قال مدير دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، الأربعاء، إن الحفاظ على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، استثمار ضروري لبناء السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، مؤكداً أن الفشل في ذلك ستكون له تبعات خطرة على أمن المنطقة واستقرارها.

وأوضح خرفان، خلال افتتاح أعمال اللجنة الاستشارية للوكالة، أن التبعات الخطرة التي ستنتج عن الفشل في الحفاظ على أونروا، يأتي خصوصا مع تعمق مشاعر الغضب واليأس وزيادة احتمال تفجر الأوضاع في حال نفذت إسرائيل مخططاتها بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف أن ما سبق سيؤدي إلى انسداد آفاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ترابه الوطني، وإنشاء دولته المستقلة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 194، ومبادرة السلام العربية وبما يضمن حقهم في العودة والتعويض، وتطبيق الحل.

اللجنة الاستشارية للوكالة تعقد اجتماعين في السنة الواحدة، ويترأس الأردن اللجنة العام الحالي، وستنتقل رئاسة اللجنة إلى الإمارات.

وأنشئت اللجنة الاستشارية بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 302(4)، وتتألف من 25 عضوا، و3 أعضاء مراقبين.

وتجتمع اللجنة الاستشارية مرات عدة خلال العام الواحد؛ لمناقشة القضايا ذات الأهمية بالنسبة لـ"أونروا" ويلتقي الأعضاء والمراقبون بشكل منتظم في اجتماعات اللجان الفرعية التي يهدفون من خلالها إلى الخروج بتوصيات لتنظر فيها اللجنة الاستشارية.

وأطلقت "أونروا" مناشدة عاجلة محدثة، في شهر أيار/مايو، من أجل الاستجابة لجائحة كورونا للفترة الممتدة من آذار/مارس، إلى تموز/يوليو؛ للحصول على 93.4 مليون دولار في مجالات الرعاية الصحية، والصرف الصحي، والنظافة والتعليم.

وبشأن تأثير تفشي فيروس كورونا المستجد، قال خرفان، إن "مجتمع اللاجئين الفلسطينيين من أكثر المجتمعات المتضررة من جائحة كورونا؛ نظرا لمعاناتهم من فقر مدقع".

وشكر جميع الدول التي أسهمت في مؤتمر المانحين، الذي أسفر عن جمع 130 مليون دولار، قدمتها 75 دولة ومنظمة غير حكومية، مرحباً بالمبادرات التي أطلقتها أونروا لتعزيز المساءلة والرقابة داخلها، والإصلاحات التي قامت بها".

ودعا مدير دائرة الشؤون الفلسطينية، وكالة أونروا إلى زيادة جهودها في حشد الموارد، وتوسيع قاعدة مانحيها والبحث عن سبل جديدة للوصول إلى تمويل مستدام مقابل التنبؤ.

وكذلك دعا المانحين إلى الإسراع بالوفاء بالتعهدات، مؤكداً تطلع الأردن للعمل بشكل وثيق مع أصحاب العلاقة للوصول لموارد مالية أكثر استدامة للوكالة، وبما يبعث على الشعور بالاستقرار والطمأنينة بين اللاجئين الفلسطينيين وكوادر أونروا.

"حافة الانهيار المالي"

المفوض العام لوكالة الغوث فيليب لازاريني، قال خلال اليوم الأول من الاجتماع، إن "نموذج أونروا غير المستدام يؤثر على قدرة المنظمة على تلبية الالتزامات، مضيفاً "لم يتبق لدينا المزيد حتى نخفضه بدون أن نؤثر على نطاق وجودة الخدمات".

"من المستحيل تقريبا إدارة منظمة بحجم أونروا التي تضم نحو 40 ألف موظف عند وجود ميزانية منخفضة وعدم وضوح المساهمات"، وفق لازاريني، الذي قال، إن "أونروا على حافة الانهيار المالي، وهو ما لا يمكن استمراره".

وأكد المفوض العام خطورة الفجوات المالية للوكالة، مضيفاً "لا نعرف إذا كان بالإمكان إدارة عمليات أونروا حتى نهاية العام".

وأكد ضرورة حماية وكالة الغوث من الهجوم السياسي، وقال "نعرف من يشكك في مهمة الوكالة ... يحاولون الهجوم علينا رغم وجود أونروا وفق قرارات الأمم المتحدة".

المملكة