قال مدير محمية الشومري للأحياء البرية، أشرف الحلح، إن المحمية تمثل أول نموذج للمحميات الطبيعية في المناطق ذات المناخات الصحراوية الجافة في الأردن التي شكلت المعرفة الأساسية حول المنهجيات العملية في تأسيس، وإدارة المحميات التي تم استخدامها في المحميات الأخرى في الأردن.

وأضاف أن المحمية تتكون من اثنين من المعالم الجغرافية الأساسية؛ هي الأودية الصحراوية وأراضي الحماد، وتشكل الأودية الصحراوية 65٪ من المساحة الكلية للمحمية، وأكثر هذه الأودية شهرة هو وادي الشومري المعروف الذي يمر مباشرة من قلب موقع، وهذا الوادي هو الذي ينسب إلية اسم المحمية.

وأشار الحلح إلى أن أراضي الحماد تحتل ما تبقى من المحمية وتشكل 35٪، وتغطي الأرض طبقة من الصوان الأسود، حيث توفر محمية الشومري مكانا مفتوحا للجامعات الأردنية؛ لإجراء الأبحاث العلمية حول المناطق الجافة وشبه الجافة.

وبين الحلح أنه تم تسجيل ما يزيد عن 193 نوعا نباتيا في المحمية أكثرها شيوعاً هي القيصوم، الشيح، البابونج، الشنان، الرتم والحرمل، كما تم تسجيل 6 أنواع من المفترسات في المحمية تشمل الثعلب الأحمر، ابن آوى، الذئب، الضبع المخطط، الوشق والقط البري، أما بالنسبة للطيور التي تم مشاهدتها في المحمية فتشمل العقاب، الباز والرخمة المصرية.

وتعتبر المحمية موطنا لمجموعة من الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط، مثل النعام، الغزلان والحمار البري، حيث بذلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة جهوداً كبيرة لمساعدة هذه الحيوانات في إعادة بناء أعدادها وتأكيد وجودها ضمن حدود المحمية، بعيداً عن خطر الصيد، وتدمير الموائل اللذين كادا يقضيان عليهم من البرية نهائياً.

وبحسب الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، تحمل المحمية أهمية تاريخية حيث كانت أول محمية في الأردن، وكانت نواة تأسيس الجمعية التي ترأسها فخريا جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال في ذلك الوقت.

وحظيت المحمية الفريدة باهتمام ملكي ودعم لا محدود، كرس أهميتها على المستوى الوطني لتكون محطة تنمية وإرثا وطنيا وعالميا في الوقت ذاته، كما حظيت المحمية بشكل خاص والجمعية بشكل عام بدعم ملكي لا محدود بدءا من جلالة الملك الباني الحسين بن طلال ، ليكمل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مسيرة دعم حماية الطبيعة، وتشرفت محمية الشومري بافتتاح سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، لمركز زوار محمية الشومري للأحياء البرية الذي أعطى دعما للمحمية للمضي في دورها في حماية الطبيعة وتنمية المجتمع المحلي والحفاظ على الحيوانات البرية التي تعيش في المنطقة.

ومنح الدعم الملكي من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وزيارة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد المحمية دفعة معنوية وشكلت رسالة بأن حماية الطبيعة في الأردن نهج يحظى بدعم عالي المستوى، في وطن يعتبر واحة استقرار في منطقة تعج بالصراعات والحروب، بحسب الجمعية.

وأسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية الشومري في عام 1975، كمركز لإعادة توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض أو التي انقرضت محليا لتكون نواة تأسيس المحميات مستقبلا، ونفذت عددا من برامج التوطين بالتشارك مع بعض من أبرز محميات الأحياء البرية في العالم وحدائق الحيوان، أصبحت هذه المحمية الصغيرة التي تبلغ مساحتها 22 كم2 بيئة آمنة مزدهرة ببعض من أكثر الحيوانات ندرة في الشرق الأوسط.

وتحوي المحمية كلا من حيوانات المها العربي والنعام والحمر البرية (الحمار البري الآسيوي) والغزلان، التي تم وصفها على العديد من اللوحات الفسيفسائية المحلية من القرن السادس البيزنطي، وفي المحمية يتم إعادة إعمار نسلهم والحفاظ على وجودهم من خلال هذا الملاذ الآمن عن طريق حمايتها من الصيد الجائر والعوامل التي تدمر بيئتهم بعد أن كادت تقضي عليهم تقريبا.

المملكة