أظهر تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن الأردن حقق أداءً قويا في توفير الطاقة المستدامة، وإيصال الطاقة الكهربائية إلى السكان.

التقرير، الذي صدر بعنوان "تقرير التقدم في الطاقة 2020"، يأتي ضمن تقرير "رصد الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة"، كجزء من أهداف التنمية المستدامة الــ 17، التي أقرتها الأمم المتحدة في 2015، حيث أصدرته الوكالة بالتعاون مع البنك الدولي.

ويرصد التقرير، مستوى تقدم الدول في توفير الطاقة المستدامة بسعر مناسب ومعقول لجميع السكان، حيث أكد أن الأردن حافظ منذ عام 1990 على أداء فعال في إيصال الطاقة الكهربائية إلى السكان، حيث بلغت نسبة وصول السكان في مناطق الأردن كافة إلى الطاقة الكهربائية 100%. 

وفيما يتعلق بقدرة سكان الأردن على الطهي النظيف، وتوفير الوقود والتقنيات النظيفة لأغراض الطهي، فقد بلغت النسبة عند 99% من السكان، بعد أن كانت النسبة 100% منذ العام 2000.

وزارة الطاقة والثروة المعدنية، أكدت في تصريحات صحفية الشهر الماضي، أن الأردن يعمل على تعزيز وتطوير النظام الكهربائي الأردني، وتنويع خليط الطاقة المستخدمة في توليد الكهرباء، حيث بلغت مساهمة الطاقة المتجددة 13% في توليد الكهرباء في نهاية عام 2019، مقارنة مع 11% طاقة متجددة عام 2018.

وأشارت الوزارة إلى أنه يتم السعي لزيادة مساهمة مصادر الطاقة المحلية، حيث بلغت الاستطاعة الكلية المركبة لمشاريع توليد الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة نحو 1558 ميغاواط حتى نهاية عام 2019، وتنتج هذه المشاريع أكثر من 13% من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في الأردن.

ودعا التقرير الدولي إلى بذل الجهود الرامية إلى حصول الجميع على طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة بأسعار معقولة، موضحا أن "العالم لن يتمكن من تأمين طاقة حديثة مستدامة وموثوقة بأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030 ما لم يتم تعزيز الجهود بدرجة كبيرة".

وقال التقرير، إنه تحقَّق تقدم ملموس نحو بلوغ مختلف جوانب الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة قبل بدء تفشِّي جائحة كورونا، ومن ذلك حدوث انخفاض ملحوظ في شتَّى أنحاء العالم في عدد السكان المحرومين من إمدادات الكهرباء، وزيادة الإقبال على استخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء، وتحسينات في كفاءة استخدام الطاقة.

وأضاف: "على الرغم من هذه المكاسب، لا تزال الجهود العالمية غير كافية لبلوغ المقاصد الرئيسية للهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030".

وأشار التقرير إلى انخفاض عدد السكان الذين لا يحصلون على الكهرباء من 1.2 مليار في 2010 إلى 789 مليونا في 2018، ولكن في إطار السياسات التي كانت قائمة أو مزمعة قبل بدء تفشِّي جائحة كورونا، سيظل هناك نحو 620 مليون شخص محرومين من الحصول على الكهرباء في 2030، 85% منهم في إفريقيا جنوب الصحراء. ويدعو الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة إلى تعميم حصول الجميع على الكهرباء بحلول عام 2030.

وأضاف التقرير أنه "لا يزال هناك نحو ثلاثة مليارات شخص محرومين من الوقود والتقنيات النظيفة لأغراض الطهي يعيش معظمهم في آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء، وخلال الفترة من 2020 إلى 2018، كان التقدم المحرز في الغالب بطيئا، بل أن معدل الزيادة في الحصول على وقود الطهي النظيف تراجع منذ عام 2012 في بعض البلدان متأخرا عن مسايرة نموها السكاني". 

ووصلت حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي إلى 17.3% من الاستهلاك النهائي للطاقة في 2017 مرتفعةً من 17.2% في 2016 و16.3% في 2010. 

المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، قال "سلَّطت جائحة كورونا الضوء على التباينات الشديدة في أنحاء العالم من حيث الحصول على خدمات الطاقة الحديثة والمستدامة بأسعار معقولة". 

وقال المدير الأول ورئيس قطاع الممارسات العالمية للطاقة والصناعات الاستخراجية والمدير الإقليمي للبنية التحتية في إفريقيا في البنك الدولي، ريكاردو بوليتي: "يشكل الحصول على طاقة منتظمة الإمدادات شريان حياة، لاسيما في سياق أزمة كورونا، إنها ضرورية لا للوقاية من الجائحة والتصدي لها فحسب، وإنما أيضا لتسريع وتيرة التعافي، وإعادة البناء على نحو أفضل عن طريق توفير مستقبل أكثر استدامة وصلابة للجميع".

المملكة