أعلن وزير الثقافة باسم الطويسي الأحد، عن إعداد الوزارة بالتعاون مع مؤسسات أخرى لـ"إستراتيجية ثقافية وطنية" يتوقع الانتهاء منها خلال شهرين.

وبين الطويسي في تصريح لـ"المملكة" عقب انتهاء ندوة في المعهد الاعلامي الأردني إن الإستراتيجة عبارة عن خطة ملزمة للمؤسسات الحكومية وسيجري خلالها تقديم رؤية وطنية مرتبطة بالفهم المعاصر للهوية الثقافية الوطنية للوصول للأجيال الشابة الجديدة بأدوات يفهمها الشباب.

وأكد وزير الثقافة في الندوة التي جاءت بعنوان "الهوية الوطنية الأردنية وأثر الثقافة على المشاركة السياسية والإعلام" أقامها معهد الإعلام الأردني على ضرورة استدامة الحديث في الهوية الثقافية الأردنية، كونها هوية منجزة وناضجة وهذا ما يؤكده التاريخ الذي مر به، إضافة إلى تقديم الهوية الوطنية للأجيال الجديدة وتأكيد أنها متجددة وحية إلى اليوم.

وقال الطويسي إن لكل هوية أبعاد مرتبطة بالدولة جغرافياً وتاريخياً وسياسياً. وإن السياسات العامة مرتبطة بما يسمى بالسياسات الرمزية وهي ملعب الهوية الأساسي، وتعني إبقاء الهوية حية ومتبادلة بين أفراد المجتمع.

وأضاف أن التاريخ المركزي المشكل للهوية الوطنية مؤشر قياس لقوة الدولة، حيث إن الأردن من أقدم الشواهد على الحضارة الإنسانية وانتقال البدائية للزراعية والإنتاجية موضحا أن الشواهد التاريخية للسردية الأردنية تؤكد أن الأنباط حولوا اللغة العربية من المحكية إلى المكتوبة بتطوير الحرف الآرامي، وفي علم الاتصال يتشكل ما بعد التاريخ بالكتابة والتوثيق فالأردن شهد في مدينة البترا بداية التوثيق العربي.

وقال الطويسي، إن التاريخ الأردني ضارب في القدم ويمتد عبر العصور ماراً بكافة أطياف الحضارة، الجغرافيا الأردنية كانت نعمة للحضارات ونقمة في ذات الحين بسبب التنافس الدائم عليها، مبينا أن الجغرافيا الأردنية ليست محدودة الموارد وعبر التاريخ استطاع الأردني أن يحول الندرة إلى وفرة. إذ شهدت مناطق عديدة في الأردن على التحول من البداية إلى الحضارة من الندرة إلى الوفرة، وغير الثقافة بشكل واضح وملموس.

وحول النظام السياسي الأردني، قال الطويسي إن النظام وريث الثورة العربية الكبرى ويحمل مبادئ هذه الثورة، التي شكلت فاصلاً في تاريخ المنطقة، حيث استمد الأردن من الثورة قيماً أساسية في ثقافته المركزية. مضيفا أن الدولة الأردنية الأكثر وضوحاً سياسياً وأخلاقياً، وتؤمن بالتنوع الثقافي، وتاريخها أبيض وواضح. وفي رد الطويسي على أسئلة المشاركين، قال إن الوزارة تتطلع إلى مناسبة المئوية الدولة لاستثمارها في السردية الوطنية وترسيخ الهوية، وتسعى للعمل على تطوير رؤية وطنية للثقافة مع كافة الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين.، قائلا "إن لدينا تقصيرا في قصتنا وسردية الأحداث الأردنية"، وعلى الدول أن تضع الهوية الثقافية المجتمعية في إطار، وتحافظ عليها رسمياً وتوثقها من خلال الدراما والمسرح والرواية.

وأوضح الطويسي أن الأجيال الجديدة من الشباب لها لغة وأولويات مختلفة عن السابق منها، داعيا إلى استيعابها والتطور والتحديث معها، داعيا وسائل الإعلام إلى التوجه إلى والإعلام الرقمي للوصول إلى الشباب ومساحاتهم، وهذا ما حاولت فيه وزارة الثقافة خلال فترة جائحة فيروس كورونا.

المملكة + بترا