قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن الأردن مستمر بالعمل مع الشركاء لضمان استمرارية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا".

واضاف خلال مؤتمر صحفي افتراضي لحشد الدعم المالي والسياسي لوكالة "أونروا"، إنه يجب أن نشدد على رسالة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومهمتها النبيلة تجاه اللاجئين الفلسطينين.

وبحسب بيان صحفي صادر عن أونروا، أُعلن خلال المؤتمر الذي ترأسه الصفدي ووزير التعاون الدولي والتنمية السويدي بيتر إريكسون عن تعهدات مالية بمبلغ 130 مليون دولار لدعم الوكالة الأممية.

منع الضم هو حماية للسلام

وأكد الصفدي في كلمته خلال المؤتمر الذي حضره أمين عام الأمم المتحدة ووزراء خارجية وممثلين 75 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، "أن أونروا يجب أن تستمر في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين إلى حين حل قضيتهم بما يضمن حقهم في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية، وخصوصا القرار 194 وفي إطار حل شامل للصراع ينهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 على أساس حل الدولتين."

وشدد الصفدي على "أننا نلتقي في وقت يهدد فيه قرار إسرائيل ضم ثلث الضفة الغربية المحتلة في خرق واضح للقانون الدولي كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل."

وقال "يجب منع الضم ذاك أن قرار الضم إن نفذ سيقتل حق الدولتين وسيقوض كل فرص السلام. وعلى كل من يؤمن بالقانون الدولي وكل من يريد السلام أن يعلن رفضه للضم وأن يعمل على منعه."

وزاد "منع الضم هو حماية للسلام."

وقال الصفدي "ستظل المملكة الأردنية الهاشمية، أكبر مستضيف للاجئين الفلسطينيين، تعمل معكم أصدقاءنا وشركاءنا من أجل ضمان حصول الأنروا على الدعم الذي تحتاجه وضمان حق اللاجئين العيش بكرامة."

وأضاف أن "المملكة ستظل تعمل مع المجتمع الدولي على إيجاد أفق لإطلاق مفاوضات جادة للتوصل إلى سلام عادل وشامل تقبله الشعوب وتحميه."

وأكد الصفدي "أن حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق مبادرة السلام العربية هو طريق هذا السلام".

وحذر أن "بديل حل الدولتين هو تكريس نظام التمييز العنصري (الأبارثايد) والذي سيجعل منه ضم إسرائيل أراض فلسطينية مآلا حتميا."

وقال الصفدي "الآن هو وقت التحرك لدعم الأنروا التي تقوم بكل ما تستطيعه لضمان الفاعلية والفعالية في أدائها."

وحذر الصفدي من أن عدم حصول الوكالة على ما تحتاجه من دعم سيحرم الأطفال اللاجئوون من حقهم في التعليم والمرضى من حقهم في العلاج.

وشكر الصفدي ممثلي الدول والمنظمات الـ 75 الذين شاركوا في المؤتمر على التزامهم بدعم حق أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني العيش بكرامة وعلى دعمهم للسلام العادل.

كما شكر الصفدي أمين عام الأمم المتحدة على كلمته في المؤتمر وعلى دعمه المستمر للوكالة.

وثمن الصفدي جهود السويد التي تمثل شريكا فاعلا في جهود دعم الأنروا وضمان استمرار الوكالة مصدر للأمل والخير في هذه الظروف العصيبة.

وأكد الصفدي إسناد المملكة المفوض الجديد للوكالة فيليب لازاريني في مهمته النبيلة والصعبة.

 120 ألف طالب

وبين الصفدي أنه يوجد 120 ألف طالب يذهبون لمدارس تديرها أونروا، كما أن هنالك عائلات تستفيد من الدعم الذي تقدمه "أونروا"، ولذلك من الضروري تأمين الأموال التي تلزم أونروا لتقديم الخدمات الاساسية للاجئين. 

وأوضح الصفدي أن اللاجئين الفلسطينيين في الأردن سيتأثرون بأي تخفيض على الأموال المخصصة لأونروا، لذلك يجري العمل لعدم حدوث ذلك واستمرار الوكالة في تقديم الوكالة لخدماتها.

وشدد الصفدي على الأردن سيستمر في العمل مع الشركاء لضمان عدم تخفيض اي من خدمات الوكالة.

وتابع: الرسالة هي بتكرار الدعم للوكالة وتقديم الدعم اللازم لإكمال عملها (...) لا يجب أن تخفق أونروا لأن ذلك سيعود على ملايين اللاجئين.

وقال الصفدي: "نحن نتحدث عن تأمين قوت الفقراء وحقوق الاطفال في الذهاب للمدارس والمرضى للعلاج."

"نأمل بأن نستمر في العمل مع شركائنا (...) وأن نضمن ان تستمر أونروا في عملها." بحسب الصفدي

وقال الصفدي إن دعم أونروا هو تعبير عن إرداتنا المجتمعة والقيام بالامر الصحيح واحلال العدل، والتأكد من أن اللاجئين الفلسطينيين يحضون بالدعم اللازم.

وأكد الصفدي أن الأردن كأكبر مستضيف للاجئين الفلسطينيين مستمر بالعمل لضمان استمرار عمل أونروا.

السويد

ووزير التعاون الدولي والتنمية السويدي بيتر إريكسون قال إن المجتمع الدولي يجتمع اليوم لدعم 5 ملايين لاجئ فلسطيني وتمكين نصف مليون طفل من الذهاب للمدرسة.

وقال إريكسون إن 59 دولة قدمت تعهدات والتزامات لدعم الأونروا، مضيفا أن هناك العديد من البلدان التي تعاني من اوضاع غير مستقرة بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة.

وقال إنه ما زال هناك الكثير من الاجراءات الواجب القيام بها لتمويل الوكالة وضمان الاستقرار في المنطقة والسلام في السنوات المقبلة.

 

الأمم المتحدة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال: "لا تعتبر أونروا شريان حياة للفلسطينيين وحسب بل اساسية لضمان استقرار المنطقة."

وعبر غوتيريش عن شكره للبلدان التي دعمت اللاجئين الفلسطينيين في هذه الأوقات.

وبين الأمين العام أن التعهدات اليوم سوف تضمن استمرار الوكالة في تنفيذ مهامها وايضا تحقيق اهداف التنمية المستدامة.

ولفت إلى أن هذه خطوة مهمة لكن هناك الكثير من الأمور علينا اتخاذها وعلينا ان نبذل كل جهد لضمان التمويل المناسب وضمان تلبية الحاجة للائجين الفلسطينين.

عجز كبير

المفوض العام لأونروا فيليب لازاريني قال إن هناك سلسلة من الأحداث التي أدت إلى تأمين مبلغ 130 مليون دولار خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن العالم يواجه تحديات كبيرة سواء متعلقة بمخاطر ضم اسرائيل لأراض فلسطينية أو المتعلقة بالتبعات الاقتصادية في لبنان والأزمة السورية اضافة إلى جائحة كورونا وهو خطر محدق بالفئات الأكثر ضعفا وبينهم اللاجئون الفلسطينيون.

وقال إن أحد أهم أسباب عقد هذا المؤتمر هو التحدث عن الوضع المالي لأونروا، مبينا أن أونروا تسعى لتأمين الدعم بشكل دائم.

وقال لازاريني: نحن نعلم أن أونروا تعاني من عجز كبير وهذه مشكلة مالية مترافقة مع مشكلة في التدفق النقدي التي يمكن حلها مع المانحين.

"العديد من الدول التي التزمت بزيادة مدى مساهمتها (...) أؤمن بأننا سنجد طريقة لتجاوز هذه الفجوة المالية" وفق لازاريني

الأردن وبشراكة مع السويد، نظم سلسلة من المؤتمرات الدولية على مدى الأعوام السابقة استهدفت حشد الدعم الدولي السياسي والمالي اللازمين، وتخفيض العجز المالي الذي واجه الوكالة في العامين 2018 و2019.

وأثمرت تلك الجهود في سد العجز المالي غير المسبوق، الذي واجهته الوكالة في العامين 2018 بالكامل، الذي كان بمقدار 446 مليون دولار مع بداية العام، وتخفيضه كذلك في العام الماضي إلى 55 مليون دولار.

أونروا ناشدت الجهات المانحة بداية العام الحالي بتأمين 1.4 مليار دولار لعام 2020، وطالب مدير عمليات (أونروا) في الأردن محمد أدار المانحين بالحصول على 149 مليون دولار على الأقل لتمويل خدمات الوكالة الأساسية في الأردن، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإغاثة، والخدمات الاجتماعية والحماية والبنية التحتية للمخيمات وتحسينها وبرنامج الإقراض الصغير.

وأطلقت أونروا مناشدة عاجلة محدثة، الشهر الماضي من أجل الاستجابة لجائحة كورونا للفترة الممتدة من آذار/مارس – تموز/يوليو؛ للحصول على 93.4 مليون دولار في مجالات الرعاية الصحية والصرف الصحي والنظافة والتعليم.

المملكة