أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة الجمعة أنها استعادت السيطرة على مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس)، المعقل الأخير للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر في غرب البلاد. 

وقال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي، "قواتنا (...) سيطرت على كامل مدينة ترهونة (...)"

وكانت القوّات الموالية للمشير خليفة حفتر، أعادة تمركزها خارج العاصمة طرابلس في "مبادرة إنسانيّة"، بعد الموافقة على استئناف حوار اللجنة العسكريّة الذي دعت إليه الأمم المتحدة.

ويأتي موقف قوات حفتر بعد ساعات من إعلان حكومة الوفاق الوطني سيطرتها الكاملة على طرابلس.

وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدّث باسم قوّات حفتر في بيان الخميس، "نُعلن إعادة تمركز وحداتنا خارج طرابلس، مع شرط التزام الطرف الآخر وقف إطلاق النار، وفي حال عدم التزامه، فإنّ القيادة العامة ستقوم باستئناف العمليات وتعلّق مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار".

وأكد المتحدث أنّ القرار جاء "بناءً على موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على استئناف مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار (5+5) التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وكمبادرة إنسانيّة، وحقناً لدماء الشعب الليبي" ومنعًا "للاستهداف العشوائي للمدنيّين في طرابلس من قبل حكومة الوفاق".

ورحّبت الأمم المتحدة الثلاثاء، بقبول طرفَي النزاع في ليبيا باستئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، بعد توقّفها أكثر من ثلاثة أشهر.

يذكر أنّ اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 (5 أعضاء من قوات المشير حفتر و5 أعضاء من قوات حكومة الوفاق) أقرّت ضمن حوار جنيف في شباط/فبراير، هدف الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم.

والمسار العسكري واحد من ثلاثة مسارات، إلى جانب المسارين السياسي والاقتصادي، يتوجّب اتّباعها لاستكمال مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لحلّ الأزمة، إلا أنّ اللجنة العسكرية علّقت أعمالها عقب جولتَي محادثات بسبب خلافات.

وقد أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة الخميس، استعادة السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكّنها من إخراج قوات حفتر من جنوب العاصمة، إثر معارك استمرّت أكثر من عام.

ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عمليّة "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركيّة بدون طيّار نهاية آذار/مارس الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوّية الاستراتيجيّة (140 كلم جنوب غرب طرابلس).

وسبقت ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غرباً وصولاً إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني بالكامل.

وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في حال من الفوضى، وتتنافس فيها سلطتان، هما حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في طرابلس والمعترف بها من الأمم المتحدة، وحكومة موازية في الشرق يسيطر عليها المشير خليفة حفتر.

المملكة + أ ف ب