قال وزير الداخلية سلامة حمّاد، الأحد، إن اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب تنعقد هذا العام في ظل مرحلة دقيقة بالغة الأهمية، تشهد معها أجزاء من دولنا العربية ظروفا وتحديات سياسية، واقتصادية، واجتماعية صعبة وغير مستقرة، أدت إلى تعاظم التهديدات الأمنية المختلفة، من جرائم الإرهاب وانتشار السلاح، والمخدرات والجرائم الإلكترونية وغيرها.

وأضاف، أن هذه الجرائم والتحديات تدعونا للعمل الدؤوب والتحديث المستمر لقواعد وضوابط عملنا الأمني، على أسس ومفاهيم تتواكب مع حجم تحديات المرحلة ومتطلباتها، بحيث يتم مراعاة كل الاستحقاقات والمتغيرات العصرية، خاصة في ظل التطور التقني المتسارع لوسائل الاتصالات والإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي.

جاء ذلك، خلال مشاركته في اجتماعات الدورة 37 لمجلس وزراء الداخلية العرب في الجمهورية التونسية، بمشاركة الوزراء المعنيين، ووفود أمنية عربية رفيعة المستوى وممثلي هيئات ومنظمات عربية ودولية، بهدف بحث وسائل كفيلة بتعزيز التعاون الأمني العربي المشترك وضمان أمن المواطن العربي، وتعزيز مكتسباته في هذا الإطار.

وتابع الوزير "نلتقي اليوم كوزراء داخلية يحدونا الأمل في تجاوز كل الصعوبات والمعوقات، لتحقيق المنعة العربية المشتركة والتكامل الأمني المنشود، لأن ما يجمعنا هو المحافظة على أمن شعوبنا واستقرار دولنا، ومكافحة الجريمة بكافة صورها وأشكالها، وفي مقدمتها الإرهاب، هذه الظاهرة المتمددة التي باتت لا تعرف حدودا، وأصبحت أجزاء من منطقتنا العربية مرتعا خصبا للإرهاب بكافة أشكاله وأدواته، نتيجة الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها".

"بالرغم من الانتصارات التي تحققت بمواجهة التنظيمات الإرهابية والحد من خطورتها، إلا أن استمرار عوامل انعدام الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي، تشكل فرصة لاستمرار العمليات الإرهابية، وتحركات الإرهابيين ليصبح بالنتيجة هناك خطر حقيقي يهدد الإنسانية جمعاء، ويعرقل مسيرة النماء والتطور"، بحسب حماد.

وأشار إلى أن مواجهة الإرهاب وأدواته، تتطلب جهودا استثنائية على الصعيدين العربي والدولي من خلال إيجاد حلول سياسية سريعة للصراعات الإقليمية والحروب الأهلية والطائفية، والعمل على محاربة جميع أشكال الإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله، وصد كل محاولات انتشاره.

ونقل وزير الداخلية سلامة حمّاد، الذي يترأس الوفد الأردني المشارك في الاجتماعات، بكلمة ألقاها في افتتاح الدورة، تحيات جلالة الملك عبد الله الثاني، وحكومة وشعب الأردن وأمنياتهم بنجاح أعمال هذه الدورة في تحقيق الأهداف المتوخاة من انعقادها.

وأكد حمّاد، أن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة يتعامل مع الإرهاب كهم عالمي، ووباء يجب اجتثاثه، ومحاربته بكل السبل الممكنة، وجهودنا في محاربة الإرهاب، تسير وفقا لمسارات ممنهجة على مختلف الصعد الأمنية، والإيديولوجية، حيث تم وضع الخطط والاستراتيجيات والتشريعات اللازمة لمكافحته إلى جانب مواجهة الأفكار الضلالية الهدامة التي تستهدف تشويه ديننا الإسلامي الحنيف، من خلال رسالة عمّان التي أطلقها الملك عام 2004 التي تعالج الكثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، وتوضح جوهر رسالته الوسطية المعتدلة، ومنطلقاته القائمة على المحبة والسلام والتسامح والتآخي بين الشعوب.

وأعرب حمّاد، عن كامل الدعم والتأييد لكل الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، والفكر المتطرف والتعامل معها بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ضمن نهج شمولي.

وأوضح، أن ازدياد ظاهرة انتشار المخدرات في دولنا العربية باتت تشكل هاجسا أمنيا كبيرا، لا تقل خطورة عن الإرهاب في ظل ما تشهده المنطقة من أوضاع أمنية مضطربة، جعلها محط أنظار عصابات الإجرام المنظم وخاصة تجار المخدرات، وأن ما تطالعنا به الإحصائيات والتقارير المختلفة، تشير إلى أن إنتاج المواد المخدرة، وتهريبها، وترويجها، في ازدياد مطرد، خاصة أنها تستهدف فئة الشباب تحديدا.

وتابع في هذا الإطار" ما يتطلب منا جميعا الوقوف بحزم وقوة، أمام هذه الظاهرة، لإنقاذ مواردنا البشرية والاقتصادية من الأضرار التي تتسبب فيها، ولا بد من تعاون وثيق وتبادل للمعلومات، والخبرات العلمية والفنية والأمنية، بين أجهزة مكافحة المخدرات بين دولنا، والعمل على تعزيز وتفعيل استراتيجياتنا وخططنا التشاركية بهدف القضاء عليها والحد من آثارها السلبية".

ولفت وزير الداخلية إلى أن الأردن يسعى على الدوام، قيادة وحكومة وشعباً، وإيماناً منه بأنه جزء لا يتجزأ من أمته العربية الإسلامية إلى تمتين وتطوير علاقاته مع الأشقاء وعلى الصعد كافة، من أجل ضمان أمنها وازدهارها وتطور نهضتها، وبما يخدم مصالح الأمة، وتعزيز الدفاع عن حقوقها وقضاياها، وعلى رأسها قضيتنا المركزية الأولى، القضية الفلسطينية.

وأكد موقف الأردن الثابت بقيادة الملك في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وبما يحفظ المقدسات الإسلامية والمسيحية كون الأمن والاستقرار لهذه المنطقة لا يمكن بحال من الأحوال أن يتم إلا بالحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية.

وبين حمّاد، أن مجلس وزراء الداخلية العرب وعبر مسيرته حقق نجاحات متميزة في مجالات العمل الأمني العربي المشترك، وأمامنا الكثير من النجاحات التي يمكن تحقيقها بفضل الإرادة الصادقة، والتعاون البناء فيما بيننا، وأن جدول أعمال هذه الدورة، يزخر بالعديد من الموضوعات الأمنية المهمة التي تتطلب منا جميعاً العمل بروح الفريق الواحد، آملين في ذلك تحقيق النتائج التي ننشدها، والتوصل إلى القرارات والتوصيات التي تتناسب ومستوى التحديات الراهنة، وغايتنا في ذلك توفير الأمن والاستقرار لدولنا وشعوبنا لكي تنعم بالأمن والأمان.

حماد يلتقي وزير الداخلية السعودي

التقى وزير الداخلية سلامة حماد في تونس وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.

وتناول اللقاء الذي جاء على هامش انعقاد الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ولا سيما في المجالات الأمنية وتبادل الخبرات ومعالجة التحديات الأمنية التي تواجه البلدين وخصوصا في ظل ظروف عدم الاستقرار وغياب عناصر الأمن والأمان التي تشهدها العديد من دول المنطقة.

وأكد الوزير حماد أن تفعيل وتمتين أواصر التعاون الأمني بين الأردن والسعودية يتطلب فتح مجالات أوسع للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل وحماية الحدود المشتركة ومراقبتها لمنع أي اختراقات أمنية قد تحدث.

وشدد على أهمية التنسيق المستمر بين الجانبين ووضع آليات ارتباط واتصال سريعة ومتطورة لمنع تهريب المخدرات ومكافحة الإرهاب والجريمة بشتى أنواعها، معتبرا أن الروابط الجغرافية والدينية والقومية والسياسية التي تجمع البلدين الشقيقين تشكل قاعدة رئيسة لتحقيق مصالحهما المشتركة.

وقال حماد إن محاربة الجريمة يجب ألا يقتصر على الأجهزة الأمنية بشكل منفرد، وإنما يتطلب ذلك جهدا شموليا تشترك به جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، ولا سيما آفة المخدرات الآخذة بالازدياد والانتشار.

واتفق الجانبان على أن القضية الأكثر إلحاحا وأهمية في الوقت الحالي هي الحفاظ على الأمن القومي العربي وتوفير جميع الإمكانات والمستلزمات التكنولوجية والفنية والبشرية اللازمة لتحقيق لذلك.

من جهته، أكد الأمير عبد العزيز بن سعود، حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن التي تزداد متانتها يوما بعد يوم في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أن العلاقات التاريخية المميزة بين البلدين الشقيقين ستبقى ضمانة رئيسة وأساسا متينا يحفظ مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف الظروف والأوقات.

المملكة