وقع وزير التخطيط والتعاون الدولي وسام الربضي ممثلا عن الحكومة الأردنية مع كل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) والوكالة البريطانية للتنمية الدولية (DFID) والوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي (AECID) على اتفاقية المنحة المشتركة لتوسيع الدعم المقدم للأردنيين الذين تأثروا بشدة من الضغوطات الاقتصادية الناتجة عن أزمة كورونا "كوفيد-19" وذلك من خلال صندوق المعونة الوطنية.

وقالت وزارة التخطيط في بيان صحفي: "بموجب الاتفاقية، تم تأسيس صندوق الحساب المشترك للجهات المانحة (MDA) بهدف تقديم منح مباشرة لقطاع التنمية والحماية الاجتماعية في المملكة".

وأضافت الوزارة أن الحكومة الأميركية التزمت رسمياً بمبلغ أوّلي قدره 20 مليون دولار أميركي، وخصصت حكومة المملكة المتحدة مبلغ 6.17 مليون دولار أميركي( 5 ملايين جنيه إسترليني) للمساعدة في دعم الأسر المتضررة من جائحة "كوفيد-19".

فيما أكّدت الحكومة الإسبانية التزامها لتصبح الجهة المانحة الثالثة ضمن هذه الاتفاقية.

وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي أنه ستتم إدارة هذا الحساب متعدد المانحين من قبل صندوق المعونة الوطنية حيث يأتي هذا الدعم ضمن محاور الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية (2019-2025)، وبناء على التقييم الإيجابي لمستوى برامج الحماية الاجتماعية التي تطبقها المملكة الأردنية الهاشمية وخاصة البرامج التي ينفذها صندوق المعونة الوطنية لحماية الأسر الفقيرة والمحتاجة في المملكة والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في هذه البرامج.

وقال الربضي، إنه سيتم توجيه هذا الدعم للأسر الأشد فقرا وحاجة على مستوى المملكة، حيث سيتم منح معونات إضافية لأكثر من 38 ألف أسرة فقيرة منتفعة من الصندوق من برنامج المعونات الشهرية حيث سيتم صرف هذه المعونات الإضافية كل ثلاثة أشهر.

 وسيتم توجيه جزء من هذا الدعم لصرف معونة الشتاء للأسر الفقيرة المنتفعة من الصندوق التي يزيد عددها عن 105 آلاف أسرة، إضافة إلى المساهمة في دعم تخريج أبناء الأسر الفقيرة المنتفعة من الصندوق من خلال تعزيز قدراتهم ومهاراتهم ودمجهم في سوق العمل، وفق الربضي.

وأوضح أن هذه المباحثات تأتي في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التخطيط والتعاون لحشد الدعم من الدول والجهات المانحة، وذلك لمساعدة الحكومة الأردنية في جهودها المكثفة والحثيثة لمكافحة انتشار وباء ( كورونا) و القضاء عليه.

وقال وزير التخطيط لـ"المملكة" إن الصندوق من ضمن جهود الحكومة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية، ونتوقع أن يقدم دعما لأكثر من 140 ألف أسرة تأثرت مباشرة بسبب جائحة كورونا والحظر، وتعطل بعض الأعمال، وتأثر معيشة بعض الأسر الأردنية.

"قامت الحكومة بالتعاون مع وزارة التخطيط بالتواصل والتعاون مع كل الدول الصديقة والشقيقة للأردن سواء الدول الخليجية أو الأوروبية أو الولايات المتحدة أو اليابان، وقمنا بتأمين الدعم المالي المطلوب سواء لوزارة الصحة لمواجهة الوباء أو لوزارة التنمية الاجتماعية لتوفير الحماية الاجتماعية" وفق الربضي.

" يوجد تواصل مع جهات أخرى مهتمة بالتواصل بهذا الصندوق، وهو متعدد المانحين، وكثير من الدول مهتمة أن تساهم به، مثل الكنديين وسويسرا (...) قريبا سنصل إلى اتفاق مع الكنديين وسويسرا الذين أبدوا اهتماما في هذا الصندوق" وفق الربضي.

وقال، إن الصندوق سيعمل للمدى البعيد وهو ثالث صندوق للحماية الاجتماعية.

وبين: "من يدير هذا الصندوق الوزارة المعنية، وهي تعرف الأولويات (...) وحوكمة واضحة يشرف عليها المانحون ".

وقال الربضي: "نعمل اليوم مع البنك الدولي لتأمين نحو 350 مليون دولار لموضوع الحماية الاجتماعية للوصول لأكبر عدد ممكن من العائلات الأردنية التي تأثرت بشكل مباشر التي تواجه ضغوطا مالية بسبب الجائحة، وتعطل الاقتصاد الفترة الماضية".

مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID جيم بارنهارت قال: "إنّ هذه الترتيبات للتمويل المشترك لصندوق المعونة الوطنية تؤسس لثالث صندوق متعدد المانحين الذي من شأنه تسريع مسار الأردن نحو الاعتماد على الذات، وذلك بالعمل من خلال النظام الحكومي الأردني بدلاً من تمويل هيكل موازٍ دولي. وهذا يثبت أنه حتى في لحظات الأزمة، ينبغي لنا في المجتمع الدولي أن نظل ملتزمين بضمان تعزيز قوة شركائنا في البلدان المضيفة من خلال مساعداتنا".

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني جيمس كليفرلي: "تلتزم المملكة المتحدة بدعم الأردن، أحد أقرب حلفائنا، في مواجهة تحديات جائحة فيروس كورونا. ومن شأن هذا التمويل أن يعزّز النظم الاجتماعية القائمة في الأردن لدعم الأردنيين من الفئات الفقيرة والمعرضة للخطر التي هي أكثر تأثراً بالأزمة، كما سيساعد الدعم بشكل أساسي النساء والفتيات، اللاتي هنّ في أشدّ الحاجة للمعونة".

من جهتها، صرّحت سفيرة مملكة إسبانيا لدى الأردن أرانثاثو بانيون دابالوس بقولها: "تعتقد الحكومة الإسبانية أن الاستجابة المنسقة لمواجهة "كوفيد-19" مطلوبة من أجل التغلب بشكل مشترك وناجح على عواقب هذا الوباء العالمي وبصورة فعالة. ومن هذا المنظور، نكرّس جهودنا للانضمام إلى مبادرات مشتركة مثل هذه، على أساس التضامن ومواءمة الموارد خلف القيادة الأردنية من أجل تحقيق تأثير حقيقي. وبالفعل، تؤمن إسبانيا، بصفتها جزءاً من الاتحاد الأوروبي وشريكاً وثيقاً وملتزماً للأردن، إيماناً راسخاً بأن العمل مع الجهات المانحة الأخرى والحكومة الأردنية هو أفضل طريقة للمضي قدماً من أجل النجاح في المسعى المشترك للتغلب على الأزمة بصورة شاملة للجميع".

المملكة