شهد القطاع السياحي في السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا في المنتج السياحي، والخدمات المرافقة له مثل البنية التحتية، والفنادق والمطاعم والمراكز التجارية، ووسائل النقل المتطورة، والكوادر العاملة المدربة وذات الخبرة.

ويعد القطاع السياحي من أهم القطاعات الرافدة للاقتصاد الأردني، حيث بلغ الدخل السياحي بحسب بيانات البنك المركزي العام الماضي 5.8 مليار دولار، مسجلاً ارتفاعاً عن عام 2018 بنسبة 10.2%.

وشهد الأردن ارتفاعاً في أعداد الزوار خلال العام الماضي بنسبة 9%، ليصل إلى 5.4% مليون زائر، مقارنة مع 4.9 مليون زائر في عام 2018.

وكانت المواقع السياحية والأثرية الأكثر استقبالاً للسياح خلال العام الماضي، مدينة البترا التي احتفلت بالزائر المليون، وشهدت ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد الزوار، حيث بلغ عدد زوارها 1.135 مليون زائر، فيما وصل عدد زوار جبل نيبو نحو 670 ألف زائر، وعدد زوار كنيسة الخريطة في مأدبا 467 ألف زائر، ومدينة جرش 475 ألف زائر، ووادي رم 364 ألف زائر، والمغطس 183 ألف زائر، والكرك 49 ألف زائر.

ومن ضمن الإجراءات الحكومية في السنوات الماضية لتطوير المنتج السياحي في الأردن، تم إعادة تشكيل المجلس الوطني للسياحة في عام 2017، برئاسة وزير السياحة والآثار، وعضوية شركاء من القطاعين العام والخاص وممثلين عن المجتمعات المحلية والعاملين في القطاع السياحي من ذوي الخبرة، الذي بدوره يقدم خططا متكاملة ومدروسة للنهوض بالقطاع السياحي.

ويقوم المجلس بوضع التشريعات ورسم السياسات العامة، وإقرار الخطط والبرامج اللازمة لتنفيذها، وتطوير المواقع السياحية، وكل ما هو من شأنه تطوير السياحة في الأردن.

ويعمل المجلس أيضاً على وضع سياسات التعليم والتدريب والتأهيل السياحي، والتوصية بتحديد المواقع السياحية في الأردن، واقتراح مشاريع القوانين والأنظمة المتعلقة بالسياحة، ووضع أسس ترخيص وتصنيف المهن السياحية، بالإضافة إلى وضع أسس تحديد أسعار الخدمات السياحية.

وقدمت الحكومة مجموعة حوافز وإعفاءات جمركية لمدخلات الإنتاج، لتحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، وزيادة التنافسية، وتخفيف الكلف التي ستنعكس على المواطن.

كما عملت الحكومة على تسهيل دخول الجنسيات المقيدة إلى أراضي الأردن عبر منح تأشيرات من خلال البعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج أو المراكز الحدودية مباشرة، بهدف زيادة أعداد القادمين إلى الأردن، واستقطاب المزيد من السياح من الخارج دون أي معوقات.

وتعمل وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة الاستثمار على تشجيع المستثمرين للاستثمار بالقطاع السياحي، حيث تم إدراج مشروعات تنموية من قبل الهيئة تهم القطاع السياحي، كإنشاء مدينة ترفيهية ومخيمات بيئية ومركز مؤتمرات في بعض المناطق السياحية.

وبهدف تنشيط السياحة الداخلية، وتمكين المجتمعات المحلية، وتوفير فرص العمل للأردنيين، أطلقت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة العام الماضي، برنامج "أردننا جنة" المدعوم من الوزارة بنسبة 40% من تكاليف الطعام والشراب والإقامة، والنقل المجّاني عبر حافلات سياحية حديثة.

ويوفر البرنامج، الذي بلغ عدد المستفيدين منه في المرحلة الأولى نحو 80 ألف مواطن، أنماطاً سياحية متنوعة ومختلفة، وتجربة سياحية فريدة تتحملها موازنة العائلة الأردنية، ويتضمن زيارات لنحو 45 وجهة سياحية وأثرية في الأردن، فضلاً عن إمكانية المبيت بمجموعة من الفنادق البيئية والمخيّمات السياحية، بأسعار في متناول العائلة الأردنية.

وأطلقت الوزارة نظاماً إلكترونياً يسمى بالتذكرة الموحدة، يعد الأول عربياً، وهو عبارة عن موقع إلكتروني متطور ومتخصص، تتاح فيه عملية شراء تذكرة الدخول إلى الأردن بيسر وسهولة من قبل الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث جاء لتسهيل حركة دخول الزوار إلى المواقع السياحية، وتوفير المال والوقت والجهد.

ويتيح نظام التذكرة الموحدة زيارة العديد من المواقع الأثرية والتاريخية والمتاحف في المملكة ضمن تذكرة شاملة، وبسعر 70 ديناراً، ما يعادل 99 دولاراً.

وتعد التذكرة الموحدة التي تجاوزت مبيعاتها خلال العام الماضي 247 ألف تذكرة، بطاقة مرور تسمح لحاملها بزيارة أكثر من 40 موقعاً سياحياً وأثرياً داخل الأردن، بما في ذلك زيارة مدينة البترا، وتعفى الأفواج السياحية والأشخاص من جميع الجنسيات من دفع رسوم تأشيرة الدخول إلى المملكة، شرط شراء الزائر التذكرة الموحدة قبل الدخول، وتأكيد إقامته لمدة لا تقل عن ثلاث ليال متتالية.

وتتضمن التذكرة 3 فئات لتناسب اختيار جميع الزوار، حيث تغطي هذه الفئات جميع مناطق الجذب السياحي في الأردن، ويستطيع الزائر اختيار الباقة المفضلة للرحلة التي تناسبه، وذلك من خلال النشرات التعريفية للمواقع السياحية الموجودة على الموقع.

ويعتبر الأردن أحد أهم مناطق الجذب السياحي في الشرق الأوسط، ووجهة سياحية مميزة ومقصداً للسيّاح والزوّار من مختلف أنحاء العالم طوال السنة، وذلك لتمتعه بمنتج سياحي متنوع وفريد، واستقرار أمني، وفوق ذلك حسن الضيافة عند شعبها وكرمه، حيث تعمل الحكومة جاهدة على تذليل التحديات التي تواجه القطاع، وتسهيل رحلة السياح، والعمل على تطوير الأنماط السياحية كالسياحة العلاجية والدينية.

وفيما يخص السياحة الصحية والاستشفائية "العلاجية"، تم افتتاح مكتب للسياحة الصحية والتعافي في مطار الملكة علياء الدولي، والعمل جار على افتتاح مكاتب أخرى على المعابر الحدودية، وباقي المطارات في المملكة، وذلك لتسهيل إجراءات قدوم المرضى الراغبين بالعلاج في المملكة ولخدمتهم.

وبخصوص السياحة الدينية، تولي الحكومة ممثلة بوزارة السياحة اهتماماً كبيراً بالحج المسيحي، وهناك جهود مكثفة، وخطة شاملة للترويج والتسويق للمغطس وجبل نيبو ومنطقة مكاور، بالإضافة للتعاون بين وزارة السياحة ووزارة الأوقاف واللجنة الملكية لإعمار المساجد، لتشجيع السياح من بعض الدول كإندونيسيا وغيرها بزيارة المواقع الإسلامية في الأردن.

ويزخر الأردن بالعديد من الآثار الإسلامية، حيث يوجد على ترابه أضرحة ومساجد ومقامات لأنبياء عاشوا، أو مرّوا على ترابه، مثل مقام النبي شعيب والنبي نوح والنبي هارون، ومقام النبي أيوب، وكهف أهل الكهف، بالإضافة إلى مقامات صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).

وتمثل أرض الأردن بالنسبة للمسيحيين الموجودين في المنطقة، والقادمين من أماكن بعيدة، المكان المثالي لإحياء المراحل والحقب المختلفة في الكتاب المقدس، كما تقع على الأرض الأردنية الكثير من الأماكن المقدسة المتمثلة بمواقع الحج المسيحي كالمغطس، جبل نيبو، مكاور، كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، كنائس مار إلياس.

بترا