسب مع حجم اللاجئين في الأردن".

وأضاف خرفان لـ "المملكة" أنّ "الأردن أكبر داعم للوكالة، ويخصص خدمات مباشرة، وغير مباشرة للاجئين الفلسطينيين أكثر ما يقدم في مناطق عمل الوكالة الخمسة".

مدير عمليات (أونروا) في الأردن محمد أدار ناشد المانحين للحصول على 149 مليون دولار على الأقل لتمويل خدمات الوكالة الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإغاثة، والخدمات الاجتماعية والحماية والبنية التحتية للمخيمات وتحسينها وبرنامج الإقراض الصغير، المقدمة لما مجموعه 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن لعام 2020.

وأوضح أدار، لـ "المملكة" أن "الأردن يقدم دعما سياسيا ودبلوماسيا للوكالة ومن أكبر داعمي الوكالة والكثير من اللاجئين الفلسطينيين يستفيدون من دعم حكومي والمدارس والمستشفيات الحكومية".

"نقدر بشكل كبير دعم الحكومة الأردنية ومساهمتها"، بحسب أدار، مؤكدا أن "الوكالة ستعمل على تقييم احتياجات مجتمعات اللاجئين في الأردن الحقيقية في العام المقبل؛ مما يعطي الفرصة لأونروا والحكومة لعكس الاحتياجات".

وأوضح خرفان أن "الأردن يدفع نحو 1.2 مليار دولار سنويا، لتقديم خدمات للاجئين الفلسطينيين، في حين بلغت مخصصات الوكالة للأردن 143 مليون دولار العام الماضي"، مشيرا إلى أن"وضع الأردن مستقر، وهذا سبب تقليل حصته في نداء الطوارئ للوكالة".

ويأتي عرض أولويات الوكالة الأممية في الأردن لعام 2020، ومتطلباتها المالية في أعقاب تمديد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً لمهام ولاية أونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية، ولغاية حزيران/يونيو 2023.

مدير التخطيط في أونروا سام روز، قال خلال عرض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في عمّان، متطلبات ميزانيتها لعام 2020، إنّ جهات مانحة تعهدت بتقديم 1.9 مليار دولار للوكالة الأممية، في وقت تناشد فيه المانحين بتقديم 1.4 مليار دولار للعام الحالي.

وأضاف، أن "الوكالة تعمل على تطبيق التفويض الممنوح لها، وتطلب المساعدات لتقديم الخدمات للفلسطينيين"، موضحا أن "600 مليون دولار تم تخصيصها لدعم الأطفال في المدارس".

وأشار أدار إلى مواجهة الوكالة في العام الماضي "أخطر نقص مالي في تاريخ أونروا، وأزمة ثقة في القيادة العليا للوكالة، على الرغم من البيئة السياسية الصعبة والظروف الاجتماعية والاقتصادية الأصعب".

وقال، إن الدعم السخي من الأردن، ودعم المانحين والشركاء سمح بمواصلة تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

"في 2019، قدمت أونروا في الأردن خدمات تعليمية لأكثر من 118 ألف طالب يدرسون في 169 مدرسة تابعة لـ" أونروا" موزعة في جميع أنحاء الأردن، وقدمت 47 دورة لأكثر من 3081 طالبًا يدرسون في أحد مركزي التدريب المهني التابعة لأونروا".

وأشار إلى تقديم "الخدمات الصحية لأكثر من 1.2 مليون لاجئ في 25 عيادة صحية، و 4 وحدات طب أسنان متنقلة، ودعمت ما يقرب 59 ألف لاجئ بمساعدة نقدية من الوكالة من خلال شبكة الأمان الاجتماعي في الأردن".

روز، دعا إلى توفير 17 مليون دولار لعمليات الوكالة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا، والاتفاق على تعليم لاجئي فلسطين من سوريا الذين نزحوا إلى لبنان والأردن، مضيفا أن "الوكالة تحتاج دعما في المجال الصحي حتى يتم الكشف على أكبر عدد من المرضى".

وأضاف أن الاحتياجات الطارئة للوكالة "تأثرت بعد قطع الدعم الأميركي، ولوحظ الهبوط في تقديم الخدمات بنسبة 15% بعد انخفاض الدعم"، موضحا أن: "ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة قد يشكل تحديا لعملياتنا، ونحن لسنا جهة سياسية".

أدار، قال الاثنين. إن "العام الماضي كان صعبا على الوكالة الأممية، إلا أنها استطاعت تقديم خدماتها العام الماضي بكفاءتها، وبعيداً عن أي شبهة فساد في صرف الدعم".

وأضاف، أن "صفقة القرن هي خطة وضعتها واشنطن، ومن يدير قرار الوكالة هو الأمم المتحدة".

وأوضح أدار أن "عمل الوكالة الإنساني مستمر، ونطلب حلا عادلا للقضية الفلسطينية"، مؤكدا أن "الوكالة تسعى إلى حماية 17 ألف لاجئ فلسطيني قادم من سوريا إلى الأردن، ونحاول زيادة الدعم المقدم لهم من 9 إلى 20 دولارا شهريا".

وتابع أن "العديد من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن يستفيدون من خدمات حكومية، ووضعهم أفضل من لاجئين في دول أخرى، ونقدر كثيرا دعم الأردن لأونروا، ونتطلع للعمل المشترك مع الأردن".

نائبة مدير عمليات أونروا، سالي غريغوري، قالت، إن الوكالة تقدم خدماتها لـ 400 ألف شخص يعيشون في 10 مخيمات في الأردن.

5.6 مليون لاجئ

ودعا القائم بأعمال المفوض العام للوكالة كريستيان ساوندرز، إلى دعم الوكالة بهذا المبلغ الأقل لتمويل خدمات ومساعدات الوكالة الضرورية، تشمل معونة إنسانية منقذة للحياة ومشروعات ذات الأولوية، مقدمة لنحو 5.6 مليون لاجئ من فلسطين في الشرق الأوسط لعام 2020.

أونروا قالت، إنها ستتطرق إلى التحديات المالية والسياسية التي تواجهها الوكالة، والأولويات التشغيلية التي تمكنها من مواصلة تقديم الخدمات إلى 5.6 مليون لاجئ فلسطيني.

وقال ساوندرز: "إن الدعم الهائل الذي حصلت عليه أونروا من الجمعية العامة في كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم كان بمنزلة تأكيد ساحق للوكالة ولولايتنا"، مضيفا: "نحن الآن بحاجة من المانحين والشركاء أن يعملوا على مواءمة هذا الدعم بالتمويل اللازم؛ من أجل السماح لنا بتوفير لاجئي فلسطين بالحماية، وبتلك الخدمات الحرجة التي تعد حقا أساسيا من حقوق الإنسان".

ساوندرز ناشد نهاية الشهر الماضي الجهات المانحة بتأمين 1.4 مليار دولار للعام الحالي.

وعبرت أونروا، الجمعة، عن قلقها من أن تؤدي صفقة القرن إلى مزيد من العنف. وقالت، إن لديها إجراءات طوارئ لتعزيز الحماية والمساعدة في الأراضي المحتلة.

الوكالة الأممية قالت، إنها ستوظف 806 ملايين دولار من أجل الخدمات الرئيسة الضرورية التي تشمل التعليم والصحة والبنية التحتية، وتحسين المخيمات والإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة عمل 2030.

وتوفر أونروا التعليم لأكثر من نصف مليون طالب في 700 مدرسة منتشرة في مناطق عمل الوكالة الخمسة، وأوضحت أن منشآتها التي تقدم الخدمات الصحية استقبلت 8.5 مليون زيارة في عام 2019.

وأشارت الوكالة الأممية التي تأسست بقرار من الجمعية العامة عام 1949،لحاجتها إلى 155 مليون دولار إضافية بغرض تقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يُضاف إلى ما سبق 270 مليون دولار لدعم مناشدة الطوارئ الخاصة بالأزمة الإقليمية في سوريا (لاجئو فلسطين من سوريا في لبنان والأردن).

وقالت الوكالة، إنها في حاجة إلى 170 مليون دولار من أجل المشروعات ذات الأولوية، وتحديدا مبادرات إعادة الإسكان، وإعادة الإعمار استجابة للنزاعات في سوريا وقطاع غزة، بالإضافة إلى المبادرات المصممة من أجل إكمال وتعزيز عملية إصلاح البرامج الخدماتية.

الوكالة الأممية التي تتلقى تبرعات "طوعية" تقول، إن الدعم المالي المقدم لها "لم يواكب مستوى النمو في الاحتياجات"، مضيفة أنها ونتيجة لذلك، فإن موازنتها البرامجية تعاني من "عجز كبير".

المملكة