استؤنفت، الاثنين، الرحلات الجوية الداخلية في الهند على وقع تزايد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، لكن الإرباك بشأن قواعد الحجر الصحي التي على المسافرين اتباعها عند وصولهم أثار التوتر بينهم، وأدى إلى إلغاء عشرات الرحلات.

وكانت الهند قد أوقفت جميع الرحلات الجوية الداخلية والخارجية أواخر آذار/مارس، في إطار سعيها للحد من انتشار فيروس كورونا عبر فرض أكبر إغلاق في العالم.

وفي إطار سعي الحكومة الدؤوب لفتح، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، جاء الإعلان الرسمي الأسبوع الماضي، عن استئناف الرحلات الداخلية الاثنين، لكن فقط بمعدل 1.050 رحلة يوميا، أي ثلث طاقة مطارات البلاد.

وقال وزير الطيران، هارديب سينغ بوري، إن القواعد الصارمة ستشمل إلزامية وضع الكمامات وفحص الحرارة، على أن يتم شغل مقاعد الطائرة في الوسط. 

وأفادت تقارير إعلامية أن إعلان الحكومة فاجأ شركات الطيران وسلطات الولايات، وأعلنت عدة حكومات محلية أنه يتعين على الركاب الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين عند الوصول.

ووضعت ولاية ماهاراشترا التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات بفيروس كورونا، سقفا، يحدد عدد الرحلات المغادرة والوافدة عند 50 في العاصمة مومباي.

وذكرت تقارير، أن شركات طيران ألغت عشرات الرحلات الجوية الاثنين، في حين ألغى مئات الركاب حجوزاتهم.

وقالت قناة "إن دي تي في"، الإخبارية، إن 82 رحلة جوية من نيودلهي وإليها ألغيت، إضافة إلى 9 رحلات من مطار بنغالور.

كما أن رحلات أخرى من مدن تعد نقاطا ساخنة للعدوى مثل مومباي وتشيناي ألغيت أيضا، والعديد منها قبل وقت قصير فقط من الإقلاع.

وفي مطار مومباي، تم تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي، وصب مسافرون غضبهم على الموظفين، بعد إلغاء رحلاتهم في اللحظات الأخيرة.

 "فكرة السفر مخيفة"

توافد إلى مطار نيودلهي، منذ الفجر مئات المسافرين التواقين للوصول إلى مدنهم، لكن أيضا المدركين للأخطار المحيطة بالسفر في أوقات كهذه، فوضعوا الكمامات وحافظوا على مسافة متر بينهم وبين الآخرين في الطوابير التي اصطفت أمام المطار. 

وتحقق أفراد الأمن من وراء حواجز بلاستيكية من الوثائق وامتلاك المسافرين لتطبيق "آروغيا سيتو" الذي يتيح للسلطات تتبعهم بعد وصولهم.  

وقالت الطالبة غلاديا لايبوبام لوكالة فرانس برس، وهي تقف في الطابور "على الرغم من أنني أتطلع للعودة إلى مسقط رأسي، إلا أن فكرة السفر جوا مخيفة حقا".

وأضافت "أي شيء يمكن أن يحدث، الأمر محفوف بالمخاطر. لا أعرف متى سيكون بإمكاني العودة إلى دلهي، كما لا وضوح من قبل الجامعة أيضا حاليا".

وقالت موظفة في شركة طيران، ترتدي قفازات وتضع كمامة وواقيا للوجه، إنها شعرت مع العديد من زملائها "بالتوتر الشديد" بشأن استئناف العمل.

وأضافت بدون أن تكشف هويتها "التعامل مع عدد كبير من الناس في هذا الوقت يحمل مخاطرة. لقد احتككت بنحو 200 شخص على الأقل منذ صباح اليوم".

وذكرت وكالة "برس ترست الهندية" للأنباء أنه يتعين على أفراد طواقم الطائرات ارتداء ألبسة واقية تغطي كامل الجسم ووضع كمامات وقفازات مطاطية زرقاء، ومع ذلك اختلط الأمر على الكثير منهم بشأن هذه القواعد وساد الإرباك بينهم.

وقال طيار للوكالة "لا وضوح أن كان يتوجب علي أن أذهب للحجر لمدة 14 يوما عند العودة أو أحضر للعمل مجددا في اليوم التالي".

ووصل العدد الإجمالي للإصابات بفيروس كورونا في الهند إلى نحو 140 ألفا وأكثر من 4 آلاف وفاة.

والأحد، تخطت الإصابات عتبة 6 آلاف لليوم الثالث، مع تسجيل 6.767 إصابة.

وقال سينغ، إن الرحلات الدولية يمكن أن تستأنف في حزيران/يونيو، على الرغم من أن عشرات الرحلات الخاصة أعادت في الأسابيع الأخيرة مئات الآلاف من الهنود العالقين في الخارج.

أ ف ب