شهد السباق على استكشاف كوكب المريخ منذ العام 1960، أكثر من 40 مهمة تكلل أقل من نصفها بالنجاح.

ويتواصل الإقبال على الكوكب الأحمر، فيما تستعد أطراف جديدة للانضمام إلى هذه المغامرة.

1960-1964: إخفاقات سوفياتية

كان الاتحاد السوفياتي أول من أرسل مسبارات، اعتبارا من خريف العام 1960، بعد 3 سنوات فقط على إطلاق أول قمر اصطناعي "سبوتنيك 1". إلا أنه مني بإخفاق تلو الآخر على مدى 4 سنوات.

فقد فشل أول مسبارين "مارسنيك 1" و"مارسنيك 2" اللذان أطلقا في تشرين الأول/أكتوبر، في الوصول إلى مدار الأرض. وسجل فشل ثالث بعد سنتين على ذلك مع "سبوتنيك 22" الذي انفجر بعيد إقلاعه.

في العام 1962، "مارز 1"، أول مسبار يغادر فعلا جاذبية الأرض إلا أن الاتصال انقطع معه بعد أشهر قليلة.

واطلق "زوند 2" نهاية العام 1964، إلا أنه فشل في القيام بمراقبة الكواكب المقررة، لكنه كان أول مسبار يقترب من المريخ.

1965: مارينر 4 يحلق فوق المريخ

في 15 تموز/يوليو 1965، دخلت المركبة الأميركية "مارينر 4" التاريخ من بابه العريض بتحليقها فوق الكوكب الأحمر. ونقلت حوالي عشرين صورة كشفت مساحة قاحلة تعتريها فوهات.

في العام 1969، سجلت نجاحات أميركية جديدة مع "مارينر 6" و"مارينر 7" اللذين التقطا عشرات الصور.

1971: أول قمر اصطناعي

وأصبح "مارينر 9" في تشرين الثاني/نوفمبر، أول قمر اصطناعي فعلي حول المريخ، وقام بمسح مصور مفصل مظهرا آثار نشاط بركاني وتعرية التربة الناجمة عن أنهر.

في كانون الأول/ديسمبر، بلغ المسبار السوفياتي "مارز 3" سطح المريخ، إلا أنه ألقي في خضم عاصفة رملية فلم يعمل إلا لمدة عشرين ثانية تمكن خلالها من بث بيانات مجتزأة.

وقبل أيام قليلة على ذلك، تمكن "مارز 2" من بلوغ مدار المريخ إلا أن وحدة الهبوط تحطمت.

1976: فايكينغ 1 وفايكينغ 2 يحطان على المريخ

أصبحت الولايات المتحدة، أول دولة، تنجح في تشغيل مركبات على سطح المريخ. ففي تموز/يوليو 1976، بات مسبار "فايكينغ 1" أول مركبة تحط بهدوء على كوكب آخر تلاها في أيلول/سبتمبر "فايكينغ 2".

وسمحت مهمتها بجمع أكثر من 50 ألف صورة، أظهرت أن أرض المريخ خالية من أي مؤشر حياة.

1997: مارز باثفايندر وسوجورنر

شهدت التسعينات استئناف مهمات الاستكشاف مع نتائج متفاوتة إثر فقدان 7 مسبارات. إلا أن وكالة الفضاء الأميركية سجلت نجاحين.

في تموز/يوليو 1997، "تمكن مارز باثفايندر" من إلقاء الروبوت الصغير المتحرك "سوجورنر" على سطح المريخ، فيما وضع "مارز غلوبال سورفيير" في المدار في أيلول/سبتمبر ليجمع على مدى 9 سنوات بيانات مفصلة ويرصد وجود معادن.

وفي السنة التالية، أطلقت اليابان المسبار "نوزومي "الذي فشل في الوصول إلى مدار المريخ.

2003: مهمة "مارز إكسبرس" الأوروبية

أطلق المسبار "مارز إكسبرس" بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، وراح يدور حول المريخ اعتبارا من كانون الأول/ديسمبر. وهو لا يزال في الخدمة.

في المقابل لم يعط المسبار الصغير "بيغل 2" الذي القاه على المريخ أي إشارة لكن عثر عليه على سطح المريخ في كانون الثاني/يناير 2015.

2004: "سبيريت" و"ابورتيونيتي"

حط روبوتان أميركيان متخصصان بالجيولوجيا على سطح المريخ في كانون الثاني/يناير 2004، في مهمة مثمرة تواصلت حتى العام 2010 بالنسبة لـ"سبيريت" و2018 بالنسبة لـ"أبورتيونيتي".

وأرسل هذا الأخير الذي قطع أكبر مسافة على سطح المريخ (45 كيلومترا) إلى الأرض أكثر من 200 ألف صورة، واكتشف آثارا لبيئات رطبة.

2012: "كوريوسيتي" لا يزال في الخدمة

حط الروبوت الأميركي "كوريوسيتي" من دون مشاكل على سطح المريخ في آب/اغسطس 2012. وأظهر الروبوت وهو المسبار الوحيد الذي لا يزال في الخدمة على المريخ أن الكوكب كان مؤاتيا لحياة جرثومية في الماضي السحيق ويحتمل تاليا أن يكون "قابلا للسكن".

في آيار/مايو 2008، تمكن مسبار "فينيكس" الأميركي أيضا من سبر أغوار التربة الجليدية الدائمة وتأكيد وجود مياه مجلدة.

2014: الهند تنضم إلى النادي

في أيلول/سبتمبر 2014، نجحت الهند في رهانها وضع مركبة في مدار المريخ. وقد أنجزت "مارز أوربيتر ميشن" التي تهدف إلى قياس وجود الميثان، بكلفة متدنية وفي مهلة قياسية.

2016: مهمة "إكزومارز" الأوروبية

في تشرين الأول/أكتوبر 2016، فشلت أوروبا في جعل المسبار الاختباري "سكياباريلي" يحط على المريخ، لكنها نجحت في وضع مسبار "تي جي او" الاستخباري في مداره.

وعانت هذه المهمة الروسية-الأوروبية من صعوبات تقنية زادت من حدتها الجائحة الراهنة فأرجات إلى العام 2022، إرسال ربوت لحفر أرض المريخ بعدما كان مقررا خلال الصيف الحالي.

2020: إقبال كبير على المريخ

تنطلق 3 مهمات إلى المريخ في تموز/يوليو. فترسل الإمارات العربية المتحدة أول مسبار عربي، فيما تطلق الصين مركبة "تيانوين-1" التي ستنشر روبوتا مسيرا.

وتطلق الولايات المتحدة نهاية تموز/يوليو، خامس مركبة استكشافية لها تحمل اسم "برسفيرنس".

أ ف ب