قال رئيس الوزراء عمر الرزاز، إن الأرقام التي سجلت بفيروس كورونا وبؤر تشكلت خلال الأيام الأخيرة أوصلتنا إلى إجماع بضرورة الحذر واتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والوقائية .

وأضاف في حديثه الخميس لـ "بترا" "كنا نتمنى أن تكون الظروف أفضل ومعايير الحجر أخف قليلا مع قرب مناسبة عيد الفطر، ولكن الارقام وبعض البؤر التي تشكلت في الأيام الأخيرة اوصلتنا إلى إجماع وبتنسيب من الفريق الطبي ولجنة الأوبئة ووزير الصحة بأن نأخذ الحذر وبأن لا هوادة في هذه المعركة، لان اي تباطؤ أو تساهل سيقود لتداعيات خطرة جدا، ونأمل بأن تتحسن الأمور وتكون أفضل في عيد الاضحى القادم مما هي عليه الان".

وأكد أنه، ورغم الظروف والتداعيات الصعبة للازمة، إلا أن هناك فرصا يمكن للأردن استثمارها، لاسيما في قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية والزراعة والتصنيع الغذائي وفي قطاعات واعدة في مجال الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات الذي يبدع فيه شبابنا في تقديم الخدمات عن بعد.

وأشار الرزاز إلى أن "الحكومة تعمل الآن على منظومة مرتبطة بمعايير ومؤشرات وهي تصنف المعايير الصحية والمعايير الاقتصادية بألوان بدءا من الأحمر ويرمز إلى الخطر وصولا إلى الأبيض وهو نهاية الجائحة في جميع أنحاء العالم".

"الانتقال من تصنيف إلى آخر مرتبط بمؤشرات صحية له علاقة بأعداد المصابين وسعة المستشفيات والقدرة الاستيعابية لها والمعايير الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وحسب أهمية القطاع ومخاطره على المواطن"، بحسب الرزاز.

وقال إن مبادرات التكافل الاجتماعي، من صندوق همة وطن وصندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وصلت الى ما يزيد عن 391 ألف أسرة، وإذا أضيفت لأرقام التعطل عن العمل يكون المجموع نحو 586 ألف أسرة مضروبا بمتوسط عدد أفرادها يكون لدينا المجموع حوالي 2.5 مليون مواطن تم الوصول إليهم.

وأضاف الرزاز أن الأردن تعامل مع أزمة فيروس كورونا عبر 3 مراحل انتقالية، موضحا أن "الأولى الاستجابة الفورية الصحية والاقتصادية والاجتماعية والإجراءات التي اضطرت الحكومة لاتخاذها بسرعة خلال الأسابيع الأولى، ثم المرحلة الثانية التي تشمل التكيف والتكافل، التكيف مع المعطيات الجديدة اجتماعيا واقتصاديا وصحيا وأيضا انظمة التكافل للتأكد من أن المنظومة قادرة على العناية بالمرضى والمصابين والذين فقدوا وظائفهم ومصدر دخلهم، وبدأت الحكومة بالمرحلة الثالثة وهي مرحلة التعافي والمنعة للأردن وهذه المراحل جميعها مهمة وتتم المأسسة لها بالشكل الصحيح".

"الأردن أثبت نفسه وبجدارة في قطاع الادوية والمستلزمات الطبية والزراعة والتصنيع الغذائي وقدرتنا بالتدريج على تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من مصادرنا المحلية وهذه جميعها تأتي ضمن عنوان عريض يدعو له جلالة الملك وهو الاعتماد على الذات وتفعيله بشكل برامجي "، أضاف الرزاز.

وتابع: "الآن لدينا 3 لجان من القطاعين العام والخاص تعمل على التصنيع الغذائي والصناعات الدوائية وقطاع الأدوية وأي قطاعات واعدة خاصة في مجال الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات الذي يبدع فيه شبابنا في تقديم الخدمات عن بعد، وأسواق العمل في كل العالم تتغير وعلينا أن نكون مستعدين لهذه التغيرات".

وأشار الرزاز إلى أن "موضوع الهيكلة تم البدء به قبل أزمة كورونا واليوم أصبح اكثر ضرورة لأسباب عديدة"، مضيفا: "عندما نتحدث عن الأثر الاقتصادي والانكماش، فإنه يجب أن يطبق على نفقات الحكومة وإيراداتها، وففي جانب النفقات يجب ضبط أي ترهل أو ازدواجية".

"لدينا وزارات مطلوب دمجها مع بعض ونحن نعمل عليه وأصبح قاب قوسين وهناك مؤسسات وهيئات مستقلة لا داعي لعددها الكبير مع إدراكنا أن بعضها له دور رقابي مهم جدا ولكن لا داعي لهذا العدد الكبير"، أضاف الرزاز.

وعن هيكلة مؤسسات الإعلام الرسمي، قال الرزاز: "بالنسبة لمؤسسات الإعلام الرسمية (وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، تلفزيون المملكة)، نحن لا نتحدث عن دمج هذه المؤسسات في مؤسسة واحدة، ولكن تنظيم لعملها وتوحيد لمجلس إدارتها، إضافة إلى ترشيق لأجهزتها المساندة التي تتعلق بخدماتها الأساسية سواء المالية أو الإدارية أو القانونية، وهذا يعد نموذجا عن الهيكلة في القطاعات الأخرى".

بترا