حث جلالة الملك عبدالله الثاني، على أخذ الدروس المستفادة من تجربة الأردن والعبر من تجارب الدول التي عادت الإصابات بفيروس "كورونا" فيها إلى الارتفاع، داعياً جلالته إلى الاستثمار في الخبرات الأردنية المتراكمة لـ "مواجهة أي طارئ".

وأعرب جلالته، خلال لقاءين منفصلين عُقدا الثلاثاء، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، مع الأعضاء العسكريين والمدنيين في خلية أزمة "كورونا" عن ارتياحه لمستوى "التنسيق والتعاون الكبير" بين مختلف المؤسسات ومركز الأزمات خلال الأشهر الماضية.

وأشاد جلالته، بحضور سمو الأمير علي بن الحسين رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، بالجهود المتواصلة لخلية إدارة الأزمة وبـ "الدور الأساس" الذي لعبته خلال الفترة الماضية.

وقال جلالته: "ما قمتم به يرفع الرأس، وحينما نقارن أنفسنا مع دول أخرى فإن الأردن كان مثالاً ناجحاً على مستوى الإقليم والعالم، ولا بد من الاستمرار بهذا الأداء".

وتابع جلالة الملك "نجحنا أمام العالم بمهنيتنا وحِرصنا على حماية مواطنينا"، مُشدداً في السياق ذاته على أن "الأزمة مستمرة والعمل يجب أن يستمر ولا مجال للتراخي".

وأشار جلالة الملك إلى أهمية البناء على ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، مؤكداً ضرورة إدامة التنسيق بين جميع المؤسسات، واستلهام تجربة التعاون وتعميمها على جميع أعمال الدولة.

ونبه جلالة الملك إلى أن أزمة فيروس كورونا المُستجَد لم تنتهِ بعد، مشدداً على أهميّة الاستعداد لأيّ موجةٍ ثانيةٍ مُحتملة للفيروس.

ووجه جلالته الحكومة والجهات المعنية إلى الاستمرار في العمل بنفس القوة والعزم لحماية المجتمع.

ولفت جلالته إلى أهمية التوعية بخطر الوباء والمبادرة الذاتية لإجراء الفحوصات الطبية، مؤكداً أن الإصابة بالمرض ليس عيباً لكن الموضوع يتطلب حساً وطنياً لحماية المجتمع.

وأكد جلالة الملك أهمية تشجيع المواطنين على الاستعانة بالتطبيقات الإلكترونية التي تساهم في حصر انتشار الوباء، مُشيداً في السياق ذاته بقُدرة مؤسسات الدولة كافة في القطاعين العام والخاص على تطويع التكنولوجيا بهدف التكيّف مع متطلبات المرحلة.

وأشار جلالته إلى أن التحديات التي برزت خلال الفترة الماضية تتعلق بالاقتصاد وضرورة تعافيه، مبيناً أن الحكومة وضعت خطة للسياحة العلاجية يتوقع البدء في تطبيقها خلال الأسابيع المقبلة.

وعبر جلالة الملك عن اعتقاده بأن الأردن سيخرج أقوى بكثير مما دخل الأزمة، وسيكون قوة في الإقليم في القطاع الطبي والصناعات الدوائية وفي مجال الأمن الغذائي، وهذا ما يعزز سُمعة المملكة أمام العالم.

وأكد رئيس الوزراء، عمر الرزاز، أن الأردن ونتيجة لجهود الجميع وبقيادة وتوجيهات جلالة الملك المستمرة، حقق مؤشرات ونتائج ملموسة على أرض الواقع في مجال محاربة جائحة "كورونا" على مستوى المنطقة والعالم.

ولفت إلى أن تعامل الحكومة والأجهزة المعنية مع الجائحة جاء عبر 3 مراحل، الأولى وتضمنت الاستجابة السريعة واتخاذ إجراءات فورية للوقاية وعدم انتشار الفيروس، والثانية التأقلم والتكافل والوصول للناس الأكثر حاجة وقد نجح الأردن بهاتين المرحلتين.

وتابع: "إننا دخلنا الآن المرحلة الثالثة التي تتطلب مراجعة هذه التجربة والفجوات في عملية اتخاذ القرار، سواء ما يتعلق بالتكافل وبمنظومتنا الاقتصادية والوصول إلى التعافي والمنعة، حتى نكون على أعلى قدر من الاستعداد مؤسسيا لأي مستجد". 

وأشار الرزاز إلى أهمية العمل على إصلاحات هيكلية في القطاع الصحي، خصوصا أن نحو 30% غير مشمولين بالتأمين الصحي، إضافة إلى إصلاحات في التعليم وفي البنية التحتية الاقتصادية، حتى يكون الأردن جاهزا لاستقطاب الخدمات والاستثمارات على مستوى الإقليم. 

بدوره، أكّد مدير عمليات خلية أزمة "كورونا"، العميد الركن مازن الفراية، في إيجاز قدمه أمام جلالة الملك، جهوزية الخلية للتعامل مع مختلف السيناريوهات، ومتابعتها الدقيقة لتطورات الوباء عالمياً وإقليمياً ومحلياً.

وتطرّق، خلال اللقاءين، إلى الآلية التي عملت بها الخلية منذ بدء الجائحة وعملية التكيف السريع مع الأزمة بطريقة ساهمت في تحقيق التجانس بين مختلف أجهزة الدولة، وعززت التنسيق فيما بينها.

وأوضح العميد الفراية تفاصيل عمل الخلية من الناحيتين التخطيطية والعملياتية.

واستمع جلالة الملك وسمو ولي العهد، إلى أعضاء الخلية، الذين شرحوا الواجبات المناطة بهم، وأبرز الصعوبات التي واجهتهم خلال عملهم والإجراءات المتخذة لتذليل هذه الصعوبات، مما ساهم في نجاح عمل الخلية وضبط انتشار الفيروس في الأردن.

وخلال اللقاءين، جرى استعراض أبرز التطورات في الشأن المحلي والإقليمي والدولي، علاوة على الوضع الاقتصادي.

وحضر اللقاءين رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ومستشار جلالة الملك نائب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، ورئيس هيئة الأركان المشتركة.

المملكة