قتل 9 جنود على الأقل، الثلاثاء، في تجدد الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا لليوم الثالث على التوالي، رغم دعوات دولية لضبط النفس.

والاشتباكات المتواصلة بين العدوين اللدودين في جنوب القوفاز منذ الأحد، هي الأعنف في سنوات، وتثير القلق من تفجر نزاع كبير في المنطقة المضطربة.

وقالت أذربيجان، إن 7 من جنودها قتلوا الثلاثاء، بينهم ضابطان كبيران، فيما أعلنت أرمينيا مقتل اثنين من جنودها، في أول تأكيد لها لسقوط قتلى في الاشتباكات.

وتخوض الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان، نزاعا منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باخ الانفصالية، في جنوب غرب أذربيجان، التي سيطر عليها انفصاليون أرمينيون خلال حرب في التسعينيات أدت إلى مقتل 30 ألف شخص.

وقلما تحصل معارك خارج تلك المنطقة، لكن منذ الأحد، أفاد الجانبان عن اشتباكات في مناطق شمالية على طول حدودهما المشتركة.

وقالت وزارة الدفاع الأذرية، إن الجانب الأرمني استهدف مواقعها في منطقة تافوش الحدودية في الشمال بقصف مدفعي وقذائف هاون ورشاشات ثقيلة. وأضافت بأن القصف طال أيضا العديد من القرى.

وصرح نائب وزير الدفاع، كريم فالييف، للتلفزيون الرسمي، أن جنرالا وكولونيلا، وخمسة عسكريين آخرين "سقطوا في المعركة أبطالا" الثلاثاء.

ويرتفع بذلك عدد الجنود الأذريين الذين قتلوا منذ الأحد إلى 11.

وقالت وزارة الخارجية الأذرية، إن مدنيا قتل في قصف مدفعي على قرية في منطقة تافوش.

واتهمت أرمينيا القوات الأذرية باستهداف الأجزاء الشمالية الشرقية من حدودها مع تافوش مجددا. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع سوشان ستيبانيان مقتل رائد ونقيب.

كما اتهمت وزارة الخارجية الأرمنية، أذربيجان، باستخدام طائرات مسيرة لقصف مواقع مدنية في بلدة بيرد في منطقة تافوش.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، آنا ناغدليان، في بيان إن "هذا العدوان على أمن المدنيين في أرمينيا سيلقى ردا متكافئا، يتحمل الجانب الأذربيجاني كل المسؤولية عنه".

موسكو تحض على ضبط النفس

أدت الاشتباكات على الحدود الشمالية، التي تبعد مئات الكيلومترات عن ناغورني قره باخ، إلى تصاعد الدعوات للهدوء من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، فيما عبرت تركيا حليفة أذربيجان عن دعمها لباكو.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين بعد الاشتباكات الأخيرة الثلاثاء: "نشعر بقلق بالغ إزاء تبادل إطلاق النار على الحدود الأرمنية الأذرية"، داعيا "الطرفين إلى ضبط النفس".

وتجري "مجموعة مينسك" التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باخ. لكن المحادثات متوقفة بشكل كبير منذ اتفاق لوقف إطلاق النار في 1994.

وأرمينيا التي ترتبط بعلاقات سياسية وعسكرية وثيقة مع روسيا، تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، وتعهدت بسحق أي محاولة لاستعادتها.

لكن أذربيجان الغنية بموارد الطاقة، ويتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، كررت تهديدها باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة.

في 2016، كادت اشتباكات دموية في قره باخ أن تشعل حربا بين الطرفين.

أ ف ب