أظهرت دراسة حكومية، أن غالبية الأردنيين لا يأخذون خطورة فيروس كورونا المستجد بـ "جدية"، وينقسمون بين اعتباره "أكذوبة أو مؤامرة"، ويشككون بصحة وجود الوباء.

وتشير الدراسة التي جمعت بياناتها خلال الفترة من 13 - 15 آب/أغسطس الجاري، إلى أن "76% من العينة يعتقدون أن المواطنين لا يأخذون خطورة الفيروس بجدية بارتفاع ملحوظ، مقارنة مع نتائج استطلاعات ماضية؛ حيث كانت نسبة الذين يعتقدون أن المواطنين لا يأخذون موضوع خطورة الفيروس بجدية 40% في بداية الجائحة، أي قبل حوالي 5 أشهر".

ويرجع مراقبون، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، سبب التراخي في مستوى الحذر العام من الوباء في الأردن، إلى تدني عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس بالمقارنة مع دول أخرى، إذ بلغ مجموع الإصابات الكلي في المملكة؛ 1609 مع تسجيل 12 وفاة بكورونا منذ بداية الجائحة.

وأوضحت الدراسة أن "نسبة لافتة من المستطلعين لا يعتقدون أن فيروس كورونا يشكل خطراً حقيقياً يهدد حياة المواطنين، وينظرون له باعتباره أكذوبة أو مؤامرة، ويشككون بصحة وجود الوباء، فأقل من نصف المستطلعين بما نسبته 43%، يأخذون خطورة فيروس كورونا على محمل الجد، مقابل 57% لديهم شكوك بدرجات مختلفة حول صحة وجود الوباء؛ منهم 8% مقتنعون تماما أن الفيروس أكذوبة ومؤامرة".

كما تدلّ النتائج، على أن الأردنيين ممن تزيد أعمارهم عن 51 عامًا هم أقل تشكيكًا بخطورة الوباء بنسبة 54%، مقارنة مع 42% ممن تتراوح أعمارهم بين 30-50 عامًا، و39% من الشباب في الفئة العمرية 14 إلى 29 عامًا، وقد يعود ذلك لاعتقادهم بأن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 49% يشعرون بالقلق بشدة من عودة الإصابات المحلية، ويرى 69% أن السبب الأول الذي يقلق الأردنيين من ارتفاع أعداد الإصابات المحلية هو الخوف من فرض إغلاقات وحظر تجول شامل وجزئي، يليه الخوف من الضرر الذي سوف يؤثر على عملهم ومصدر دخلهم بنسبة 62%.

وحول الالتزام بشروط ومعايير الصحة والوقاية العامة، تشير الدراسة إلى أن 44% من المستطلعين يدّعون أنهم ملتزمون بشدة بارتداء الكمامات، مقارنة مع 33% من الأردنيين ملتزمون بشدة بالتباعد الاجتماعي، وتجنب التجمعات الاجتماعية والعائلية، بينما أغلبية الأردنيين بنسبة 66% غير ملتزمين بنفس القناعة تجاه التواجد في التجمعات العائلية والاجتماعية.

وتوضح الدراسة التفاوت في القناعة بالالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات العائلية والاجتماعية بين الفئات العمرية الأكبر سناً والأقل عمراً، إذ يرى 54% من أفراد العينة ممن تزيد أعمارهم عن 51 عامًا أنهم أكتر التزاماً، مقارنة مع 43% من الفئة العمرية بين 30-50 عاماً، و42% ممن هم في الفئة العمرية بين 14-29.

كما كشفت الدراسة، تأييداً واسعاً، لدى الأردنيين لتشديد الرقابة الحكومية على التدابير الاحترازية بغرض السيطرة على الوضع الوبائي، إذ أيد 78% من المشاركين في الاستبيان تفعيل أمر الدفاع رقم 11، كما أيدت الغالبية وبنسبة 74% تشدد الحكومة في الرقابة على الالتزام بأساليب الوقاية وفرض غرامات على المخالفين.

وحول الاهتمام بالموجز اليومي لعدد الإصابات بفيروس كورونا الذي تصدره الحكومة، أظهرت نتائج الدراسة أن 76% من المستطلعين مهتمون ويتابعون إعلان الحكومة اليومي لعدد حالات الإصابة بكورونا وإجراءات مواجهتها، ويستقي 76% من أفراد العينة مصدر المعلومات بخصوص وباء كورونا من وسائل الإعلام، بينما يعتمد 50% في الحصول على المعلومة من وسائل التواصل الاجتماعي.

وشملت العينة المُمثلة جميع محافظات المملكة، وبلغ عدد المشاركين 5898 مواطناً ومواطنة، تراوحت أعمارهم بين 14-70 عاماً.

ونفذت مديرية التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدراسة. وتهدف إلى قياس آراء الأردنيين حول فيروس كورونا وإجراءات الوقاية منه.

بترا