تظاهر الآلاف الأحد، في شوارع الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، احتجاجا على الفوارق الاجتماعية والمطالبة بإطلاق سراح "المعتقلين السياسيين" وتأسيس "ديمقراطية حقيقية"، كما ذكر صحفي في وكالة فرانس برس. 

ونظمت التظاهرة "الجبهة الاجتماعية المغربية"، وهي تجمّع حديث النشأة يضم 4 أحزاب يسارية ونقابات على غرار الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ومنظمات مدنية مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. 

ولم يتسنَ الحصول على أرقام حول عدد المشاركين، لا من المنظمين، ولا من السلطات. 

وقال أحد أعضاء المكتب الوطني للجبهة علي بوطوالة لفرانس برس، إن "التظاهرة هي الأولى للجبهة الاجتماعية المغربية لرفض السياسات المناهضة للديمقراطية والحيف الاجتماعي، رفض تراجع حقوق الإنسان، ورفض السياسات التي قادت إلى تدهور المقدرة الشرائية".

ويحتج المتظاهرون بقوة على البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع الخدمات العامة، وطالبوا بـ"إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين" وخصوصا معتقلي حراك الريف.

وخفتت هذه الحركة الاجتماعية التي هزت شمال المغرب بين 2016 و2017، عقب موجة اعتقالات تلتها أحكام قضائية مشدّدة في حقّ قادة الاحتجاج. 

ونادى المتظاهرون "يحيا الزفزافي" و"كلنا الزفزافي"، في إشارة إلى قائد الحراك ناصر الزفزافي الذي حكم عليه عام 2018 بالسجن 20 عاما بتهمة "المشاركة في مؤامرة تمسّ أمن الدولة". 

ورفع أيضا شعار "يحيا الشعب"، وهو عنوان أغنية راب حازت شعبية واسعة عقب إدانة أحد مؤلفيها بتهمة "إهانة الشرطة" نهاية عام 2019. 

وحمل المتظاهرون لافتات كبيرة، وأعلاما حمر قبل أن يتفرقوا. 

ونظّم الاحتجاج تزامنا مع ذكرى حركة 20 شباط/فبراير الاحتجاجية التي هزت المغرب عام 2011، إبّان فترة الاحتجاجات في العالم العربي. 

ووعد الملك محمد السادس قبل أشهر بصياغة "نموذج تنموي جديد" استجابة للفوارق الاجتماعية العميقة التي تثير سخطا.

وفي ما يخص الحريات، تقدّر السلطة أنها نجحت في تحقيق انتقال ديمقراطي عقب 2011، بفضل الإصلاح الدستوري، وترفض النقد الذي يوجهه لها المدافعون عن حقوق الإنسان.

أ ف ب