أظهرت محطات رصد نوعية الهواء المحيط التابعة لوزارة البيئة الأردنية، أن مؤشر الهواء المقاس في محافظات العاصمة وإربد والزرقاء أغلبه جيد ومعتدل خلال اليوم (الأربعاء)، في وقت يشهد الأردن حظر تجول للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وزير البيئة صالح الخرابشة، قال في تصريح سابق، إن بيانات مؤشرات جودة الهواء المحيط خلال الشهر الحالي، تظهر أن نوعية الهواء جيدة بشكل عام، كما أظهرت تقارير نتائج مراقبة نوعية الهواء المحيط للمعدلات اليومية للأغبرة والجسيمات الدقيقة العالقة PM10، والملوثات الغازية "ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون وأول أكسيد الكربون"، أنَّها ضمن الحدود المسموح بها في المواصفات الأردنية الخاصة بنوعية الهواء المحيط رقم 1140/2006 في أغلب الأيام.

"لم تحدث أي تجاوزات في هذه الملوثات نتيجة النَّشاطات البشرية التي ترصدها محطات مراقبة نوعية الهواء المحيط العائدة للوزارة، باستثناء بعض التَّجاوزات الناجمة عن الرِّياح الخماسينية والعواصف الرملية"، بحسب الوزير.

ودعت الوزارة إلى الحد من النشاطات اليومية المختلفة في الهواء الطلق، وخاصة التي تتطلب جهداً لفترات طويلة، وبالنسبة للفئات الحساسة، يفضل ارتداء الكمامات الواقية عند الخروج.

مؤشر الأداء البيئي العالمي، صنف الأردن في تقرير نوعية الهواء صدر في أيلول/ سبتمبر الماضي، ضمن أكثر 3 دول عالميا في التمتع بالهواء النظيف.

 الخرابشة، أكد الحاجة الماسة للتحول نحو اقتصاد أخضر أكثر استدامة ينتفع به النَّاس والكوكب؛ مما يتطلب تعزيز الانسجام والتفاعل مع الطبيعة والأرض.

وقال لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" بمناسبة اليوم العالمي للأرض الذي يُصادف اليوم الأربعاء، إن الأرض تبعث دعوة عاجلة للعمل الجاد والمستدام؛ فالطبيعة تعاني من حرائق الغابات، والأرقام القياسية لارتفاع درجات الحرارة وقطع الأشجار، وإزالة الغابات والفيضانات كارثية مدمرة مع انتشار فيروس كورونا الذي يعد وباء عالميًا ذا اتصال بصحة نظامنا الأيكولوجي.

وأضاف الخرابشة أنَّ تحديد يوم عالمي للأرض يأتي لإظهار الدَّعم الإنساني المطلق لحماية البيئة بعناصرها المختلفة والتوعية البيئية، بتشاركية بين دول العالم من خلال شبكة خاصة لتبادل الرؤى والأفكار، وعقد الندوات والمؤتمرات، ونشر الوعي والاهتمام بالبيئة والطبيعة والأرض بشكل عام، بعد أن كان الاحتفال مقتصرًا على دولة واحدة حتى عام 1990.

وقال، إنَّ قضية التغير المناخي من القضايا الحاسمة والمؤثرة في العصر الحالي التي جاءت شعارا للاحتفال هذا العام، والعالم أجمع أمام مفترقات حاسمة؛ فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق، ولم يسبق أن شهدها العالم بأسره من قبل.

ولفت الخرابشة إلى أنَّ آثار التغير المناخي المدمرة انعكست بطريقة أصبحت تهدد السلم الاجتماعي والأمن الغذائي العالمي، كالفيضانات الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحار وتغير نمط الطقس، ما يدعو لتكثيف الجهود الدولية لمكافحة هذه التغيرات المناخية بالسرعة الممكنة، واتخاذ الإجراءات والحلول الجذرية لمواجهتها، وتحديدًا ما يتعلق بالنشاط البشري الذي يؤدي إلى رفع نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وبالتالي الاحتباس الحراري؛ لأنَّ استمرار فترة التأقلم مع هذه التأثيرات سيصبح أكثر صعوبة وكلفة في المستقبل. 

"حماية الكوكب من كورونا"

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إلى العمل بحزم لحماية كوكب الأرض من فيروس كورونا المستجد، ومن التهديد الناجم عن اضطراب المناخ.

وأوضح في رسالة، بمناسبة يوم الأرض الذي يصادف 22 نيسان/ أبريل من كل عام، أنه "من الواضح أن الأرض تبعث إلينا دعوة عاجلة للعمل، فالطبيعة تعاني، من حيث الحرائق في أستراليا، والأرقام القياسية لارتفاع درجات الحرارة، وأسراب الجراد في كينيا، وجائحة فيروس كورونا، التي تعتبر وباءً عالميا ذا اتصال بصحة النظام الإيكولوجي".

الأمم المتحدة، أشارت إلى أنه "رغم الجهود المبذولة، فإن التنوع البيولوجي في تدهور متواصل في جميع أنحاء العالم وبمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حيث تشير التقديرات إلى أن زهاء مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض".

وأضافت أن "من العوامل التي يمكن أن تزيد احتمال انتقال الأمراض المعدية (مثل فيروس كورونا) من الحيوانات إلى البشر؛ تغير المناخ والتغيرات التي من صنع الإنسان على الطبيعة، والجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي من مثل إزالة الغابات، وتغير استخدام الأراضي، وتكثيف الإنتاج الزراعي والحيواني، والاتجار غير المشروع بالأحياء البرية.

وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أن 75% من الأمراض الجديدة التي تصيب البشر كل 4 أشهر تأتي من الحيوانات، مما يبرز العلاقة الوثيقة القائمة بين البشر والحيوانات والصحة البيئية.

وأوضحت الأمم المتحدة الأثر الإيجابي الواضح؛ سواء بسبب تحسين جودة الهواء، أو تقليل انبعاثات غازات الدفيئة، هو أثر مؤقت نتيجة للتباطؤ الاقتصادي المأساوي والمحن الإنسانية، داعية إلى التحول لاقتصاد أكثر استدامة يعمل لنفع الناس والكوكب، وتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض.

"يُعرّض فيروس كورونا الصحة العامة والاقتصاد العالمي للخطر، ويمتد خطره إلى التنوع البيولوجي كذلك، ومع ذلك، فإن من الممكن أن يكون التنوع البيولوجي جزءا من الحل؛ لأنه يُصّعب انتشار مسببات الأمراض"، بحسب المنظمة العالمية، لافتة النظر إلى أن "الأولوية الفورية هي منع انتشار الفيروس ومعالجة فقدان التنوع البيولوجي على المدى البعيد".

المملكة + الأمم المتحدة + بترا