رفضت الحكومة الصربية التعليق على عملية بناء جدار تجري السبت عند حدودها مع جمهورية مقدونيا الشمالية، في منطقة تعد معبرا للمهاجرين الذين يمرون عبر البلقان.

ويقام الجدار على الحدود الجنوبية، قرب معبر حدودي رسمي ومخيم تابانوفسي للمهاجرين في الجانب التابع لمقدونيا الشمالية من الحدود، بحسب مصور فرانس برس.

ونشرت "إذاعة أوروبا الحرة" الصور في البداية مطلع الأسبوع بينما أفادت وزارة داخلية مقدونيا الشمالية وسائل الإعلام المحلية أن الجدار يقام على أراضي صربيا.

لكن بلغراد التزمت الصمت بينما لم ترد وزارتا الداخلية والخارجية ولا مكتب رئيس الوزراء على طلب فرانس برس الحصول على تعليق.

وبحسب أمر نشره موقع وزارة المالية، حدد الشروط المرتبطة بمرور الجدار عبر أراض تعد ملكية خاصة، يهدف الجدار إلى "إغلاق حدود الدولة" و"منع تفشي فيروس كورونا المستجد" في حال تمّت عمليات عبور "كبيرة وغير مصرح لها".

وشهدت صربيا التي تعد بلد عبور رئيسي ضمن ما يعرف بـ"طريق البلقان" موجة جديدة من اللاجئين والمهاجرين الساعين للوصول إلى غرب وشمال أوروبا.

وسُجل نحو 30 ألف مهاجر ولاجئ في البلاد خلال النصف الأول من العام 2020، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف العدد الذي تم تسجيله في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق بيانات رسمية.

وأقامت دول عدة في المنطقة بما فيها المجر وجمهورية مقدونيا الشمالية وسلوفينيا جدران حدودية خلال أزمة الهجرة عام 2015 عندما تدفق الآلاف عبر البلقان هربا من الحرب والفقر.

وبينما أغلق الطريق رسميا في 2016، إلا أن تدفق المهاجرين تواصل ولو بمستويات أقل عبر المنطقة.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية آنا بيسونيرو-هرنانديز أن التمويل الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لصربيا لمساعدتها على إدارة أزمة الهجرة ووصل إلى مئة مليون يورو (118 مليون دولار) منذ 2015 "لا يشمل (تغطية كلفة) بناء جدران" حدودية.

وقال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في صربيا لفرانس برس إن لدى البلاد "الحق السيادي في ضبط حدودها" لكنها ملزمة في الوقت ذاته بمعالجة طلبات اللجوء.

وذكرت المتحدثة ماريانا ميلنكوفسكي أن "صربيا مكنت الأشخاص الساعين للحصول على حق الحماية من الوصول إلى عملية تقديم اللجوء ولا مؤشرات لدينا تدل على أن الأمر سيتغير".

أ ف ب