شبه الجزيرة الكورية

الشمال والجنوب يحييان الذكرى الـ 70 لاندلاع الحرب الكورية



تاريخ الإنشاء آخر تحديث
فتاة تحمل شقيقها أمام دبابة (M-26) قرب مدينة غويانغ في كوريا الجنوبية، 9 حزيران/يونيو 1951. (أ ف ب)
فتاة تحمل شقيقها أمام دبابة (M-26) قرب مدينة غويانغ في كوريا الجنوبية، 9 حزيران/يونيو 1951. (أ ف ب)

أحيت سول وبيونغ يانع كل على حدة الخميس، الذكرى السبعين لبداية الحرب الكورية، في نزاع أسفر عن ملايين القتلى ولم ينته عملياً بعد.

وغزت القوات الكورية الشمالية الجنوب في 25 حزيران/يونيو 1950 في مسعى إلى توحيد هذه الجزيرة التي قسمتها موسكو وواشنطن في نهاية الحرب العالمية الثانية والاستعمار الياباني.

وتوقف القتال بعد ثلاث سنوات بموجب هدنة لم يوقع اتفاق سلام بعدها، ما يعني تقنيا أن الجانبين في شبه الجزيرة التي تفصل بين شطريها المنطقة المنزوعة السلاح، ما زالا في حالة حرب.

وفي الجنوب، استعادت سول رسمياً مساء الخميس رفات 150 جندياً كانت استخرجتهم كوريا الشمالية. ونظمت لهم "تحية الأبطال".

وخلال المناسبة، بثت كلمات لقادة 22 دولة شاركت في الحرب إلى جانب كوريا الجنوبية تحت راية الأمم المتحدة، وكانت بينها كلمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

الدفاع عن السلام

وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، في كلمته، إنّ "الحرب الكورية أنتجت ما نحن عليه اليوم".

وأضاف "إننا نريد السلام، ولكن في حال هدد أحد ما حياتنا وأمننا، فإننا سنرد بحزم"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ اقتصاد دولته أكبر "بخمسين مرة" من اقتصاد جارتها الشمالية.

وكانت سول وواشنطن أكدتا صباح الخميس التزامهما الدفاع عن السلام.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ونظيره الكوري الجنوبي جيونغ كيونغ-دو في بيان مشترك "في هذا اليوم من 1950، ولد التحالف العسكري بين الولايات المتحدة والجمهورية الكورية من الضرورة، قبل أن يتعزز بالدم".

وفي موقع معركة كبرى في منطقة شيوروون قرب المنطقة المنزوعة السلاح، أحيا عدد من المحاربين القدامى هذه المناسبة.

وقال أحد المشاركين، "من المؤسف أن الشمال والجنوب اضطرا للعيش في مواجهة على مدى 70 عاما بسبب الحرب"، قبل أن يتم إطلاق حمائم السلام.

والأرقام المتعلقة بضحايا النزاع ليست موضع توافق. وتقول وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن 520 ألف كوري شمالي و137 ألف عسكري كوري جنوبي و37 ألف أميركي قتلوا في هذه الحرب.

أزهار على القبور في بيونغ يانغ

تعتمد بيونغ يانغ مقاربة مختلفة تماما للحرب التي يطلق عليها في الشمال اسم حرب تحرير الوطن، عبر تأكيدها أنها تعرضت لهجوم من قبل الجنوب.

لكن المؤرخين عثروا في الأرشيف السوفياتي على عدة وثائق تثبت ان كيم إيل سونغ طلب من ستالين إذنا باجتياح الجنوب فيما تعرض أخرى بالتفاصيل التحضيرات للعملية.

وزار عسكريون ومدنيون مقبرة أبطال الحرب قرب بيونغ يانغ الخميس لوضع الأزهار على القبور.

وفي استطلاع نشره الخميس في سول المعهد الكوري للوحدة، فإنّ غالبية سكان الجنوب (54.9%) يفضلون خيار "التعايش السلمي" مع الشمال على خيار الوحدة (26.3%).

ونشرت الصحيفة الكورية الشمالية الرسمية رودونغ سينمون، الخميس، أكثر من 10 مقالات مخصصة للحرب، بينها افتتاحية تؤكد أن الولايات المتحدة "حولت البلاد إلى رماد".

وتابعت أن "وقف إطلاق النار ليس السلام" مضيفة "العدو ينتظر أن ننسى 25 حزيران/يونيو وأن نخفف حذرنا".

وحتى اليوم تبرر كوريا الشمالية برامجها النووية بوجود تهديد أميركي، ما تسبب بفرض سلسلة عقوبات دولية عليها.

وشهدت العلاقات بين سول وواشنطن فتورا في السنوات الأخيرة بسبب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب كوريا الجنوبية بدفع مساهمة مالية كبيرة لإبقاء 28 ألفا و500 جندي أميركي في شبه الجزيرة لحماية الجنوب من الشمال.

غير أن البيان الصادر عن وزيري الدفاع الكوري الجنوبي والأميركي قال إن الحليفين "يبقيان ملتزمين بالكامل الدفاع عن السلام الذي تم التوصل إليه بجهود شاقة في شبه الجزيرة الكورية".

وتأتي ذكرى اندلاع الحرب بينما تشهد العلاقات بين الكوريتين تراجعا كبيرا بعد سنتين على بدء انفراج تاريخي تمثل بعقد اجتماعات قمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.

أ ف ب

المصادر - AFP