تظاهر الآلاف في لندن الأربعاء، احتجاجا على وفاة المواطن الأميركي جورج فلويد خلال توقيفه من قبل عناصر شرطة مدينة مينيابوليس، فيما دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما حصل لفلويد ووجه رسالة الى الرئيس دونالد ترامب قال فيها ان "لا مكان" للعنف العنصري في المجتمع.

وتحدى المتظاهرون الذين وضع غالبيتهم أقنعة واقية فيروس كورونا وحملوا لافتات تقول "العدالة لجورج فلويد" و"كفى" و"حياة السود تهم" خلال توجههم من حديقة هايد بارك الى منطقة وايت هول حيث الادارات الحكومية في وسط لندن.

وحصلت بعض المواجهات مع الشرطة خارج مقر رئيس الحكومة 10 داونينغ ستريت، بينما قام البعض بالركوع في رمزية تحاكي ما قام به الشرطي الاميركي الذي ضغط بركبته على رقبة فلويد وتسبب بوفاته الاسبوع الماضي، قبل ان تتقدم التظاهرة باتجاه السفارة الأميركية.

وقد أثار الحادث الذي التقطته كاميرا فيديو شاهد عيان غضبا عالميا.

وقالت المتظاهرة ليزا نكوكا البالغة 26 عاما "أنا هنا لأني أؤمن بحقوقي كامرأة سوداء"، مضيفة "هذه حركة بالغة الاهمية".

ولفتت الى أن "الكل يجب ان يكونوا هنا للكفاح من أجل المساواة. انها ليست مشكلة الولايات المتحدة فقط، بل مشكلة العالم بأسره، وعلينا أن نجتمع معا وأن ننشر التوعية".

وشارك نجم أفلام ستار وورز جون بوييغا في التظاهرة، ثم القى كلمة مؤثرة اعتبر فيها أن المشاركين في التظاهرات يشكلون "دليلا ملموسا" على دعم لفلويد وغيره من الضحايا.

وقال "يمكننا جميعا أن نتكاتف لجعل هذا العالم أفضل"، داعيا الى ابقاء التظاهرات سلمية.

وتابع "دعونا نقول للولايات المتحدة ولإخواننا وأخواتنا السود، نحن نحمي ظهرهم".

مريع ولا مبرر له

وجونسون المتهم بالعنصرية بسبب النعوت التي يستخدمها في مقالاته حول الأفارقة السود، وايضا بالاسلاموفوبيا بسبب تعليقاته حول المحجبات، دان ما حصل لفلويد.

وعندما سئل ما هي الرسالة التي يوجهها لترامب قال للصحافيين "رسالتي من المملكة المتحدة للرئيس ترامب ولكل شخص في الولايات المتحدة هي... العنصرية والعنف العنصري لا مكان لهما في مجتمعنا".

وكان جونسون قد ادلى في وقت سابق بتعليقاته الأولى بشأن هذه القضية أمام النواب في البرلمان، واصفا وفاة فلويد بأنها "مروعة، ولا يمكن تبريرها".

لكنه تجنب الإجابة عن أسئلة عما إذا كان قد أثار القضية مباشرة مع ترامب، حليفه الرئيسي الذي يأمل إبرام اتفاق تجاري معه بعد بريكست.

كما دعم جونسون الحق في التظاهر، ولكن فقط إذا كان بطريقة "قانونية ومتعقلة".

وعكست تعليقاته ما قاله رؤساء وحدات الشرطة الذين اصدروا سابقا بيانا مشتركا أعربوا فيه عن "هلعهم للطريقة التي خسر فيها جورج فلويد حياته".

لكنهم ناشدوا البريطانيين "التعاون مع الشرطة" مع انتشار التظاهرات، مثلما يتم التعامل مع تخفيف اجراءات الإغلاق.

وأضافوا أن "الحق في تنظيم تظاهرة قانونية هو جزء أساسي من أي ديموقراطية"، مشيرين الى أن "فيروس كورونا لا يزال مرضا مميتا وما زالت هناك قيود قائمة لمنع انتشاره تشمل عدم التجمع في الخارج في مجموعات تضم أكثر من ستة أشخاص".

زمن مليء بالتحديات

ولبريطانيا تاريخ حافل بممارسات عنصرية داخل الشرطة، فقد توصل تقرير تاريخي لعام 1999 الى وجود "عنصرية مؤسساتية" داخل شرطة العاصمة لندن.

تم إعداد هذا التقرير بعد القتل العنصري للمراهق ستيفن لورانس في محطة للحافلات في جنوب لندن عام 1993.

لكن تحقيقات الشرطة التي شابها كثير من الإخفاقات لم تتوصل الى إدانة أحد حتى عام 2012.

وعلى الرغم من برامج الإصلاح، خلصت دراسة اجرتها عام 2015 مؤسسة "رانيميد تراست" الخيرية التعليمية التي تهدف للترويج لبريطانيا متعددة الأعراق، الى أن "العنصرية المنهجية والمؤسساتية لا تزال قائمة" داخل الشرطة البريطانية.

وأشارت إلى أن "بريطانيا ليست بعيدة عن العنف العنصري للشرطة".

واضافت "السود والأقليات الإثنية ممثلون بشكل غير متناسب في النظام القضائي الجنائي على جميع المستويات، من الاعتقالات الى التوقيف والتفتيش والسجن والوفيات قيد الاحتجاز".

أ ف ب