وقّع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج ورئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا الخميس مذكّرة تفاهم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعيّة، وفقاً لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق.

وزار رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا برفقة وفد رفيع المستوى طرابلس حيث مقرّ الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، وأجرى محادثات مع السراج، ووقّع الجانبان مذكّرة تفاهم مشتركة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعيّة.

ولم يقّدم البيان تفاصيل إضافية حول المذكرة وبنودها الرئيسية.

من جهته، قال مكتب أبيلا في بيان إنّ المذكّرة تنصّ خصوصاً على إنشاء مركزين، واحد في كلّ بلد، "لتنسيق مكافحة الاتجار بالبشر".

ونقل البيان عن أبيلا قوله إنّ "الحلّ يكمن بشكل واضح في عمل ملموس على سواحل ليبيا وعلى حدودها الجنوبيّة" التي يمرّ من خلالها بشكل رئيسي مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء قبل عبورهم باتّجاه البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف البيان أنّ رئيس الوزراء المالطي دعا إلى مكافحة الاتجار بالبشر "بدلاً من التركيز على إعادة توطين المهاجرين في بلدان" غربيّة أخرى.

وطالبت مالطا في منتصف نيسان/أبريل الماضي الاتحاد الأوروبي بإطلاق "مهمة إنسانية" وبشكل فوري للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين من ليبيا، بعدما أغلقت موانئها أمام استقبال المهاجرين، كما فعلت إيطاليا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال وزير خارجية الجزيرة المتوسطية العضو في الاتحاد الأوروبي إيفاريست بارتولو في حينه إن "هناك أكثر من 650 ألف شخص ينتظرون مغادرة الشواطئ الليبية إلى أوروبا". واعتبرت وزارة الخارجية المالطية أنّ تقديم المساعدة إلى ليبيا يعدّ "أسرع وسيلة للتخفيف من الظروف الصعبة التي يعيشها المهاجرون".

واتفق السراج وابيلا في الإسراع بخطوات تفعيل اتفاقات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

كما بحثا عملية "إيريني" العسكرية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط، بهدف فرض حظر على تدفق الأسلحة إلى ليبيا، واتفقا على ضرورة الأخذ في الاعتبار التحفظات التي أبدتها كل من ليبيا ومالطا.

وتتعلق التحفظات بضرورة عدم اقتصار العملية على مراقبة المياه الليبية الإقليمية، والمطالبة بأن يشمل الحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا جوا وبرا.

وجدد رئيس الوزراء المالطي دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني، مكررا رفض بلاده الهجوم على طرابلس، ومؤكداً أن "لا حل عسكريا للأزمة الليبية"، ولا بديل عن العودة الى مسار "الحل السياسي".

وأكد رئيس حكومة الوفاق الوطني بدوره استمرار دحر "العدوان الذي استهدف العاصمة والمدن الليبية"، على حد تعبيره.

وزيارة الرئيس المالطي هي الأولى لمسؤول أوروبي رفيع المستوى منذ بداية العام الجاري، وتتزامن مع دخول فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في تدفق المهاجرين نحو السواحل الأوروبية انطلاقا من السواحل الليبية.

وتشن القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، الرجل النافذ في الشرق الليبي، هجوما منذ نيسان/أبريل من العام الماضي، في محاولة للسيطرة على طرابلس.

لكنها خسرت مؤخرا العديد من المدن والبلدات في غرب ليبيا، وأجبرت خلال الأيام الماضية على الانسحاب من بعض المواقع جنوب طرابلس، تحت ضربات القوات الموالية لحكومة الوفاق.

أ ف ب