عقد جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في عمّان الثلاثاء، لقاءين منفصلين مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قبيل انعقاد القمة الثلاثية.  

واستقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الثلاثاء، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لدى وصولهما إلى عمّان على رأس وفد رسمي.

وتناول لقاء جلالة الملك مع الرئيس المصري، العلاقات الثنائية، وآخر التطورات في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.  

كما بحثا آليات التعاون والتنسيق بهدف الحد من انتشار وباء كورونا، والتخفيف من آثاره الإنسانية والاقتصادية.  

وأكد الزعيمان اعتزازهما بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية المصرية، والحرص على الارتقاء بها في المجالات كافة، بخاصة الاقتصادية والاستثمارية، وقطاع الطاقة، والتبادل التجاري.  

وشددا على مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويخدم القضايا العربية.  

وتطرق اللقاء إلى جهود محاربة الإرهاب وفق نهج شمولي، حيث أكد جلالة الملك ضرورة دعم الجهود التي تبذلها مصر بهذا الخصوص، لحماية أمنها واستقرارها.  

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، جدّد جلالة الملك التأكيد على ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.  

وخلال لقاء جلالة الملك مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، جرى التأكيد على متانة العلاقات التي تجمع الأردن والعراق، والحرص على توطيدها في مختلف المجالات، ومواصلة التنسيق والتشاور بينهما إزاء مختلف القضايا.  

ولفت جلالة الملك، خلال اللقاء، إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية في جميع المجالات للنهوض بالعلاقات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة والربط الكهربائي وزيادة التبادل التجاري.   

وشدد جلالة الملك على وقوف الأردن إلى جانب العراق الشقيق في تعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على وحدة ترابه، واستقلاله السياسي، والتصدي لكل محاولات التدخل في شؤونه الداخلية.  

وتناول اللقاء التطورات الإقليمية، حيث أعاد جلالة الملك التأكيد على موقف الأردن الثابت إزاء القضية الفلسطينية.  

وجرى بحث الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً في الحرب على الإرهاب، وفق نهج شمولي.  

من جانبه، ثمن رئيس الوزراء العراقي الدعم الذي يقدمه الأردن للعراق لمواجهة فيروس كورونا.    

 وحضر اللقاء رئيس الوزراء، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للسياسات، ومدير المخابرات العامة، والوفد المرافق لرئيس الوزراء العراقي.

يشار إلى أن القمة الثلاثية الأولى عقدت في القاهرة في آذار/مارس 2019، واتفق خلالها، جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، على المضي قدما لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة بما يخدم مصالحهم المشتركة.

وأكدت القمة أهمية الاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصل البلدان الثلاثة الجغرافي، وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، إضافة إلى الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة.

وأكدت أيضا، عزم الدول الثلاث على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، ومع سائر العرب، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عددا من البلدان العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية.

وشددت القمة على دعم حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة.

"قمة في نيويورك"

وتبعت القمة، قمة ثلاثية أخرى عقدت في نيويورك في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، حيث شدّد جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيسين العراقي برهم صالح، والمصري عبد الفتاح السيسي، خلالها، على أهمية الحفاظ على أمن الخليج العربي، وتأمين حرية الملاحة فيه، مؤكدين أهمية التهدئة، وتجنب المزيد من التوتر والتصعيد لما في ذلك من أثر سلبي على استقرار المنطقة.

وأكّدوا دعمهم للحل السياسي الشامل للقضية الفلسطينية، مشيرين إلى أهمية حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشدد القادة على أن حل الصراع هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، وأهمية الحل السياسي الشامل لأزمات دول المنطقة وفقا لقرارات مجلس الأمن.

ودعوا إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف بناء وتوسعة المستوطنات غير الشرعية وكافة الخطوات اﻷحادية التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها اﻹسلامية والمسيحية، ورفض وإدانة ضم أي أجزاء من اﻷراضي الفلسطينية المحتلة.

وجدد القادة الدعوة إلى القضاء الكامل على كافة التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، ومواجهة كل من يدعمها سياسياً أو مالياً أو إعلامياً، مجددين دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار، وعودة النازحين للمناطق التي تم تحريرها من تنظيم"داعش" الإرهابي.

كما بيّن القادة أهمية الحل السياسي الشامل لأزمات المنطقة، وخاصة الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يحفظ وحدة واستقلال هذه الدول وسلامتها.

المملكة